ريف دمشق- سانا
نظّمت مديرية الشؤون السياسية في ريف دمشق محاضرة تفاعلية بعنوان: «مناظرات وآلية الانتخابات» لتعزيز فهم الهيئات الناخبة لآلية الانتخاب، بما يسهم في خدمة المجتمع ويعزّز فرص النجاح للمرشحين لعضوية مجلس الشعب، وذلك في مبنى المديرية بدمشق.

وأكّد المتحدث باسم اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري نوار نجمة خلال المحاضرة أن الأسماء التي سيتم اختيارها لعضوية مجلس الشعب ستُكتب في سجل التاريخ كممثلين للشعب السوري في السنوات القادمة، ما يؤكد ضرورة تجاوز الاعتبارات الشخصية والمناطقية والطائفية عند الاقتراع.
وأكّد أن على المرشحين استشارة محيطهم الاجتماعي والسياسي لأن صوت النائب يمثل آلاف الأشخاص، وأن المشاركة الحقيقية للمجتمع في العملية الانتخابية أمر لا بد منه لضمان شرعية النتائج وتأثيرها المستقبلي، لافتاً إلى أهمية أن يستمر العمل السياسي بعد الانتخابات وألا يقتصر دور المرشح على فترة الاقتراع فقط.
أولويات المجلس القادم
وأوضح نجمة أن من أهم أولويات المجلس القادم ستكون وحدة سوريا وبناء الهوية الوطنية، وأن هذا البناء يبدأ عبر التعليم والجامعات والمدارس، مشيراً إلى أن تشكيل البرلمان سيكون محورياً في رسم شكل سوريا الجديد من خلال دستور دائم وحوار وطني تشارك فيه الأطراف الاجتماعية والسياسية.
ولفت نجمة إلى أن على المرشحين والهيئات الناخبة أن يتبنّوا كل ما يراعي مصلحة الوطن، وأن يكون صوتهم في صندوق الاقتراع، مؤكّداً أن وحدة البلاد تمثّل هدفاً استراتيجياً وأن الحفاظ عليها يتطلب مساراً سياسياً واضحاً ودوراً محورياً لمجلس الشعب في تحقيق هذا الهدف.
وبيّن نجمة في تصريح لـ سانا أن الهدف الأساسي من هذه اللقاءات مع أعضاء الهيئات الناخبة هو التعرف على ملاحظاتهم حول العملية الانتخابية، مشيراً إلى أن بعض الملاحظات تركزت على مسألة التوزع الجغرافي والتقسيمات الإدارية، وأن اللجنة على دراية بهذه القضايا وتدرك تفاصيلها، إلا أن الظروف استدعت في بعض النقاط اتباع آليات معينة حرصاً على تحقيق عدالة التمثيل الجغرافي.
اختيار الكفاءات لعضوية المجلس

عضو الهيئة الناخبة والمرشح عبد الرحمن كوكي أكّد أن أبرز القضايا التي تناولتها المحاضرة تتعلق بمخاطر التحالفات المناطقية على المجتمع وعلى أداء المجلس التشريعي، موضحاً أن هذه التحالفات قد توصل أشخاصاً غير أكفاء إلى البرلمان، ما يؤدي إلى معوقات في عمله، مشدّداً على أن الكفاءة يجب أن تكون المعيار الأساسي بغض النظر عن الدين أو المنطقة، لأن جوهر عمل البرلمان هو مراقبة أداء الحكومة ونقل مطالب الناس واحتياجاتهم إلى السلطة التنفيذية.
وأشار كوكي إلى أن تقديم المرشحين برامجهم وسيرهم الذاتية أتاح لأعضاء الهيئة الناخبة تقييمهم على نحو صحيح قبل منحهم أصواتهم، معتبراً أن هذه الخطوة من اللجنة العليا كانت ذكية وفاعلة، وساهمت في فرز المرشحين تدريجياً للوصول إلى مجلس شعب سوري قادر على القيام بمهامه.

عضو الهيئة الناخبة والمرشح غسان الحنفي أكّد أن المحاضرة تضمنت إضاءات مهمة حول موضوع الانتخابات ودور أعضاء الهيئة الناخبة وأهليتهم، مبيناً أن مجلس الشعب القادم لن يكون مجلس تصفيق كما جعله النظام البائد، بل سيقع على عاتقه الدور التشريعي الحقيقي وإزالة كل ما يخالف مصالح الشعب.
وبيّن الحنفي أن العمل سيتركز على عدة ملفات أساسية، أبرزها سنّ قوانين جديدة، ورعاية أسر الشهداء والأرامل، وإعادة تأهيل البنية التحتية، وسنّ تشريعات لحماية الطفل من العنف وحماية المرأة، إضافة إلى إعادة الإعمار وعودة المهجّرين وتأمين سبل إسكانهم.
رؤية جامعة نحو سوريا موحّدة

عضو الهيئة الناخبة والمرشحة ريم يازجي أوضحت أن المسؤولية الأساسية لأعضاء الهيئة الناخبة تكمن في الاختيار الموضوعي البعيد عن المناطقية أو التحزبات أو التكتلات، بما يعكس رؤية جامعة نحو سوريا موحّدة يستحقها جميع أبنائها، لافتةً إلى أن المحاضرة تناولت أسس العمل البرلماني للمرشح الراغب في خدمة هذا الاستحقاق، وخلصت إلى أن عضوية البرلمان هي تكليف لا تشريف.
وبيّنت يازجي أن العمل البرلماني القادم يجب أن يتم ضمن مسارات حوارية تشمل مختلف أطياف الشعب السوري، مؤكدةً أن دور أعضاء الهيئة الناخبة اليوم يفوق أي دور آخر، إذ يقع على عاتقهم اختيار المرشحين وبرامجهم على أسس برلمانية تراعي أولويات المرحلة، وتجنب أي عوامل قد تعرقل العمل التشريعي المطلوب حالياً.
وكانت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب قد حددت فترة الدعاية الانتخابية للمترشحين من الـ 29 من أيلول حتى مساء يوم الجمعة الـ 3 من تشرين الأول 2025، حيث تليها فترة الصمت الانتخابي لمدة 24 ساعة، ومن ثم يوم الاقتراع في الـ 5 من تشرين الأول 2025.







