دمشق-سانا
شهد بيت التراث الدمشقي في حي العقيبة بدمشق اليوم، حملة تنظيف شاملة ضمن حملة “النظافة ثقافة”، التي انطلقت في 9 آب الماضي، وشملت عدداً من الأوابد الأثرية في مختلف المحافظات.
الحملة التي نظمتها وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية الآثار والمتاحف ومؤسسة بنى التنموية، شارك فيها ناشطون ومتطوعون شباب، وتهدف إلى إعادة استثمار المتحف بما يليق بموقعه الثقافي لجذب الزائرين.
تعاون مؤسساتي للحفاظ على هوية المتحف التراثية

وأوضح المشرف على حملة النظافة أحمد خنوس، أنه تم اختيار متحف بيت التراث الدمشقي كونه من أهم المواقع الأثرية في العاصمة، حيث سيلي حملة التنظيف مراحل أخرى لإعادة تأهيل المبنى بشكل كامل، وأشار إلى أن الحملة تأتي ضمن جهود الوزارة لإعادة تأهيل المواقع الأثرية المهمة في دمشق والمحافظات بالتعاون مع مؤسسة بنى التنموية.
وذكر مؤسس ومدير مؤسسة بنى التنموية عمار السليم أن المبادرة تمثل جانباً من برامج المؤسسة ضمن مشروع ميراث الذي يهتم بترميم المباني الأثرية بالتعاون مع وزارة الثقافة، حيث تهتم المرحلة الأولى من المشروع بحملات التنظيف، وستتابع اعمالها في أماكن أخرى، انطلاقاً من أن العمارة تعكس هوية المجتمع وتعبر عن تاريخه.
بدوره أكد مدير بيت التراث الدمشقي سامي صالح أن المبنى نموذج للقصور القديمة المزخرفة والمتنوعة ويضم قاعات برسوم جدارية وأسقفاً عجمية فريدة، موضحاً أن الحملة تهدف لتوعية الشباب وتعزيز مفهوم أن “الثقافة هي نظافة” وأن الاهتمام بالأوابد التاريخية مسؤولية الجميع.
الشباب في قلب المبادرة

من بين المتطوعين في مؤسسة بنى تحدثت تالا محمد نور الدين، طالبة هندسة عمارة، عن أهمية المشاركة في الحملة التي تمكنها من تطوير مهاراتها وتجاربها استعداداً لسوق العمل، ولاسيما أن الحملة تركز على إحياء التراث وتوثيقه والتعريف به للمنظمات الدولية، لافتة إلى أن النظافة ليست هدف فقط، لأن التوثيق ونقل التراث مهم للحفاظ على الهوية السورية.
“دمشق القديمة مسؤولية وطنية يجب الحفاظ عليها باعتبارها وجهة جذب سياحية مهمة”، بهذه العبارات وصفت المتطوعة ديمة فتينة الحملة، ونوهت بأهمية المشاركة فيها لإعادة تأهيل المباني التراثية القديمة، حيث عملت على تنظيف المبنى مع زملائها من أجل توثيقه في المراحل المقبلة، ووضع مخططات وتقديمها لوزارة الثقافة التي تقوم بتعزيز المتحف وإعادة توظيفه ثقافياً وسياحياً.
يذكر أن مؤسسة بنى التنموية تأسست عام 2024، وتعمل في مجالات التنمية والإسكان والتعليم والتمكين، وتختص بتنمية العمارة والعمران، وتدير مشروع “ميمارستان” الذي يهدف لترميم المباني الحكومية وغير الحكومية بالتعاون مع المجتمع الأهلي، بالتعاون مع أربعين مهندساً معمارياً وبمشاركة شباب من طلاب وخريجي الهندسة المعمارية.



