دمشق-سانا
عقدت وزارة الطاقة اجتماعاً موسعاً للمنظمات العاملة في قطاع المياه والإصحاح البيئي بعنوان “استراتيجية وزارة الطاقة في قطاع المياه والإصحاح ضمن الاستجابة الإنسانية في سوريا”، وذلك في مقر الوزارة بدمشق، بهدف تعزيز التنسيق بين الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية.
ويأتي هذا الاجتماع ضمن جهود الوزارة لتفعيل التشاركية وتحسين كفاءة الاستجابة الإنسانية في قطاع المياه، ولا سيما مع وجود تحديات تقنية وموجة الجفاف الناجمة عن التغيرات المناخية التي تؤثر على استدامة خدمات المياه.
وتناول الاجتماع التحديثات الخاصة بالمياه والصرف الصحي والإصحاح البيئي وتحديثات الإدارة العامة للمياه حول الاستراتيجية الخاصة بوزارة الطاقة السورية، مع التركيز على صيانة وتفعيل المحطات المركزية، وتم النقاش حول الاستجابة لحالة الجفاف، مع الاعتبار لتحركات النزوح بسبب الأحداث في السويداء، كما تم وضع خطط للاستجابة الإنسانية للعام المقبل، بالإضافة إلى مناقشة خطة طوارئ لقطاع المياه وتقديم حلول مستدامة للطاقة وبناء القدرات البشرية وتطوير حوكمة قطاع المياه.
تعزيز التنسيق مع المنظمات المحلية والدولية

وأكد مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الطاقة إبراهيم العدهان أن الاجتماع الذي نظمته الوزارة بمشاركة المنظمات المحلية والدولية والأممية العاملة في مجالات المياه والطاقة والصرف الصحي، يهدف إلى تعزيز التنسيق في الاستجابة للتحديات الراهنة، ولا سيما حالة الجفاف، وتأمين الخدمات للسكان المتضررين، بما يدعم عودة النازحين إلى مناطقهم التي تضررت شبكاتها خلال سنوات الحرب.
التركيز على واقع المياه في سوريا والمناطق الأكثر احتياجاً
بدوره لفت معاون الإدارة العامة للمياه طاهر العمر إلى أن الاجتماع ركز على مناقشة واقع المياه في سوريا، ولا سيما في المناطق الأكثر احتياجاً، ووضع خطط مستقبلية لمعالجة المشكلات القائمة وتطوير رؤية شاملة للقطاع.
اهتمام خاص بمحافظة السويداء ومناطق الجنوب
وأشار العمر إلى أن الوزارة أولت محافظة السويداء ومناطق الجنوب اهتماماً خاصاً عبر خطة متكاملة تهدف إلى معالجة نقص المياه وتأمين مياه الشرب للسكان بالسرعة الممكنة.
مشاركة منظمة الابتكار والتنمية المستدامة SDI

محمد زيدان منسق برامج منظمة الابتكار والتنمية المستدامة SDI أوضح أن المنظمة إنسانية بدأت عملها قبل عام 2015 في المنطقة الجنوبية، وتركز في نشاطها على مجالات المياه والإصحاح والصحة والتعليم والتغذية.
وأشار زيدان إلى أن للمنظمة مكاتب في دمشق وتركيا، وتعمل حالياً في محافظات عدة منها حلب وإدلب وحماة، مؤكداً حرصها على التنسيق المستمر مع مؤسسات الدولة، ولا سيما وزارة الطاقة، بما يسهم في تطوير قطاع المياه ودعم الجهود الوطنية في هذا المجال.
مشاركة هيئة مار أفرام السرياني البطريركية للتنمية
من جانبه، بين يامن موسى مدير البرامج في هيئة مار أفرام السرياني البطريركية للتنمية، الذراع الإغاثي لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، أن الهيئة تنفذ مشاريع واسعة في قطاع المياه والإصحاح بعدد من المحافظات، حيث أنجزت مؤخراً تجهيز أربع آبار في درعا بالطاقة الشمسية، وتعمل على دراسات لمشاريع جديدة في المنطقة الجنوبية، مضيفاً: إن الهيئة تنفذ حالياً مشاريع مماثلة في الحسكة، إضافة إلى برامج للاستجابة الطارئة في مخيم الهول ضمن جهود مواجهة الكوليرا، مؤكداً استمرار التنسيق مع وزارة الطاقة والجهات المعنية لتحسين الوصول إلى المياه وخدمات الصرف الصحي على امتداد الجغرافيا السورية.

وناقش المشاركون في الاجتماع عدداً من القضايا المرتبطة بتطوير قطاع المياه وتعزيز كفاءته، وبناء الشراكات مع دول الجوار، ولا سيما الأردن، عبر التعاون مع مراكز تدريبية متخصصة لرفع الكفاءة والقدرات وبناء الخبرات في هذا المجال.
كما أكد المشاركون على ضرورة المضي قدماً في مشروع رقمنة الموارد المائية، مع تحديد إطار زمني واضح لهذا المسار، بما في ذلك آليات رصد عمل الآبار الزراعية ووضع خطة لاستبدال تمديدات المياه القديمة بأخرى حديثة أكثر كفاءة، إضافة إلى دراسة خاصة بتحديد سعر جدول الكميات للمؤسسات من خلال جدولة الأسعار.
شارك في الاجتماع ممثلون عن عدد من المنظمات الأممية والدولية والمحلية، إلى جانب خبراء وفنيين من الجهات المعنية.
وكان وزير الطاقة محمد البشير بحث في أيار الماضي مع عدد من ممثلي المنظمات الإنسانية ملف المياه والتحديات التي يواجهها هذا القطاع وسبل تعزيز التعاون بين الوزارة والمنظمات المعنية لضمان استدامة الموارد المائية، وتحسين وصول المياه إلى المناطق الأكثر احتياجاً.


