دمشق-سانا
نظمت الجمعية الفلكية السورية مساء اليوم فعالية علمية لمتابعة ورصد ظاهرة الخسوف الكلي للقمر، بالتعاون مع الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، وذلك في المكتبة الوطنية بدمشق.

وشارك حشد كبير من المهتمين من مختلف الفئات العمرية في الفعالية، حيث أُتيحت لهم فرصة مشاهدة تفاصيل الخسوف عبر عدد من التلسكوبات المتطورة، من بينها أكبر تلسكوب في سوريا، واستمعوا إلى شروحات علمية مبسطة حول الظاهرة ومراحلها.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية السورية، الدكتور محمد العصيري، في تصريح لمراسل سانا أن خسوف القمر يُعدُّ من الظواهر الفلكية الجميلة والآمنة التي يمكن للجميع مشاهدتها من أي مكان دون الحاجة لأدوات خاصة أو نظارات واقية، على عكس كسوف الشمس.
وأضاف العصيري: “إن الخسوف يمثل أيضاً فرصة علمية قيّمة، حيث يساعدنا في دراسة الغلاف الجوي للأرض والكشف عن مؤشرات التلوث والتغير المناخي، كما أنه وسيلة تعليمية فعالة لنوضح للأطفال كروية الأرض بشكل عملي”.
وأكد العصيري أن الفعالية لا تقتصر على رصد القمر فقط، بل تشمل الحديث عن مختلف الظواهر الفلكية، مثل محطة الفضاء الدولية، وتاريخ علماء الفلك العرب والمسلمين، الذين خُلّدت أسماؤهم على فوهات قمرية وكان لهم دور بارز في تطور علوم الفضاء.

وأوضح رئيس الجمعية أن القمر خلال مرحلة الخسوف الكلي يميل لونه إلى الحمرة، فيما يعرف بظاهرة “القمر الدموي”، وهو من أجمل المشاهد الفلكية التي يمكن رصدها، مبيناً أن الخسوف بدأ عند الساعة 7:27 مساءً وبلغ ذروته عند الساعة 8:33 مساءً بتوقيت دمشق، واستمر لأكثر من ساعة وثلث، ما أتاح وقتاً كافياً للحضور للاستمتاع بالرصد.
ومع اكتمال الخسوف الكلي، توجه الحاضرون بالتكبير والدعاء والاستغفار واصطفوا لإقامة صلاة الخسوف جماعة في باحة المكتبة الوطنية، محيين بذلك السنة النبوية الشريفة، ما جسّد ارتباط التفكر في آيات الكون المنظور بالخشوع والرجوع إلى خالقه.
وتضمنت الفعالية أنشطة تفاعلية للأطفال، حيث قدم أعضاء الجمعية شرحاً حول أطوار القمر والمجموعة الشمسية، مع التأكيد على الدور التاريخي للعلماء العرب والمسلمين كالعالم الدمشقي ابن الشاطر (1304-1375م) الذي قدم إسهامات رائدة في علم الفلك وتصحيح النماذج الفلكية السائدة في زمانه.







