دمشق -سانا
في مساحة أُعدّت للأطفال ضمن جناح وزارة الثقافة في معرض دمشق الدولي، في دورته الـ62، تتلاقى القصص وأدوات التلوين مع التاريخ والتراث، في تجربة مميزة تجمع بين التعليم والمتعة، بهدف تعريف زوار الجناح الصغار بمنشورات الطفل في الهيئة العامة السورية للكتاب.

ويعجّ المكان بألوان زاهية، وأوراق ملونة، وكتب صغيرة تروي حكايات الوطن من خلال رسومات وصور جذابة، ليشعر الأطفال أن كل زاوية تنبض بالحياة، وتحتضنهم الأنشطة والكتب في عالم تفاعلي يحاكي حبهم لما هو وطني وأصيل.
رحلة معرفية بين صفحات قصص وأساطير وطنية
رامز حاج حسين، مدير مديرية منشورات الطفل بالهيئة العامة السورية للكتاب، قال في تصريح لمراسل سانا: “يُروى لركن الطفل قصة طويلة، تبدأ من الحضارات السورية الأولى التي زرعت جذور الهوية، وتنتقل إلى الطائر العقاب، الذي نعتبره رمزًا للوطنية السورية الحديثة.”

وأضاف حاج حسين: “الركن لا يقتصر على عرض تاريخي فقط، بل هو جسر يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، حيث يستعرض العدد الأول من مجلة (أسامة)، التي استقى آباؤها المؤسسون اسمها من بطولات الصحابي اليافع أسامة بن زيد، وشكّلت جزءًا من ذاكرة الأسرة السورية منذ عام 1969، حين قام عدد من المبدعين بتأسيس هويتها الثقافية التي نفتخر بها اليوم.”
وعن الهدف من الفعالية، أوضح حاج حسين أن المديرية سعت لأن يشارك الأطفال من خلال الرسم والكتابة، ليتاح لهم التواصل المباشر مع أفكارهم ولغاتهم، ونغذّي خيالهم، مبينًا أن هذه التجربة تمنح إدارة منشورات الطفل رؤية حقيقية تساعد على تطوير محتوى يناسب الأطفال، ويعبّر عن همومهم وآمالهم.
كتيبات “أمي الحبيبة سوريا”
نجد في الركن أحدث إصدارات منشورات الطفل بعد التحرير، كتيبات “أمي الحبيبة سوريا”، التي تأخذ الأطفال في جولة بين محافظات بلادهم، حيث يقرؤون عن الأماكن، والتراث، والمأكولات الشعبية، وكل ما يجعل الوطن قريبًا من قلوبهم بلمسة بسيطة وسهلة الفهم.

وأشار حاج حسين إلى أن أهمية هذه الكتيبات تأتي من بناء روح الانتماء الوطني، مؤكدًا: “نحن كفريق موحّد بين مجلة (أسامة) ومنشورات الطفل، نعمل لتحفيز هذا الحس الوطني بحب وأمل.”
الأطفال يتحدثون عن تجربتهم
وسط أقلام التلوين وصفحات القصص، عبّر الأطفال بابتساماتهم وبراءتهم عن امتنانهم وفرحتهم بالمكان. وقال الطفل عمر فوغالي، الطالب في الصف الخامس، بتلقائية عن زيارته لركن الأطفال: “جئت لأرى المجلات والألعاب، وكان المكان مليئًا بالأشياء الجميلة، وأنصح كل الأطفال بزيارة هذا الركن لأنه ممتع.”

من جهتها، قالت آيسل العلاوي، طفلة في الخامسة من عمرها، بخجل وسعادة: “أتيت وأخذت الألوان ورسمت، وبعدها قرأت قصصًا جميلة، وأقول لكل أصدقائي: زوروا المعرض، لأنكم ستحبّونه كثيرًا.”
أما الطفلة شمس نتوف، طالبة في الصف الثاني، فقالت ببراءة وغبطة: “المعرض جميل جدًا، وفيه تلوين ورسم وأشياء ممتعة. أريد أن يأتي كل الأولاد إلى هذا المكان ليشاهدوه.”
وذكر الطفل طارق أنكوثي، البالغ من العمر 10 سنوات، بحماس: “لعبت ورسمت وتعرّفت على مجلة (أسامة)، والمكان هنا جميل وممتع. وأنصح كل أصدقائي بزيارته.”

