دمشق-سانا
بحث المدير العام للآثار والمتاحف أنس حج زيدان مع مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في سوريا، هيروشي تاكاباياشي، إطلاق مشروع توثيق شامل للأضرار التي لحقت بمدينة معرّة النعمان القديمة في ريف إدلب، وذلك خلال اجتماع عقد اليوم في دمشق.
ويتضمن المشروع تنفيذ مسح ميداني دقيق لتقييم الأضرار وتوثيقها، بهدف إنشاء قاعدة بيانات تُستخدم لاحقًا في خطط إعادة الترميم والإعمار، ويأتي هذا التعاون في إطار الجهود الوطنية والدولية للحفاظ على التراث الثقافي السوري، خصوصًا في المواقع المتضررة من النزاع.
ترميم البيمارستان وتحويله لمركز مجتمعي

وفي سياق متصل، بحث زيدان اليوم مع وفد من شبكة الآغا خان للتنمية، برئاسة هايس ولرافن، إمكانية التعاون في مشروع لإعادة تأهيل مبنى البيمارستان النوري التاريخي في دمشق القديمة.
ويهدف المشروع إلى تحويل هذا المعلم الأثري إلى مركز صحي مجتمعي يخدم سكان المنطقة، مع الحفاظ على طابعه المعماري الأصيل وقيمته التاريخية، كما ناقش الجانبان الجوانب الفنية واللوجستية لضمان التنفيذ السليم للمشروع.
إرث تاريخي في خطر
تُعد مدينة معرّة النعمان من أبرز المراكز التاريخية في شمال سوريا، وتضم مواقع أثرية تعود للعصور الكلاسيكية والإسلامية، وقد تعرضت خلال السنوات الماضية لدمار كبير طال مبانيها ومعالمها الثقافية.
أما البيمارستان النوري، فقد أُنشئ في القرن الثاني عشر الميلادي خلال عهد السلطان نور الدين زنكي، ويُعد من أقدم المستشفيات التعليمية في المنطقة، ويتميز بطرازه الدمشقي التقليدي، ويقع ضمن مدينة دمشق القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي.
جهود وطنية لحماية التراث
تُولي وزارة الثقافة السورية، عبر مديرية الآثار والمتاحف، اهتماماً متزايداً بالتراث الوطني الذي تعرض لمخاطر عدة بسبب جرائم النظام البائد، حيث تعمل على توثيق الأضرار التي لحقت بالمواقع الأثرية، وإطلاق مشاريع ترميم بالشراكة مع منظمات دولية وجهات أكاديمية، في مسعى لإعادة إحياء الذاكرة الثقافية وصون الهوية السورية العريقة.