عواصم-سانا
مع استمرار حالة التوتر والاشتباكات على الحدود بين تايلاند وكمبوديا، أعلنت وزارة الخارجية الماليزية اليوم تأجيل اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، الذي كان مقرراً عقده غداً الثلاثاء إلى الـ 22 من كانون الأول الجاري، لحل النزاع القائم بين البلدين.
تأجيل بطلب تايلاندي
وقالت الوزارة في بيان: إن الاجتماع الذي يهدف إلى بحث النزاع القائم بين تايلاند وكمبوديا، في ظل تصاعد التوترات الحدودية بين البلدين خلال الأسابيع الأخيرة، أجل بناء على طلب تايلاند.
وأشار البيان إلى أن ماليزيا، بصفتها الرئيسة الحالية لرابطة آسيان، تكثف مساعيها الدبلوماسية لاحتواء الأزمة ومنع انزلاقها إلى مواجهة أوسع، وسط دعوات متكررة من دول الرابطة لضبط النفس والعودة إلى الحوار.
وتسعى “آسيان” التي تقوم سياستها على مبدأ عدم التدخل وحل النزاعات بالطرق السلمية، إلى لعب دور الوسيط بين بانكوك وبنوم بنه عبر القنوات الدبلوماسية والاجتماعات الوزارية، لمنع تفاقم الأزمة والحفاظ على أمن المنطقة.
استمرار الاشتباكات على الحدود
وتستمر حالة التوتر والاشتباكات بين الجانبين، حيث أعلنت تايلاند حظر تجول في إقليم ترات جنوب شرق البلاد، مع امتداد القتال مع كمبوديا إلى أماكن ساحلية في منطقة حدودية متنازع عليها.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية، الأميرال سوراسانت كونجسيري، في مؤتمر صحفي في بانكوك: “بشكل عام، هناك اشتباكات مستمرة منذ أن أكدت كمبوديا مجدداً انفتاحها على وقف إطلاق النار أول أمس”، مضيفاً: إن تايلاند منفتحة على حل دبلوماسي، لكن “على كمبوديا أن توقف العمليات القتالية أولاً، قبل أن نتمكن من التفاوض”.
بدورها، أفادت وزارة الصحة التايلاندية بأن مدنياً يبلغ 63 عاماً قُتل أمس، خلال اشتباكات حدودية مع كمبوديا، في أول وفاة لمدني في البلاد منذ تجدُّد النزاع قبل أسبوع، وبالتالي، ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات التي اندلعت في الـ 7 من كانون الأول الحالي إلى 26 شخصاً على الأقل، بينهم 14 جندياً تايلاندياً و11 مدنياً كمبودياً على الأقل، حسب مصادر رسمية، إضافة إلى نزوح نحو 800 ألف شخص على جانبي الحدود.
في مقابل ذلك، أكدت المتحدثة الكمبودية مالي سوتشياتا أن القوات التايلاندية واصلت القصف وإطلاق قذائف الهاون في المناطق القريبة من الحدود.
تحذير من ترامب للجانبين
ومع تجدد الاشتباكات بين البلدين، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتدخل، حيث أعلن يوم الجمعة الماضي، أن تايلاند وكمبوديا وافقتا على وقف الاشتباكات الحدودية، بعد اتصال هاتفي برئيسي وزراء البلدين، إلا أن الحكومة التايلاندية نفت ذلك، بينما تواصلت المعارك يومي السبت والأحد.
وقال ترامب: إنه تحدث إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال في تايلاند، أنوتين تشارنفيراكول، ورئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، وإنهما اتفقا على “وقف إطلاق النار” كلياً، وهو ما تراجع عنه الجانبان لاحقاً، ليعلن متحدث باسم البيت الأبيض في وقت لاحق، أن ترامب يتوقع من الطرفين احترام الالتزامات، و”سيحاسب أي شخص عند الضرورة لوقف القتل وضمان السلام الدائم”.
نزاع حدودي طويل
ويعود الخلاف بين تايلاند وكمبوديا إلى نزاع طويل الأمد على مناطق حدودية تضم معابد تاريخية على امتداد نحو 800 كيلومتر، حيث شهدت المنطقة موجات عنف متكررة هذا العام رغم جهود وساطة دولية من الولايات المتحدة وماليزيا والصين.
وتضم المناطق المتنازع عليها معابد تعود إلى إمبراطورية الخمير، حيث تم رسم الحدود مطلع القرن العشرين خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية، الأمر الذي أثار خلافاً يتجدد بشكل عنيف بين فترة وأخرى.
وكانت موجة عنف سابقة في تموز الماضي أودت بحياة 43 شخصاً خلال 5 أيام، وأجبرت نحو 300 ألف شخص على النزوح، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية الولايات المتحدة والصين وماليزيا.
وفي ال26 من تشرين الأول الماضي توصَّل البلدان إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، غير أن بانكوك علَّقته بعد أسابيع إثر انفجار لغم أدى إلى إصابة عدد من جنودها، ما أدى إلى اندلاع الموجة الجديدة من الهجمات والقصف المتبادل.