القدس المحتلة-سانا
كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن أسيراً ارتقى في معتقل للاحتلال الإسرائيلي، جراء التعذيب والإهمال الطبي المتعمد في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم القتل البطيء التي ينتهجها الاحتلال بحقّ الأسرى.
وقالت الهيئة في بيان اليوم: إن الأسير عبد الرحمن البساتين (21 عاماً)، من بلدة حوسان غرب بيت لحم، الذي اعتقل منذ الرابع والعشرين من حزيران الماضي، ارتقى في معتقل للاحتلال ما يرفع عدد الأسرى الذين ارتقوا منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع في الـ 7 من تشرين الأول 2023 إلى أكثر من “100” أسير، فيما لا يزال مصير العشرات من معتقلي غزة مجهولاً، مبينةً أن هذه المرحلة تشكل الأكثر دموية في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة، التي يقدر عدد من ارتقوا منها منذ عام 1967 بـ “322” فلسطينياً.
وأكدت الهيئة أن ارتقاء البساتين يأتي في ظل السعي المتسارع للاحتلال نحو إقرار قانون إعدام الأسرى، وفي ظل تصاعد المعطيات الصادمة التي كشفتها منظمات حقوقية حول أعداد من قتلهم الاحتلال داخل المعتقلات والمعسكرات منذ بدء حرب الإبادة.
وأشارت الهيئة إلى أنّ ما يجري في معتقلات الاحتلال تجاوز كل الحدود إذ تعمل سلطات الاحتلال على مأسسة واقع جديد بعد الحرب يقوم على تدمير الأسير جسدياً ونفسياً، عبر التعذيب، والتجويع، والحرمان من العلاج، وتحويل الحقوق الأساسية للأسرى إلى أدوات قمع وتعذيب، هذا إضافة إلى الظروف المروّعة التي تسببت بانتشار الأمراض والأوبئة، وعلى رأسها مرض الجرب (السكابيوس) الذي تحوّل إلى أداة إضافية للتعذيب والقتل.
وشدّدت على أن التسارع غير المسبوق في ارتقاء الأسرى يثبت أن الاحتلال ماض في تنفيذ عمليات قتل بطيء ممنهج، إذ لا يكاد يمرّ شهر دون ارتقاء أسير أو أكثر داخل السجون، مبينة أن الاحتلال لا يكتفي بقتل الأسرى، بل يواصل احتجاز جثامينهم.
وطالبت الهيئة بفرض عقوبات دولية واضحة تعزل الاحتلال وتعيد للمنظومة الحقوقية الدولية دورها الأساس الذي أنشئت من أجله، وتنهي حالة العجز المروّعة التي أصابتها خلال حرب الإبادة، فضلاً عن إنهاء الحصانة التي ما زالت تتمتع بها إسرائيل بفعل دعم قوى دولية تتعامل معها ككيان فوق القانون والمساءلة.
يذكر أن عدد الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال بلغ أكثر من 9300، إلى جانب المئات من المعتقلين المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، من بينهم 350 طفلاً و50 أسيرة.