جوهانسبرغ-سانا
في حدث هو الأول من نوعه على أرض أفريقية، تستضيف مدينة جوهانسبرغ هذا الأسبوع قمة مجموعة العشرين، وسط أجواء من التوترات السياسية والتحديات البارزة، أبرزها مقاطعة الولايات المتحدة وغياب الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين.
القمة المقررة يومي الـ 22 والـ 23 من تشرين الثاني الجاري، والمنعقدة تحت شعار “التضامن والمساواة والاستدامة”، تركز على دعم الدول النامية عبر تخفيف أعباء الديون ومواجهة الكوارث الناجمة عن التغير المناخي، وتزداد أهميتها رغم غياب ثلاثة من أبرز الأصوات الدولية، إذ تُعقد للمرة الأولى على أرض أفريقية في وقت يشهد العالم تصاعداً في التوترات السياسية وحالة من عدم الاستقرار.
الغياب لن يغيّر شيئاً
الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا أكد أمام الصحفيين، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس”، أن “غياب بعض الدول عن القمة لن يغيّر شيئاً”، فيما شدد وزير خارجيته رونالد لامولا على أن قادة مجموعة العشرين سيواصلون اتخاذ “إجراءات حاسمة لإصلاح النظام المالي العالمي” و”قرارات مهمة أخرى”، مبيناً أن القادة سيبعثون رسالة واضحة مفادها أن العالم قادر على المضي قدماً سواء حضرت بعض الدول أم لا.
أولوية ملف الديون
تضع جنوب أفريقيا قضية الديون في صدارة أولوياتها خلال القمة، إذ ترى أن تكلفة رأس المال غير العادلة تثقل كاهل الدول الأفريقية، فأسعار الفائدة على القروض المخصصة لمشاريع البنية التحتية أعلى بكثير مما تدفعه الدول الأوروبية، بسبب تقييمات وكالات التصنيف الائتماني الكبرى.، ووفقاً للأمم المتحدة، أنفقت أفريقيا بين عامي 2021 و2023 نحو 70 دولاراً للفرد على فوائد الديون، وهو مبلغ يفوق ما أنفقته على التعليم (63 دولاراً) أو الصحة (44 دولاراً).
إلى جانب أزمة الديون، تبرز قضية عدم المساواة العالمية كأحد أهم الملفات المطروحة، حيث تشير تقارير حديثة إلى أن 1% من سكان العالم يستحوذون على 41% من الثروة الجديدة منذ عام 2020، ما يعكس اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء حتى في الدول المتقدمة.
تحالف للدول النامية
وتسعى جنوب أفريقيا إلى بناء تحالف واسع من الدول النامية لمواجهة ما تعتبره “اقتصاداً عالمياً غير عادل”، في انعكاس للتغيرات الجيوسياسية وتفاقم حالة الاستقطاب بين دول الشمال والجنوب.
وتُعد مجموعة العشرين منتدى رئيسياً للتعاون الاقتصادي والمالي، يضم 20 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، ويؤدي هذا التكتل دوراً محورياً في الاقتصاد العالمي، إذ يمثل أعضاؤه الغالبية العظمى من الناتج المحلي الإجمالي وسكان العالم.