واشنطن-سانا
يواجه المسافرون في الولايات المتحدة حالة متزايدة من الارتباك وعدم اليقين، مع إلغاء مئات الرحلات الجوية في عشرات المطارات الرئيسة، في ظل استمرار الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ البلاد.
وذكرت وكالة “فرانس برس” أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أصدرت تعليمات لشركات الطيران بخفض عدد الرحلات في العديد من المطارات، بما فيها الأكثر ازدحاماً مثل أتلانتا، نيوآرك، دنفر، شيكاغو، هيوستن، ولوس أنجليس، ويبدأ تقليص الرحلات بنسبة 4%، على أن ترتفع إلى 10% خلال الأسبوع المقبل.
ورداً على الانتقادات التي اعتبرت هذا الإجراء محاولة للضغط على الديمقراطيين لإنهاء الإغلاق، أكد وزير النقل شون دافي أن القرار “لا يتعلق بالسياسة، بل يستند إلى تقييم المعطيات وتخفيف المخاطر المتزايدة”.
وأدى الإغلاق الحكومي، المستمر منذ الأول من تشرين الأول الماضي، إلى توقف رواتب عشرات الآلاف من موظفي المطارات، بينهم مراقبو الحركة الجوية وعناصر الأمن، مما تسبب في اضطرابات واسعة في حركة السفر، وبحسب موقع “فلايت أوير” لتتبع الرحلات، تم إلغاء أكثر من 800 رحلة مقررة ليوم الجمعة، فيما تأخرت أكثر من 6800 رحلة أمس، وسط طوابير طويلة عند نقاط التفتيش الأمني.
وأعلنت شركات الطيران عن أرقام مرتفعة للرحلات الملغاة: “أميركان إيرلاينز” ألغت 220 رحلة يومياً، “دلتا” نحو 170، و”ساوث ويست إيرلاينز” قرابة 100 رحلة.
فوضى في ذروة موسم السفر
تزامن تقليص الرحلات مع اقتراب عطلة عيد الشكر، أحد أكثر مواسم السفر ازدحاماً في الولايات المتحدة، ما ينذر بفوضى كبيرة في حركة التنقل، خاصة في ظل النقص الحاد في عدد مراقبي الحركة الجوية، رغم تطمينات إدارة ترامب بأن الطيران لا يزال آمناً.
يُذكر أن الإغلاق الحكومي جاء نتيجة فشل الكونغرس في تمرير قانون التمويل بعد 30 أيلول، ما أدى إلى توقف عمل الوكالات الفدرالية، وترك نحو 1.4 مليون موظف في إجازة إدارية أو يعملون دون أجر.
وأشار وزير النقل إلى أن العديد من العاملين في قطاع الطيران يتغيبون عن العمل بذريعة المرض، وقد يكونون مضطرين للعمل في وظائف إضافية لتأمين دخل يغطي نفقاتهم.
من جانبه، وصف رئيس إدارة الطيران الفدرالي الوضع بأنه “غير مسبوق”، قائلاً: “خلال مسيرتي المهنية التي امتدت لأكثر من 35 عاماً، لم أواجه حالة استدعت اتخاذ مثل هذه الإجراءات، نحن في مرحلة جديدة من الإغلاق الحكومي”.