كينغستون-سانا
تواجه جامايكا اليوم، إحدى أعنف الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث، مع اقتراب إعصار ميليسا من سواحلها مصحوباً برياحٍ تصل سرعتها إلى أكثر من 280 كيلومتراً في الساعة، وأمطار غزيرة جداً، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ القصوى، وإصدار أوامر إجلاء لعشرات آلاف السكان في المناطق الساحلية.
وبحسب موقع أخبار الأمم المتحدة تشير التوقعات إلى حدوث أضرار جسيمة في البنية التحتية والمنازل والزراعة، بينما حذر خبراء الأرصاد من قوة الإعصار غير المسبوقة في تاريخ الكاريبي.
وصنف المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، “ميليسا” على أنه عاصفة “كارثية” بحسب مقياس سافير سيمبسون، متوقعاً أن يمر فوق جامايكا نهار اليوم، قبل أن يتجه إلى شرق كوبا هذا المساء، وينتقل بعدها صوب جزر البهاما وجزر توركس وكايكوس بحلول الغد.
وأشار خبراء الأرصاد إلى أن بقاء العاصفة فترة طويلة فوق مياه الكاريبي الدافئة أدى إلى تضخم حجمها وتصاعد قوتها، ما ينذر برياح مدمرة وأمطار قد تصل إلى ثلاثة أقدام تهدد الجزيرة على مدى عدة أيام.
وشرعت السلطات في جامايكا بإصدار أوامر بإخلاء مناطق جنوب البلاد، بما في ذلك مدينة بورت رويال التاريخية، فيما طلب رئيس الوزراء آندرو هولنيس في خطاب متلفز الدعم الدولي، وحذر من مخاطر جسيمة تطال البنية التحتية مثل الجسور والطرق والموانئ والمطارات، مشيراً إلى أن “أي دولة في الكاريبي لا يمكنها الصمود أمام إعصار بهذه القوة”.
بدورها حذرت الأمم المتحدة، من خطر يهدد ما لا يقل عن 1.6 مليون طفل في منطقة البحر الكاريبي، حيث تستعد العائلات في جامايكا وهايتي والجزر المحيطة بهما لفيضانات وانهيارات أرضية واضطرابات واسعة النطاق.
وقال مدير قسم أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، روبرتو بينيس: “إن جميع الجهود المبذولة للاستعداد لوصول الإعصار، ضرورية للتخفيف من الأضرار والخسائر في الأرواح في المجتمعات الأكثر ضعفاً، وخاصة في مناطق مثل منطقة البحر الكاريبي. فالجزر الصغيرة دائماً ما تواجه ضعفاً متزايداً في مواجهة الظواهر المناخية الشديدة”.
يذكر أنه وفقاً لإحصاءات اليونيسف، تأثر على مدار العقد الماضي حوالي 11 مليون شخص، من بينهم ما يقرب من أربعة ملايين طفل، بشكل مباشر بالكوارث في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.