القدس المحتلة-سانا
أعلن الاحتلال الإسرائيلي اليوم بدء المرحلة الرئيسية من عمليته العسكرية الرامية لاحتلال مدينة غزة وسط القطاع في ظل قصف جوي ومدفعي كثيف أسفر عن ارتقاء وإصابة العشرات وسط حركة نزوح قسري كثيفة لمئات العائلات التي يرغمها الاحتلال على التوجه إلى جنوب القطاع تحت القصف.
وذكرت وكالة وفا أن طيران الاحتلال قصف مربعاً سكنياً شمال غرب مدينة غزة، ومنازل في أحياء الدرج والتفاح شرقها والصبرة جنوبها، ومنزلاً في مخيم دير البلح وسط القطاع، ومركزاً لتوزيع المساعدات الإنسانية في مخيم النصيرات وسط القطاع ما أدى إلى ارتقاء أكثر من 40 فلسطينياً بينهم أطفال وإصابة 60.
كما فجر الاحتلال 5 مجنزرات مفخخة بأطنان من المتفجرات لتدمير منازل الفلسطينيين جنوب حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، فيما ألقت طائراته منشورات تطالب الفلسطينيين بالإخلاء فوراً.
ويعيش في مدينة غزة أكثر من نصف مليون فلسطيني يعانون من المجاعة والقصف اليومي والآن يضيق الاحتلال الخناق عليهم من الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية من خلال التقدم البري وتفجير الروبوتات المفخخة والسيطرة النارية بالقصف المدفعي والطائرات المسيرة، إلى جانب استهداف المباني السكنية في جميع مناطق المدينة، بهدف تهجيرهم وحصرهم في الأحياء الغربية، ثم إجبارهم على النزوح إلى وسط وجنوب القطاع.
أعداد الضحايا تتزايد وسط انهيار المنظومة الصحية
وتزداد حصيلة الضحايا بوتيرة متسارعة على مدار الساعة، بسبب تواصل القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على غزة والعديد من المناطق في القطاع.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن أعدادا كبيرة من الجرحى تصل إلى أقسام الطواريء فيما تبقى من مستشفيات عاملة في مدينة غزة محذرة من أن الطواقم الطبية تعمل ضمن أرصدة مستنزفة من الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية المنقذة للحياة.
نتنياهو يعلن بدء المرحلة الحاسمة
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن صباح اليوم أن الجيش الإسرائيلي بدأ عملية عسكرية برية واسعة النطاق في مدينة غزة، واصفا إياها بأنها “مرحلة حاسمة”.
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن اثنتين من فرقه بدأتا منذ الليلة الماضية عملية برية في عمق المدينة والثالثة ستلتحق بهما قريبا لافتا إلى أن سلاح الجو بدأ شنّ غارات مكثّفة على المدينة، والوتيرة ستتصاعد في الأيام القريبة.
ومنذ الثالث من الشهر الجاري وسع الاحتلال عدوانه على مدينة غزة، حيث توغلت قواته في محيطها مع قصف مدفعي وجوي كثيف، ضمن سياسات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري التي تواصل إسرائيل تنفيذها.
وكان الاحتلال أعلن في الـ 8 من آب خطة للسيطرة على مدينة غزة ضمن مخطط أوسع لإعادة احتلال القطاع بالكامل قوبلت برفض دولي.
إسرائيل تواصل الإبادة رغم الرفض الدولي
وعقد مجلس الأمن الدولي في العاشر من الشهر نفسه جلسة طارئة لمناقشة هذه الخطة ورغم الإدانة الدولية الواسع والتحذير من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع جراء تصاعد القتل والتهجير والمجاعة، لم يصدر عن المجلس أي قرار يلزم الاحتلال بوقف عدوانه.
ومنذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية أصدر مجلس الأمن عددا من البيانات والقرارات التي تدعو إسرائيل إلى وقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، دون أن تلتزم بأي منها.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن 87% من مساحة قطاع غزة المنكوب باتت بالفعل اليوم تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي أو تخضع لأوامر إخلاء، محذرة من أن أي توسع عسكري جديد ستكون له تداعيات كارثية.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023 يشن الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة أدت إلى ارتقاء 64905 فلسطينيين وإصابة 164926 وسط ظروف إنسانية كارثية جراء انتشار المجاعة ودمار المنازل والبنية التحتية.