نيويورك-سانا
حذرت منظمة الأمم المتحدة من أن تصاعد وتكثيف العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة غزة – في ظل المجاعة المستمرة هناك – سيدفع المدنيين إلى كارثةٍ أعمق.
ونقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك قوله: “إنه وحسب معلومات قدّمها عاملون في مجال دعم مواقع النزوح، فإنّ تصاعد الأعمال العدائيّة في مدينة غزة يخلف عواقب إنسانية مروّعة على الأشخاص الذين يعيشون في هذه المواقع”، والذين نزح الكثير منهم سابقاً من شمال غزة.
وأضاف دوجاريك: “إن الشركاء في المجال الإنساني سجّلوا في الفترة بين 14 و31 آب الماضي أكثر من 82 ألف حالة نزوحٍ جديدةٍ، بما في ذلك ثلاثون ألفاً نزحوا من الشمال إلى الجنوب، واصفين الأوضاع في مواقع النزوح هذه بأنها مزرية مع تراكم الأنقاض والنفايات بالقرب من مناطق السكن أو داخلها”.
ارتفاع الحرارة ونقص المياه فاقم الوضع بغزة
وأضاف الشركاء حسب دوجاريك: إن درجات الحرارة المرتفعة فاقمت هذه الظروف غير الصحيّة، ما أدى إلى انتشارٍ واسع النطاق للقوارض والحشرات، ونتيجة لذلك، تتزايد المخاطر الصحية، مع إصابة الأطفال بطفح جلدي.
وقال المتحدّث الأممي: “إن إمدادات المياه غير كافية، مّا يؤدّي إلى ازدحامٍ كبيرٍ حول نقاط التوزيع، الأمر الذي يصعب على الأشخاص الأكثر حاجة والفئات الأضعف الحصول على المياه”.
وأضاف: “إنه كثيراً ما تعجز شاحنات النقل عن الوصول إلى مواقع النزوح، ما يجبر العائلات على قطع مسافات طويلة للحصول على المياه”.
نقل الإمدادات رغم التحديات
مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية”أوتشا” أفاد بأنّ تنقّلات الأمم المتحدة وشركائها داخل غزة لا تزال تواجه عوائق، موضحاً أنه من بين 16 مهمّة تم التنسيق لها مع السلطات الإسرائيلية أمس الأول، واجهت خمس منها تأخيرات طويلة للغاية قبل الحصول على موافقة السلطات للتحرّك، بما في ذلك جهود جمع الإمدادات من المعابر.
وقال المكتب: إنه رغم هذه التحديات، تمكنت الفرق من استلام المساعدات – بما في ذلك الإمدادات الطبية – إضافة إلى الوقود من معبر كرم أبو سالم.
وأوضح “أوتشا” أنه لمعالجة سوء التغذية، أرسلت الأمم المتحدة وشركاؤها حليباً علاجياً بكميات تكفي لعلاج أكثر من ثلاثة آلاف طفل لمدة ستة أسابيع تقريباً، وأغذية تكميلية تكفي لدعم أكثر من 1400 رضيع وطفل صغير لمدة تصل إلى أسبوعين، فضلاً عن بسكويت عالي الطاقة يكفي 4600 امرأة حامل ومرضعة لمدة أسبوعين.
مساعدات طبية
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: إنه لدعم النظام الصحي المعطل في غزة، قدمت الأمم المتحدة وشركاؤها 10 أجهزة غسيل كلى وأَسرّة مستشفيات في الجنوب، وقادوا حملة تبرع بالدم، وجمعوا مجموعة من المواد الطبية من المعابر، كما تمكّنوا من تدريب بعض الطاقم الطبي، ودعموا إجلاء 82 من آلاف المرضى الذين لم يكن من الممكن علاجهم في المرافق الطبية المتاحة في غزة.
وجدّد المكتب دعوته إلى وقف إطلاق النار، وفتح جميع الطرق البرية لكميات أكبر من الإمدادات الأساسية بما في ذلك الإمدادات التجارية، والإفراج الفوري.