جنيف-سانا
حذرت منظمة الصحة العالمية في أوروبا، من الزيادة السريعة في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية والتي تحدث دون وجود شبكات الأمان القانونية الأساسية اللازمة لحماية المرضى والعاملين في مجال الصحة.
وقالت المنظمة في تقرير نشره موقع أخبار الأمم المتحدة اليوم: إن “الذكاء الاصطناعي يحمل وعوداً كبيرة لتطوير الرعاية الصحية والطب في جميع أنحاء العالم لتحسين صحة الناس، وتخفيف العبء عن العاملين الصحيين، ولكن السؤال يبقى.. من المسؤول عندما يرتكب نظام ذكاء اصطناعي يُستخدم في التشخيص الطبي خطأ أو يسبب ضرراً؟”.
وأظهر التقرير أن الاستعداد لا يزال غير متكافئ ومجزأ، حيث إن 4 دول فقط في منطقة أوروبا لديها استراتيجية وطنية مخصصة للذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، و7 دول أخرى تعمل على تطويره، من إجمالي 50 دولة شملها التقرير في المنطقة الأوروبية.
ووفقا للتقرير، في جميع أنحاء المنطقة، تكافح اللوائح التنظيمية لمواكبة التكنولوجيا، حيث قالت حوالي 9 من كل 10 دول: إن عدم اليقين القانوني هو العائق الرئيسي أمام تبني الذكاء الاصطناعي، وأشارت 8 من كل 10 دول إلى القيود المالية كعقبة رئيسية، وفي الوقت نفسه، لدى أقل من دولة واحدة من كل 10 دول معايير مسؤولية للذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، والتي تحدد من المسؤول إذا ارتكب نظام الذكاء الاصطناعي خطأ أو تسبب في ضرر.
وفي هذا السياق نبه الدكتور هانز هنري كلوج، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة أوروبا، إلى أنه بينما أصبح الذكاء الاصطناعي حقيقة واقعة لملايين العاملين في مجال الصحة والمرضى في جميع أنحاء المنطقة الأوروبية، فإنه “بدون استراتيجيات واضحة، وخصوصية البيانات، والحواجز القانونية، والاستثمار في محو أمية الذكاء الاصطناعي، فإننا نخاطر بتعميق أوجه عدم المساواة بدلاً من الحد منها”.
وأشارت مديرة أنظمة الصحة في منظمة الصحة العالمية في أوروبا الدكتورة ناتاشا أزوباردي موسكات، إلى أن “الذكاء الاصطناعي إما أن يستخدم لتحسين صحة الناس ورفاهيتهم، وتخفيف العبء عن العاملين الصحيين المنهكين، وخفض تكاليف الرعاية الصحية، أو قد يقوض سلامة المرضى، ويمس بالخصوصية، ويرسخ عدم المساواة في الرعاية… والخيار لنا في ذلك”.
من جانبه قال المستشار الإقليمي للبيانات والذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية في المنظمة الدكتور ديفيد نوفيلو أورتيز: إنه “في غياب معايير قانونية واضحة، قد يتردد الأطباء في الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي، وقد لا يكون أمام المرضى سبيل واضح للإنصاف في حال حدوث أي مشكلة”.
ويشهد العالم طفرة كبيرة في استخدام الذكاء الاصطناعي بمختلف المجالات، وسط تساؤلات عن الإيجابيات والسلبيات التي يمكن أن تنجم عن هذا الاستخدام.