دمشق-سانا
انطلقت على مدرج جامعة دمشق فعاليات المؤتمر العلمي الأول في طب الطوارئ تحت عنوان “المستجدات في طب الطوارئ والعناية الحرجة”، والذي تنظمه مبادرة طب الطوارئ السورية بالتعاون مع وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والصحة، ونقابة أطباء سوريا، والرابطة السورية لأطباء الطوارئ والعناية المشددة.
الأهمية الإستراتيجية لطب الطوارئ ودوره في إنقاذ الأرواح
ويهدف المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام إلى تأسيس منصة علمية لتطوير اختصاص طب الطوارئ ومناقشة أحدث المستجدات في مجالات الطوارئ، والرضوض، والإنعاش، وطب الأطفال، والسموم، والعناية الحرجة، وتعزيز التدريب العملي للأطباء الشباب، وتبادل الخبرات، بما يسهم في رفع جاهزية الكوادر الطبية وتحسين استجابة المشافي لحالات الطوارئ، وذلك بمشاركة أطباء وباحثين من داخل سوريا وخارجها بحضور طلاب طب ومقيمين.

وأكد وزير الصحة مصعب العلي في كلمة له خلال الافتتاح ضرورة عودة الأطباء السوريين المغتربين ومساهمتهم في إعادة إعمار وتنظيم البلد وتطوير قدراته الطبية، مشيراً إلى ضرورة طب الطوارئ وحساسيته الكبيرة في تقديم الخدمات للمرضى لاعتباره يقاس بالثواني الأولى منذ لحظة وصول المريض إلى المشفى والتدخل السريع لأخذ القرار، والحالات الطارئة لاستجابة وسرعة وصول الفرق إلى المكان المطلوب وإجراء التدابير اللازمة بأسرع وقت.
وبيّن معاون وزير الطوارئ وإدارة الكوارث أحمد قزيز أن المؤتمر يعكس الأهمية الإستراتيجية لطب الطوارئ كأحد التخصصات الضرورية للمجتمعات، مشيراً إلى أن التجارب التي خاضها الأطباء خلال سنوات الثورة، وخاصة في مواجهة الكوارث والحالات غير الاعتيادية، أسهمت في تراكم خبرات واسعة تجلّت في شجاعة الاستجابة وسرعتها لإنقاذ الأرواح.
تنسيق الخبرات لرفع مستوى طب الطوارئ في سوريا
وأوضح قزيز أن المؤتمر يهدف إلى تنسيق هذه الخبرات وتوثيق أفضل الممارسات، إلى جانب تعزيز التواصل مع الخبرات الدولية والأطباء السوريين المغتربين الذين حضروا للمساهمة بخبراتهم في تطوير هذا المجال، مشدداً على أن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بدعم هذا التخصص، بما يضمن استجابة طبية سريعة وفعالة ومنظمة تحفظ الأرواح قدر الإمكان.

من جانبها، معاونة وزير التعليم العالي للشؤون الإدارية والمالية عبير قدسي، أكدت أن المؤتمر يركز على تحسين الجاهزية والاستجابة للكوارث لسد الثغرات، وتعزيز التنسيق لتنفيذ خطط فعّالة لإنقاذ الأرواح، والتدبير المتكامل للحالات الإسعافية والحرجة وذلك وفق مقاربات علمية، مشيرة إلى أن مخرجات المؤتمر ستقدم توصيات عملية لصياغة إستراتيجيات قابلة للتنفيذ، مثمّنة الجهود المبذولة في تنظيمه.
من جانبه، رئيس الرابطة السورية لأطباء الطوارئ والعناية المشددة محمد هيثم فرحات، أشار إلى أن المؤتمر يشكل حدثاً استثنائياً لما يحمله من دور مهم في رفع المستوى العلمي لأطباء الطوارئ، من خلال تبادل الخبرات وتقديم أحدث المعارف والتجارب العملية في هذا التخصص الحيوي، مبيناً أن المؤتمر يسهم في نشر الثقافة والوعي حول طب الطوارئ في المجتمع، بما يعزز أهمية هذا المجال في إنقاذ الأرواح والتعامل مع الكوارث والحوادث.
بناء منظومة قوية لطب الطوارئ وتعزيز الاستجابة المنسقة
وأوضح رئيس المبادرة السورية لطب الطوارئ هاشم دعدوش أن المبادرة تأسست لدعم طب الطوارئ في سوريا، تلبيةً لرغبة الأطباء السوريين المقيمين خارج سوريا في تقديم المساعدة والخبرة لإعادة بناء الوطن، لافتاً إلى ضرورة رفع المستوى الأكاديمي لأطباء الطوارئ الذين عانوا أثناء الحرب من نقص الكوادر وقلّة الاهتمام بالتدريب.
وأضاف: “حان الوقت لمدّ يد العون للسوريين عبر بناء منظومة قوية لطب الطوارئ تحفظ لهم حقهم في الحياة الآمنة والعلاج الكريم”.

مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة نجيب النعسان أوضح أن المؤتمر يمثل خطوة مهمة في تنسيق جهود الاستجابة بمجال الإسعاف والطوارئ بين الوزارات المعنية، وتنظيم الاستجابة للإسعاف، وآخر التطورات العملية في مجال الطب والطوارئ، والأساسيات والإجراءات الناظمة لأقسام الإسعاف في المشافي.
وأوضحت ممثلة نقيب أطباء سوريا فادية الشماط، أن طب الطوارئ رسالة إنسانية تقوم على الاستجابة السريعة وحسن التدبير لإنقاذ الأرواح، مؤكدة أن المؤتمر يجسد تبادل الخبرات ومناقشة التحديات لوضع إستراتيجيات فعّالة تواكب احتياجات المجتمع، ويفتح آفاقاً للتعاون بين المؤسسات الصحية والأكاديمية، ويؤسس لشراكات جديدة تصب في مصلحة المريض أولاً وأخيراً.
ويرافق المؤتمر ورشات عمل، ومعرض يتضمن أحدث التجهيزات الطبية والمستحضرات الدوائية المستخدمة في مجال طب الطوارئ.
يذكر أن مبادرة طب الطوارئ السورية (SEMI) تُعدُّ جهداً تطوعياً، أسستها مجموعة من الأطباء السوريين الذين يمارسون مهنتهم في دول مختلفة حول العالم، وتهدف إلى تطوير طب الطوارئ في سوريا والمساهمة في إعادة بناء نظام الرعاية الصحية.












