اللاذقية-سانا
تواصل مئات العائلات السورية العائدة إلى بلداتها وقراها في ريف محافظة اللاذقية بعد سنوات من التهجير قضتها في مخيمات اللجوء في تركيا الاستفادة من الخبرات والمهارات المهنية والصناعية والزراعية التي اكتسبوها خلال فترة لجوئهم، سعياً منهم لإعادة إعمار بلداتهم وقراهم المدمرة والإسهام في نهضة بلدهم الاقتصادية والاجتماعية.

الشيخ أحمد محمد إبراهيم إمام مسجد في بلدة سلمى أشار في تصريح لمراسل سانا إلى رحلة التهجير القسري إلى تركيا التي احتضنت آلاف السوريين، وتعلّموا فيها العديد من المهن في جميع المجالات، سواء في الزراعة ولا سيما زراعة الفراولة والفطر والبيوت البلاستيكية، وإنتاج الأعشاب العطرية بأنواعها، أو في التجارة والصناعة.
ورغم الدمار الكبير الذي تعرّضت له بلدة سلمى بنسبة تفوق 85 بالمئة، أكد إبراهيم أنه هو وأكثر من مئتي عائلة عادوا مباشرة إلى بلدتهم مع الأيام الأولى للتحرير ليعيدوا بما يمتلكونه من خبرة وعلم وعمل بناء ما تهدّم، حيث تمكّن ورغم قلة الإمكانيات من ترميم جزء من بيته، إضافة إلى أنه عاد للقيام بأعمال الزراعة في أرضه، مثله مثل بقية العائدين الذين عادوا إلى أراضيهم، وبعضهم افتتح ورشاً صناعية ومعامل.
من جهته روى مصطفى عزيز الشيخ من أهالي بلدة سلمى قصة تهجيره إلى تركيا، موجهاً الشكر للحكومة والشعب التركي على احتضان المهجّرين السوريين، مشيراً إلى عزمه على الاستمرار في العمل والبناء في بلدته.

أما فاخر حسن حمدو من قرية مرج خوخة، وصاحب ورشة لصناعة الأساس المعدني، بيّن أن قصة تهجيره في عام 2014 بدأها بالعمل في المعامل في تركيا ومن ثم تمكن من فتح معمله الخاص، ومنذ الأيام الأولى للتحرير قرر العودة إلى بلدته ليكون من أوائل العائدين داعياً الشباب السوري للعودة من أجل بناء بلدهم.
وتمثّل عودة العائلات المهجرة خطوة أساسية في إعادة إعمار سوريا، فمن رحم المعاناة، ينهض السوريون من حالة اللاجئ إلى دور الصانع، مؤكدين أن إعادة بناء الإنسان هي الأساس الذي تُبنى عليه كل أساسات الوطن.


