حماة-سانا
وسط دمار البنية التحتية وغياب شبه كامل للخدمات الأساسية بسبب جرائم النظام البائد عادت مئات الأسر إلى بلدة عطشان في ريف حماة الشمالي، ليواجهوا أوضاعاً قاسيةً، تسعى الجهات رغم التحديات لمواجهتها بالتعاون مع الأهالي والمنظمات الدولية.
معاناة بلدة عطشان وغيرها من الريف السوري شاهد على وحشية النظام البائد، حيث تعرضت منازل الأهالي فيها لأضرار بالغة، وتعطلت شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، بينما تضررت المدارس والمساجد جزئياً أو كلياً، ما يحول دون عودة الحياة إلى طبيعتها.
يقول أحمد الياسين، أحد العائدين من مخيمات الشمال السوري: “الوضع صعب جداً في كل مكان، وقد عدنا إلى منازلنا المدمرة لكننا نعيش دون خدمات أساسية، والأمل الوحيد هو أن نرى إصلاحاً لو بسيطاً يسهل حياتنا”.
بينما أضاف أحمد محمد الإسماعيل العائد منذ أربعة أشهر: “الفرحة بالعودة لا توصف، لكن الحزن على ما حلّ بالبلدة كبير، ونحن نعاني يومياً للحصول على أبسط مقومات الحياة ونحتاج إلى دعم حقيقي لإعادة النهوض بها”.

بدوره أشار مختار بلدة عطشان حسين عبد الكريم شاهين الى أن هذه البلدة من البلدات التي تعرضت للقصف من النظام البائد ونسبة الضرر فيها تخطت 95 بالمئة، وأهل البلدة يعيشون على المواسم الزراعية وليست لديهم القدرة على ترميم منازلهم المدمرة وبحاجة الى الدعم.
ولفت شاهين إلى أن قسماً كبيراً من الأهالي عادوا بعد تحرير سوريا إلى بلدتهم عطشان، لكنهم فوجئوا بالواقع المدمر والبلدة التي تفتقر إلى كل الخدمات، ما دفع البعض للعودة إلى المخيمات، بينما أصر البعض الآخر على البقاء أملاً في تحسين الأوضاع الخدمية.
إنجازات محدودة
في خضم هذا الواقع الصعب، تبرز بعض مشاريع الترميم، حيث شهدت البلدة إنجاز مشروعي ترميم حتى الآن، وفق رئيس مجلس بلدية عطشان غسان العلي، موضحاً أنه بعد التحرير عملت إحدى المنظمات الإنسانية على ترميم مدرسة عطشان الشرقية التي استوعبت 450 طالباً، ولكن الاحتياج إلى المدارس مازال كبيراً، أما المشروع الثاني فكان ترميم المسجد من خلال تبرعات أبناء البلدة، ومازال العمل قائماً لإنجاز ذلك.

وأكد العلي الحاجة الماسة للمزيد من الدعم، مطالباً المنظمات والجهات المعنية بترميم مزيد من المدارس وإعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي وتعبيد الطرق، موضحاً أن عدد سكان البلدة كان 12 ألف نسمة، وعدد العائدين يبلغ 2500 شخص بعد التحرير، ما يشير إلى أن أغلب السكان لم يتمكنوا من العودة.
تحديات كبيرة وأولويات ملحة
تشكل إعادة تأهيل البنية التحتية التحدي الأكبر أمام استقرار الأسر العائدة، حيث أشار عضو مجلس الصلح في البلدة محمد حسن شاهين إلى أن سبب عدم عودة الكثير من الأهالي هو الدمار الكبير والافتقار إلى الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه ومدارس.
وطالب شاهين المعنيين والمنظمات بأن تساند البلدة في ترميم البنية التحتية، أملاً في استقرار الأسر العائدة، حيث أصبحت إعادة الإعمار ليست مجرد مشاريع بناء، بل هي خطوة نحو بناء مستقبل آمن بعد سنوات من المعاناة.
“فداء لحماة”
وتسعى محافظة حماة عبر حملة مجتمعية بعنوان “فداء لحماة” التي ستنطلق يوم غد السبت إلى دعم المناطق المتضررة، ومواصلة العمل في جميع القطاعات لتحقيق تطلعات المواطنين وتخفيف معاناة الأهالي وتسهيل عودة المهجرين رغم ضخامة التحديات.
ووفق بيانات نشرتها قناة محافظة حماة على تلغرام ضمن برنامج حملة “فداء لحماة”، تحتاج المحافظة إلى 627 بئراً ومحطة مياه، وترميم 500 مدرسة و43 مسجداً و100 طريق بحاجة إصلاح، و43 مركزاً صحياً و7 مشاف بحاجة إلى تجهيز كامل، إلى جانب الحاجة لدعم المزارعين وتمكين الإنتاج.




