دمشق-سانا
نظم المنتدى الاجتماعي في دمشق مساء اليوم، محاضرة توعوية تناولت أهمية اكتساب آداب الحوار والإتيكيت في الحياة العامة، ودورهما المحوري في ترسيخ قيم الاحترام والتفاعل الإيجابي داخل المجتمع، ولا سيما في القطاعات الحيوية كالإعلام والسياسة والاقتصاد.

استهل الباحث وأستاذ علم السلوك سامر العطري محاضرته بتعريف أدب السلوك، باعتباره منظومة من القواعد الأخلاقية والسلوكية التي تنظم العلاقات بين الأفراد، وتضمن الاحترام المتبادل والعيش المشترك، وأشار إلى أن هذه القواعد تشمل احترام كبار السن، التحية، النظافة الشخصية، وعدم مقاطعة الحديث.
الإتيكيت… دستور التعامل الإنساني
وأوضح العطري أن الإتيكيت ليس مجرد سلوك اجتماعي، بل علم وفن وأدب، وهو مدخل أساسي لممارسة أي مهنة أو نشاط، سواء في التجارة أو السياسة أو غيرها، مؤكداً أن غياب قواعد الإتيكيت يضعف الأداء المهني ويؤثر سلباً على العلاقات العامة.
ونفى العطري أن يكون الإتيكيت سلوكاً مستورداً من الغرب، مؤكداً أن الشعوب العربية من أعرق الأمم في مراعاة شعور الآخرين، ومستشهداً بتعاليم “بتاح حتب” في مصر القديمة عام 2500 قبل الميلاد، والتي تضمنت آداب الطعام، احترام المرأة وكبار السن، حفظ الأسرار، والتواضع.
كما أشار إلى أن الدين الإسلامي جسّد هذه القيم من خلال وصايا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها “أنزلوا الناس منازلهم”، مؤكداً أن النظافة، طيب الكلمة، والخلق الحسن هي من صميم تعاليم الإسلام.
الإتيكيت والبروتوكول… فروق جوهرية
في سياق المحاضرة، بيّن العطري الفرق بين الإتيكيت والبروتوكول، موضحاً أن البروتوكول يختص بالتشريفات الرسمية وشؤون الدول، ويُعد أعلى رتبة من الإتيكيت، محذراً من أن الخطأ البروتوكولي قد يؤدي إلى توتر أو قطع العلاقات الدبلوماسية.
واعتبر العطري أن الحوار هو أرقى أشكال التواصل، قائماً على القول والإصغاء المتبادل، مشدداً على أهمية الإنصات كفن يجب تعلمه وتدريب النفس عليه، وأكد أن غياب الحوار يؤدي إلى هيمنة التصورات الجاهزة وتعطيل التفاعل المجتمعي.
تفاعل الحضور وتوصيات مستقبلية
شهدت المحاضرة تفاعلاً واسعاً من الحضور، الذين طرحوا أسئلة ومداخلات حول تطبيق فن التعامل في الحياة اليومية، واقترح بعضهم إدراج هذه المفاهيم ضمن المناهج الدراسية لنشرها بشكل أوسع بين الأجيال.
يُذكر أن الباحث سامر عبد الغني العطري حاصل على إجازة في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية، ويحمل دبلوماً في الصحافة والإعلام، وصدر له كتاب بعنوان “الإتيكيت.. علم تهذيب السلوك”، كما قدم العديد من الدورات التدريبية في مراكز ثقافية بمختلف المحافظات السورية.

