حلب-سانا
بأمسيات شعرية وموسيقية، ومعارض تراثية وفنية تنبض بأصالة المدينة، انطلقت فعاليات مهرجان “ليالي حلب الثقافية” لتعيد للحضور ذاكرة فن الشهباء العريق، وتبرز غنى المشهد الثقافي المحلي بما يحمله من تنوع في الإبداع والإرث.
المهرجان الذي استضافت حفل افتتاحه دار رجب باشا التاريخية مساء أمس بحضور وزير الثقافة محمد ياسين صالح، وجمهور واسع من المثقفين والفنانين والحرفيين، يهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية والفنية للمدينة وإبراز مكانتها الحضارية.
إرث تراثي وأمسيات إبداعية

شمل اليوم الأول من الفعاليات مجموعة متنوعة من الأنشطة، تضمنت معارض تراثية وفنية ضمت أجنحة للحرف اليدوية التقليدية مثل صناعة السجاد اليدوي، حيث شارك الحرفي عمر رواس الذي ورث مهنة رتي السجاد عن أجداده بأعمال أظهرت إبداع حرفيي حلب، واعتبر أن مشاركته تأكيد على أن تراث حلب لا يزال حياً، وسنعمل على تمريره للأجيال القادمة.
كما شملت المعارض لوحات فنية تشكيلية وخط عربي، قدّمها فنانون محليون،
وشهد اليوم الأول أمسية شعرية استمع الحضور خلالها إلى قصائد شعرية تناولت التراث، بمشاركة شعراء من حلب، وحفلاً موسيقياً قدم فيه الفنانون موشحات وقدوداً حلبية أصيلة أعادت إحياء الذاكرة الفنية للمدينة، تلاها عرض لفرقة نيل سماح للرقص العربي.
حلب تستعيد دورها كمركز للإشعاع الفكري

في كلمة له خلال الحفل، أكد وزير الثقافة محمد ياسين صالح أن هذه الفعاليات تأتي في إطار خطة وزارة الثقافة لدعم الأنشطة الثقافية في حلب واستعادة دورها كمركز للإشعاع الفكري والحضاري، وأشاد بالحرفيين والفنانين الذين يحافظون على روح حلب عبر إبداعاتهم.
من جانبه، أوضح الفنان التشكيلي خلدون الأحمد أن مشاركته اليوم في هذه الفعالية رسالة تروي قصة الصمود والأمل، فقدم لوحة كان للحرف العربي فيها تأثير السحر على زوار المعرض.
فعاليات على مدار ثلاثة أيام
يستمر مهرجان ليالي حلب الثقافية على مدار ثلاثة أيام، حيث يشهد اليوم عرض مسرحية بعنوان “ذاكرة اعتقال” على مسرح نقابة الفنانين، إلى جانب الأركان التراثية والمعارض الفنية والإنشاد الديني في دار رجب باشا.

أما اليوم الثالث والأخير فسيشهد عرضاً موسيقياً بعنوان “ليالي البوسفور” في دار الكتب الوطنية، وتختتم الفعاليات بتنوع ثقافي وفني يليق بعراقة حلب وإرثها الحضاري.
رسالة أمل وتواصل:
رسالة “ليالي حلب الثقافية” مفادها أن الثقافة والفنون هما جسر المدينة نحو المستقبل، وجزء أساسي من هويتها التي تتجدد رغم التحديات، حيث تأتي هذه الفعاليات في سياق جهود أوسع تُبذل لإعادة إحياء المشهد الثقافي في المدينة، وترسيخ مكانة حلب كعاصمة للثقافة السورية.

