حماة-سانا
افتُتح مساء اليوم جامع السلطان التاريخي في مدينة حماة، بعد استكمال أعمال الترميم والتأهيل التي استمرت ثمانية أشهر، ليعود هذا الصرح الديني إلى أداء رسالته الروحية والاجتماعية، وسط حضور رسمي وديني كبير.

وشهد حفل الافتتاح مشاركة مستشار السيد الرئيس للشؤون الدينية عبد الرحيم عطون، ووزير الأوقاف محمد أبو الخير شكري، ومحافظ حماة عبد الرحمن السهيان، إضافة إلى عدد من علماء الدين وأئمة المساجد وحشد من أبناء المدينة.
وتخللت الفعالية كلمات ترحيبية ألقاها عدد من أئمة وخطباء وزارة الأوقاف، عبّروا فيها عن أهمية هذا الحدث الذي يعيد الحياة إلى أحد أبرز معالم المدينة الدينية والتاريخية.

وقال مدير التعليم الشرعي في مديرية أوقاف حماة محمود الجزار، في تصريح خاص لسانا: “بفضل الله وتوفيقه، استمرت أعمال الترميم بشكل متواصل لمدة 8 أشهر، لتعيد لهذا الجامع أصالته التاريخية، واليوم نحتفل بإعادة افتتاح الجامع بحضور كريم من شخصيات دينية ووطنية، وتم خلال الحفل تكريم الكوادر التي عملت بصمت طيلة سنوات”.
واستعرض الأستاذ عبد الصمد الجاجة، مدير الحلقات التربوية في أوقاف حماة، التاريخ العريق للمسجد قائلاً: “يعود تاريخ بناء هذا الجامع إلى عام 732 هجري على يد السلطان حسن شقيق ملك حماة أبي الفداء، ولقد مرّ بأحداث تاريخية عظام، أهمها أحداث عام 1964 و1982 حيث هُدم الجامع، ولهذا الجامع أثر عظيم في الأجيال، وتشكلت فيه شخصيات علمية وجهادية كبيرة مثل الشيخ محمد الحامد والشيخ مروان حديد، ولهما صلة وثيقة بهذه الثورة المباركة”.

وقال المهندس عبد الهادي وضيحي، مسؤول الديكور في المشروع: “قمت مع لجنة جامع السلطان بإعادة ترميم هذا الصرح، الذي يعد رمزاً ثورياً لأهل حماة منذ عام 1982 بفضل الله تعالى، ثم بفضل الأيادي البيضاء لأهل الخير في هذه المدينة، وتمكنا من إعادته إلى ما كان عليه وربما أفضل”.
وتمثّل إعادة افتتاح جامع السلطان حدثاً مهماً لأهالي حماة، ليس فقط من الناحية الدينية، بل من الناحية التاريخية والرمزية أيضاً، حيث يعيد إلى الأذهان تاريخ هذا المعلم وأثره في تشكيل الوعي الديني والثوري لأبناء المدينة على مرّ العقود.
