دمشق-سانا
في قلب معرض دمشق الدولي، حيث تتلاقى الحرف مع الحداثة، يواصل الحرفي الدمشقي حسام التقي مسيرة عائلية متوارثة في صناعة اللوحات الجدارية والبحرات الدمشقية، مقدماً نموذجاً فريداً يجمع بين الأصالة والإبداع المعاصر، ويعيد إحياء جماليات العمارة السورية بأسلوب فني راقٍ.
وفي تصريح لـ سانا أوضح التقي، أن هذه المهنة بدأت كحرفة عائلية تعلمها عن والده وجده، وتطورت عبر الزمن من حيث الأدوات والتقنيات، لكنها ما زالت تعتمد على الحجر الطبيعي الذي يمنح العمل قيمته الفنية الأصيلة، ويعكس روح دمشق العتيقة.
من التصميم إلى التفاصيل الدقيقة

وأشار إلى أن مراحل العمل تبدأ برسم التصميم وتحديد الألوان بدقة، ثم قص الرخام الطبيعي إلى قطع صغيرة لا تتجاوز نصف سنتيمتر، ليعاد تركيبها يدوياً وفق المخطط الأساسي، مؤكداً أن بعض اللوحات تحتاج إلى أسابيع من الجهد المتواصل لإنجازها، وخاصة تلك التي تتضمن تفاصيل دقيقة أو مساحات واسعة.
تنوع في الخامات وذائقة فنية راقية
ويستخدم التقي في أعماله أنواعاً متعددة من الرخام، منها التركي “الرحيباني”، و”الأحمر المعدراني”، و”الأسود الحلبي”، و”الأخضر الهندي”، إلى جانب الأنواع الوطنية ذات الألوان المتعددة، مشيراً إلى أن الزبائن يفضلون الحجر الطبيعي للحفاظ على القيمة الفنية، مع إمكانية إدخال تقنيات التلوين لتعويض نقص بعض الألوان.
تحديات محلية وآفاق خارجية
وعن واقع التسويق، بيّن التقي أن الطلب المحلي تراجع في السنوات الأخيرة بفعل الظروف الاقتصادية، بينما يلقى الإنتاج رواجاً في دول الخليج، حيث يحافظ الطابع التراثي على جاذبيته، ويتم التسويق عبر المعارض وصفحات التواصل الاجتماعي.
أمل في الإعمار ونهضة الحرفة
وعبّر التقي عن أمله بأن تشكل مرحلة إعادة الإعمار في سوريا فرصة جديدة لانتعاش هذه الحرفة، وخاصة أن الحجر الطبيعي بات خياراً معمارياً مرغوباً في البيوت الحديثة، لما يحمله من رمزية جمالية وتراثية.
ويأتي معرض دمشق الدولي في دورته الثانية والستين الذي يختتم فعالياته اليوم، كمنصة مثالية لترويج هذا النوع من الحرف، وبناء شراكات اقتصادية تسهم في دعم الاقتصاد الوطني، وإبراز الوجه الحضاري لسوريا في مرحلة التعافي والانفتاح.






