دمشق-سانا
انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لتقانة الغذاء، الذي تقيمه الهيئة العامة للتقانة الحيوية بالتعاون مع كلية العلوم في جامعة دمشق تحت شعار: “معاً نحو غذاء صحي مستدام”، بمشاركة نخبة من المتخصصين في علوم وتقنيات الغذاء من مختلف أنحاء العالم.
ويهدف المؤتمر إلى مناقشة أحدث ما توصل إليه العلم في مجال التقانات الحيوية ضمن الأغذية وتبادل الخبرات والأفكار والنتائج البحثية، وذلك من خلال عدة محاور، أبرزها استخدام تقانات التخمير في الأغذية، وجودة وسلامة الأغذية، وتحاليل الأغذية وسبل تطويرها، والاتجاهات الجديدة في التصنيع الغذائي، وتطبيقات التقانات الحديثة في الأغذية (تقانة النانو- الذكاء الاصطناعي)، والتغذية وانعكاساتها على صحة الإنسان، والأغذية الوظيفية ومتممات الغذاء، واستثمار مخلفات الأغذية، وحفظ الأصول الوراثية ذات الاستخدام الغذائي.
أبحاث جاهزة للاستثمار والتطبيق

معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي للشؤون العلمية والبحث العلمي الدكتور غيث ورقوزق، أوضح في تصريح لـ سانا أن النسخة الثالثة للمؤتمر هي الأولى بعد التحرير، ويتميز بوجود شراكات مختلفة، أهمها وجود الطلاب بمشاريع تخرجهم ورسائلهم التي قدموا فيها نواة لأبحاث بعضها جاهزة للاستثمار والتطبيق بمنتجات غذائية، إضافة إلى السلامة الغذائية والأمن الغذائي كونه يهم المواطن السوري، مشيراً إلى ضرورة الاستمرار بهذه الأبحاث في الجامعات السورية.
ولفت ورقوزق إلى أن الوزارة ومن خلال صندوق دعم البحث العلمي تؤكد على أهمية الأبحاث الزراعية، وأن الصندوق يدعم كل الباحثين والطلاب وخصوصاً بما يتعلق بالتقانات، سواء كان تطويراً للأصناف أو حتى تقنيات الري بموضوع الري الذكي والري المقتصد.
تحويل التقانة الحيوية إلى قوة فاعلة في خدمة الوطن

مدير عام الهيئة العامة للتقانة الحيوية ورئيس المؤتمر الدكتور نزار عيسى، أوضح في كلمة له أن الهيئة تسعى من خلال المؤتمر إلى تسليط الضوء على آخر المستجدات والتطبيقات في مجال التقانات الحيوية الغذائية المتنوعة، مبيناً أن الهيئة أثبتت قدرتها على تحويل التقانة الحيوية إلى قوة فاعلة في خدمة الوطن، من خلال بحوث رائدة، ودعم حقيقي للباحثين، وإنشاء بنوك حيوية متقدمة، وشراكات استراتيجية أسهمت في تعزيز مكانتها كمركز وطني للتميز العلمي.
ولفت عيسى إلى أن الهيئة تسعى لتوظيف نتائج البحوث العلمية في مجالات الصحة والزراعة والغذاء والطب، لإيجاد حلول عملية للتحديات التي تواجه هذه القطاعات داخل سوريا، وتعمل على نشر الوعي بأهمية التقانات الحيوية بين مختلف القطاعات الوطنية، وتشجيع استثمارها في إنتاج منتجات تدعم مسيرة التنمية المستدامة، وتقدم استشارات علمية متخصصة للشركات العاملة في المجالات الصحية والصناعية والغذائية، مشيراً إلى أن الهيئة تولي اهتماماً خاصاً بطلبة الدراسات العليا، من خلال توفير أحدث التقانات والخدمات اللوجستية عبر أقسامها الثمانية، بما يسهم في تعزيز جودة البحث العلمي وتطبيقاته العملية.
دمج التعليم بالبحث العلمي

عميد كلية العلوم الدكتور عبد الناصر دركل، أشار في كلمة له إلى الدور الريادي للكلية في تأهيل الكوادر العلمية الوطنية، وتعزيز رسالتها في دمج التعليم بالبحث العلمي، مبيناً أن التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية والصناعية بات حاجة ملحّة لدعم التطور العلمي والصناعي في سوريا.
وأشار دركل إلى أن قضايا الغذاء وجودته تمثل إحدى أهم أولويات البحث العلمي في القطاعات الأكاديمية والصناعية، لما لها من تأثير مباشر على صحة المواطن، لافتاً إلى أن وجود قطاعات صناعية وبحثية عديدة تعمل في مجالات تتقاطع مع اختصاصات الكلية، وتشكل أرضية خصبة لتحديد أولويات البحث العلمي وتنفيذ مشاريع مشتركة وتوفير فرص تدريب نوعية للطلبة.
نحو غذاء آمن

رئيسة قسم التخمير في الهيئة العامة للتقانة الحيوية الدكتورة نسرين نقشو، بيّنت أن قسم التخمير يهتم بإنتاج مواد لها فوائد طبية وصناعية وبعضها غذائية يتم إنتاجها من مواد غنية بالسكريات، مشيرةً إلى أن المؤتمر يركز على أهم ما توصل إليه العلم بمجال الصناعات الغذائية، التقانات الغذائية، التحاليل الغذائية، النانو، والتغذية العلاجية.
ولفتت نقشو إلى أن المؤتمر يتضمن 150 بحثاً علمياً، إضافة إلى ملصقات أو بوسترات علمية من كل الجامعات السورية، وأبحاثاً مهمة (أونلاين) من دول عربية مثل ليبيا، اليمن، مصر، العراق.
ويرافق المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، معارض لعدد من مشاريع التخرج والشركات الغذائية والملصقات العلمية والجهات العامة وجمعيات أهلية.
وتعد الهيئة العامة للتقانة الحيوية في سوريا، هيئة علمية بحثية تابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وأحدثت بموجب القانون رقم 33 لعام 2002، وتُعنى بتطوير وتطبيق التقانات الحيوية في مختلف القطاعات الحيوية، وتسعى إلى توظيف نتائج البحوث العلمية في مجالات الصحة والزراعة والغذاء والطب، بهدف إيجاد حلول عملية للتحديات التي تواجه هذه القطاعات داخل سوريا.




