دمشق-سانا
أكد المشاركون في ندوة “ثقافة الإسمنت بين الاقتصاد والاستخدام”، التي جرت في مدرج كلية الهندسة المدنية بدمشق، بتنظيم من الشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء “العمران” برعاية وزارة الاقتصاد والصناعة السورية، ضرورة تعزيز الرقابة لضبط جودة الإسمنت المستورد والإنتاج المحلي لضمان مطابقة المواد الإسمنتية للمواصفات القياسية السورية.
توصيات الندوة لضبط الجودة

وشملت التوصيات الختامية للندوة رقابة المنافذ الحدودية لضبط جودة الإسمنت المستورد، وإجراء الاختبارات التخصصية اللازمة له و التحديث التقني من خلال استخدام أجهزة متطورة للبحث الإسمنتي ومواكبة أحدث التقنيات في هذا المجال وتشكيل لجان متابعة مهمتها مراقبة وتحليل أنواع الإسمنت الموجودة في السوق ونشر ثقافة الوعي.
وأكدت التوصيات ضرورة التشدد في معايير الجودة والالتزام بالمواصفات القياسية السورية وإعداد دراسة للعوامل المحيطة التي تؤثر على الإسمنت، بدءاً من التربة وصولاً إلى درجة الحرارة.
الإسمنت “عصب البنية التحتية”

أوضح مستشار وزير الاقتصاد والصناعة، أسامة العمر، أن قطاع الإسمنت يشكّل “عصب البنية التحتية” وركيزة أساسية لمسيرة البناء والتعمير في سوريا.
وبيّن العمر أن الاستثمار في القطاع يواجه تحديات أبرزها، تأمين الطاقة والمواد الأولية وصعوبات التمويل، ولكنه يفتح آفاقاً واعدة تشمل تطوير كفاءة الطاقة بالتعاون مع الجامعات والخبراء للوصول إلى معايير عالمية في الإنتاج الأخضر وإنتاج أنواع متخصصة من الإسمنت والتوسع في أسواق التصدير.
ولفت إلى أن دور الوزارة يتمثل في معالجة العقبات التشريعية والإجرائية وتوفير بيئة استثمارية محفزة تحمي الصناعة الوطنية.
التشبيك ودعم القرار التنفيذي

من جهته، اعتبر المدير العام لشركة “العمران” محمود فضيلة، أن القطاع الحكومي يشهد فرصاً واعدة للاستثمار واهتماماً إقليمياً ودولياً، مؤكداً أن الندوة تمثل فرصة لـ “التشبيك” بين الجهات الأكاديمية ونقابتي المهندسين والمقاولين.
وأشار فضيلة إلى أن الندوة هي نقطة انطلاق لسلسلة ورشات عمل تهدف لإعداد مشاريع تنفيذية ملزمة، مؤكداً أنه سيتم رفع كتاب لوزارة الاقتصاد والصناعة لتأمين أجهزة حديثة تسهم في التحقق من مطابقة المنتجات للكود السوري.
محاور علمية ركزت على الزلازل والعمر الخدمي
تضمنت الندوة نقاشاً موسعاً حول محاور علمية متخصصة:

تأثير التربة: تحدث الدكتور عمر الشيخ خليل (خبير الخرسانة والتربة) عن تأثير خصائص التربة على أداء الخرسانة ودور الدراسات الجيوتكنيكية في خفض كميات الإسمنت المطلوبة، وبالتالي خفض التكلفة.

مقاومة الزلازل: أشارت فاديا ششمان (عضو لجنة الهندسة المدنية) إلى مدى ارتباط جودة الإسمنت بسلامة المنشأة أثناء الزلزال، داعية إلى تطوير “الكود” السوري ليواكب التحديثات العالمية.

عمر المنشأة: بيّن الدكتور محمود إسماعيل (كلية الهندسة المدنية) العوامل الأساسية التي تحدد العمر الخدمي للمنشأة الخرسانية وأبرز الأخطاء التنفيذية التي تقلل هذا العمر.

الإسمنت المتخصص: أوضح قيس محمد (ممثل نقابة المقاولين) آثار تطبيق الأنواع الإسمنتية الخاصة والضوابط المقترحة لضمان استخدامها في مكانها الصحيح لرفع كفاءة المشروعات والحد من الهدر.
حضر الندوة عدد من الفعاليات الاقتصادية والصناعية، وممثلون عن نقابتي المهندسين والمقاولين واتحاد العمال.
وتأتي هذه الندوة في إطار الجهود الحكومية للارتقاء بواقع صناعة الإسمنت في سوريا الذي يعد إحدى ركائز إعادة الإعمار من خلال التعرف على أحدث التقنيات والابتكارات في هذه الصناعة، والاستماع لآراء المتخصصين والخبراء، بما يواكب احتياجات المرحلة الراهنة ومتطلباتها.






