دمشق-سانا
يرسّخ معرض دمشق الدولي في دورته الثانية والستين، مكانته كمنصة إستراتيجية لعودة سوريا إلى خارطة الاقتصاد الإقليمي والدولي، بعد سنوات من الانكماش والتحديات جراء سياسات النظام البائد المدمرة للاقتصاد.
المعرض هذا العام لا يكتفي بعرض المنتجات والخدمات، بل يقدّم رؤية اقتصادية متكاملة تستهدف جذب الاستثمارات الجادة، وتأكيد دخول البلاد مرحلة التعافي والانفتاح.
المدن الصناعية… فرص واعدة وتسهيلات جديدة
وأكد مدير المدن الصناعية في سوريا المهندس مؤيد البنا في تصريح لمراسل سانا، أن مشاركة المدن الصناعية في المعرض جاءت بخطط عمل واضحة، حيث عرضت مدن عدرا بريف دمشق، حسياء في حمص، الشيخ نجار، وباب الهوى في حلب، إضافة إلى المديرية المركزية، الفرص الاستثمارية المتاحة ضمن كل مدينة.

وأشار إلى أن قانون الاستثمار الجديد والإجراءات الإدارية المبسطة شكّلا عامل جذب للمستثمرين، في ظل بيئة تشريعية أكثر مرونة، داعياً إلى تغيير العقليات وبذل الجهود لتحفيز عجلة الإنتاج، وخاصة مع عودة سوريا إلى عمقها العربي والإسلامي، وتوقيع مذكرات تفاهم مع دول شقيقة مثل السعودية.
قطاع الإسمنت… منجم الفرص
من جانبه أوضح محمود فضلية، مدير الشركة العامة لصناعة الإسمنت ومواد البناء “عمران”، أن هذه الدورة من المعرض تختلف عن سابقاتها، كونها تأتي في مرحلة ما بعد الحرب، وتحمل رسالة واضحة بأن سوريا بدأت مرحلة التعافي.

وأضاف: “سوريا اليوم أرض بكر للاستثمار، تملك ثروات طبيعية ضخمة وموارد بشرية شابة وشغوفة، نحن نمتلك مواد خاماً إستراتيجية، وسوريا يمكن وصفها بمنجم ذهب أو ألماس”.
وأشار فضلية إلى أن قطاع الإسمنت شهد اهتماماً كبيراً من المستثمرين، حيث زار شركة الإسمنت أكثر من خمسين وفداً، ووردت عشرات العروض الاستثمارية، وخاصة حول معمل إسمنت طرطوس، لافتاً إلى تميز مواقع مقالع المواد الأولية للإسمنت بسهولة الوصول، سواء عبر شبكة الطرق أو السكك الحديدية، ما يعزز الجدوى الاقتصادية لأي مشروع استثماري في هذا القطاع.
غرفة الصناعة: سوريا تفتح أبوابها
بدوره، أكد المهندس محمد أيمن المولوي، رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها، أن المعرض يشكّل فرصة ذهبية للمستثمرين العرب والأجانب للاطلاع على البيئة الاستثمارية في سوريا.

وأشار إلى أن البلاد تمتلك كل مقومات النهوض في مجالات الصناعة، التجارة، وإعادة الإعمار، بفضل إرادة أبناء الوطن ودعم الحكومة، ما يجعل من سوريا وجهة واعدة للشراكات الإستراتيجية في المرحلة المقبلة.
وتستمر فعاليات معرض دمشق الدولي حتى الخامس من أيلول، ويشهد إقبالاً كبيراً، حيث خصصت اللجنة المنظمة وسائل نقل مجانية بين دمشق ومدينة المعارض ذهاباً وإياباً في نقطتين رئيسيتين، هما البرامكة جانب وزارة الزراعة، وساحة باب توما.