دمشق-سانا
تناولت المحاضرة التراثية التي أقيمت اليوم في المركز الثقافي العربي في المزة بدمشق وألقاها الباحث مازن ستوت تحليلاً لغوياً لمفردات اللهجة الشامية المستخدمة في الحياة اليومية في سوريا.

وأوضح ستوت خلال المحاضرة أن هذه المفردات تُعد جزءاً من التراث الدمشقي وتعكس التاريخ الغني للمدينة العريقة مبيناً أن اللهجة الدمشقية.
امتداد للغات القديمة السامية كالآرامية والسريانية، مع تأثيرات من التركية والفارسية، ما أثرى مفرداتها، ودل على أصالتها وجذور تاريخها، وجعل لها إيقاعاً خاصاً في النفوس.
ميزات اللهجة الشامية وتأثيرها الفني
وحول ميزات اللهجة الشامية بين ستوت أنها تشمل العذوبة وخفة الظل والطرافة والسرد الجميل وجماليات فريدة تتعلق بالتأثيرات الثقافية واللغوية والمرونة، والأصوات المتميزة كإمالة الألف والمد نهاية الكلام والنغمة الخاصة بها، كما تنحو باتجاه الفصحى، وتتفرد بألفاظٍ تصدر من كبار السن خاصةً، واعتبر أن هذه العوامل جعلها أكثر قبولاً عند أذن المستمع، وساعد على رواجها في الأعمال الفنية.

ووفق ستوت لعبت القصائد الخالدة للشعراء الدمشقيين، أبرزهم الشاعر نزار قباني، والأعمال الدرامية، دوراً في نقل مفردات اللهجة للعالم بطريقة رومانسية تدخل القلوب مباشرةً، كما أشار إلى أن هذه اللهجة تُرجمت أيضاً إلى لغات عديدة كالفرنسية والألمانية والإنكليزية.
طرق التعبير في اللهجة الدمشقية
ولفت ستوت إلى اعتماد اللهجة الشامية على المبالغة بالمشاعر، وتحريف الأسماء عند الهجاء لتجنب ذكرها صراحةً، والإفراط في تصوير الحالات الإنسانية المختلفة مثل الحزن، الدفء، الحب، الغضب، التعجب والقسوة، كما تجسد اللهجة أنماط الحياة الاجتماعية للدمشقيين.
نبذة عن المحاضر
يشار إلى أن مازن ستوت باحث تراثي سوري متخصص في توثيق الحياة الثقافية والاجتماعية في دمشق ومحيطها، يركز على دراسة المقاهي والأسواق والحمامات والمساجد والكنائس ودور السينما، مستعرضاً تطورها التاريخي وأدوارها الاجتماعية والسياسية، وقدم العديد من المحاضرات لتسليط الضوء على التراث الدمشقي، ويشارك في فعاليات ثقافية تهدف للحفاظ على الهوية السورية وتعزيز الذاكرة الشعبية المرتبطة بالمدن والتراث المحلي.