ريف دمشق-سانا
تركزت الندوة الحوارية الرابعة، التي أقيمت ضمن فعاليات المعرض العسكري للثورة السورية على أرض مدينة المعارض بريف دمشق مساء أمس، حول استعراض الواقع الميداني في ريفي حماة وإدلب، واعتداءات النظام البائد على المناطق المحررة خلال سنوات الثورة، إضافة إلى تضحيات الثوار ومجريات معارك كفر نبودة والشنابرة وتل عثمان والحماميات وتل ملح والجبين وخان شيخون وجبل الزاوية، التي خاضوها خلال سنوات الثورة السورية.

واستعرض المشاركون في الندوة نماذج من عمليات الصمود الأسطوري والتصدي لمحاولات تقدم قوات النظام البائد، كما سلطوا الضوء على التطور النوعي في الأداء الميداني والخبرات القتالية والخطط المكتسبة التي خاضوها خلال الفترة الممتدة من أيار 2019 وحتى آذار 2020، والتي شكلت منعطفاً مهماً في مسار العمليات العسكرية، وأثبتت قدرة الثوار على التعلم من التجارب والصعوبات التي مروا بها حتى الوصول إلى النصر النهائي.
القاعدة الشعبية من أهم عوامل الصمود
وأكد نائب وزير الدفاع اللواء محمد خير حسن شعيب أن أهم العوامل التي مكنت الثوار من الصمود هي القاعدة الشعبية الصلبة، وحالة القهر والظلم الذي مارسه النظام البائد على السوريين، موضحاً أن الثورة ولدت من رحم معاناة جميع أطياف المجتمع من ممارسات النظام البائد الذي قتل الشيوخ والأطفال والنساء.
وشدد اللواء شعيب على أن صمود الثوار ودفاعهم المستميت عن أرضهم أدى إلى إصابة القوات المعتدية باليأس، مشيراً إلى القصف الهمجي والعشوائي الذي انتهجته قوات النظام البائد ضد القرى والبلدات والمناطق السكنية لتهجير الأهالي، وللتأثير على الحالة النفسية للثوار.
استفادة الثوار من التجارب المتراكمة
بدوره، لفت العميد محمد الغريب إلى استفادة الثوار من التجارب الميدانية المتراكمة خلال سنوات الثورة، لتطوير تكتيكات وأساليب قتالية مكنتهم من الصمود وتكبيد قوات النظام البائد خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
كما تحدث العميد محمد ضياء الطحان عن عدد من العمليات النوعية والبطولية التي تمكن خلالها الثوار، رغم قلة العدد والإمكانيات آنذاك، من الصمود وتغيير المعادلات الميدانية، وإلحاق هزائم نكراء بقوات النظام البائد.
وفي تصريح لمراسل سانا، أوضح العميد محمد الغريب أن الإرادة والعزيمة للدفاع عن الحق، إضافة إلى وجود الحاضنة الشعبية، كانت من أهم ركائز الصمود وتحقيق النصر رغم بساطة المعدات التي كان يمتلكها الثوار في تلك المرحلة.
بدوره، بين مدير العلاقات الإعلامية في وزارة الدفاع عدي العبد الله في تصريح مماثل، أن الندوة تمحورت حول معارك ريف حماة الشمالي وريف إدلب الشرقي، وجرى خلالها شرح تفصيلي لمجريات المعارك والتضحيات الجسام التي قدمها الشعب السوري في سبيل نيل حريته وكرامته.
وكان وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة افتتح في الخامس من الشهر الجاري المعرض العسكري للثورة السورية، المخصص لعرض نماذج من المعدات والآليات العسكرية، التي استخدمت خلال سنوات الثورة، وتستمر فعاليات هذا المعرض حتى العاشر من كانون الأول الجاري.


