دمشق-سانا
أقامت دار أطلس في مرسم الفنان التشكيلي والخطاط منير الشعراني بدمشق مساء اليوم، حفل إطلاق وتوقيع كتابه الجديد بعنوان “رؤية فنية معاصرة للخط العربي”، وذلك ضمن فعاليات معرضه الفني المقام حالياً بعنوان “إيقاعات خطية”، وسط حضور مهتمين بالفن التشكيلي ومحبي الخط العربي.
توثيق تجربة فنية ورؤية تحليلية جديدة

يتضمن الكتاب شرحاً مكثفاً يعرض من خلاله الشعراني رؤيته الفكرية والفنية في تطوير الخط العربي، ومكانته كفن بصري قائم بذاته، ضمن منظومة الفنون التشكيلية.
ويقدّم المؤلف مقاربة نقدية جديدة للخط العربي، بعيدة عن المفاهيم التقليدية، مستعرضاً عبر أكثر من 100 لوحة بالألوان نماذج من تطويراته الفنية المتنوعة، حيث أعاد إحياء بعض الخطوط القديمة، وابتكر أشكالاً جديدة انطلاقاً من الهيكل الجمالي للخط العربي.
إصدار عربي مشترك بثلاث لغات

صدر الكتاب باللغة العربية مع ترجمات إلى الفرنسية والإنكليزية والإسبانية، ضمن مشروع نشر مشترك بين خمس دور نشر عربية مستقلة هي، دار أطلس (دمشق)، الانتشار العربي (بيروت)، ممدوح عدوان (الشارقة)، العين (القاهرة)، ومحمد علي الحامي (صفاقس)، بدعم من الرابطة الدولية للنشر المستقل، في خطوة تهدف إلى إيصال التجربة السورية إلى جمهور عربي ودولي أوسع.
الكتاب خلاصة تجربة في تحديث الخط العربي
في تصريح لمراسل سانا، أوضح الفنان الشعراني أن الكتاب يمثل خلاصة تجربته الطويلة في تطوير الخط العربي وتحديثه، مشيراً إلى أنه يتضمن شرحاً للمنهجية الفنية والفكرية التي اعتمدها خلال سنوات عمله الإبداعي.
وأضاف الشعراني: إن إطلاق الكتاب في دمشق بالتزامن مع معرضه “إيقاعات خطية” يأتي تأكيداً على أهمية التواصل المباشر بين العمل الفني والجمهور، معرباً عن أمله في أن يلقى الكتاب تفاعلاً نقدياً ومعرفياً يوازي جدّية تجربته المعاصرة في تجديد الخط العربي.
تفاعل فني ومعرفي مع التجربة الخطية المعاصرة

يمثل إصدار هذا الكتاب محطة جديدة في مسيرة الفنان الشعراني، الذي استطاع أن يقدم الخط العربي برؤية معاصرة تمزج بين العمق التراثي والبعد الجمالي الحديث، ليغدو مرجعاً فنياً ومعرفياً مهماً للمهتمين بفنون الخط العربي المعاصر.
يُذكر أن منير الشعراني من أبرز الخطاطين والمصممين السوريين والعرب المعاصرين، وُلد عام 1952 في مدينة سلمية، وتتلمذ على يد الخطاط محمد بدوي الديراني، وتخرّج في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1977، وعمل في بيروت خلال الثمانينات مصمماً ومديراً فنياً لعدد من دور النشر، وعمل بعد ذلك في قبرص والقاهرة مصمماً لعدد من دور النشر المصرية والعربية، وترك بصمته الواضحة في تجديد جماليات الخط العربي واستخداماته على أغلفة الكتب والملصقات، وربطه بالمضامين الفكرية والإنسانية الحديثة في اللوحة الخطيّة.
وبعد امتناع عن إقامة المعارض في دمشق طوال سنوات الثورة، عاد الشعراني إلى جمهور مدينة دمشق عبر معرضه الجديد “إيقاعات خطية” الذي يحتضنه مرسمه في العاصمة، مقدّماً 35 عملاً خطياً تشكيلياً من اللوحات ذات المحتوى الفكري، التي تمزج بين جماليات الحرف العربي وعمق التأمل الإنساني.

