دمشق-سانا
امتزج التراث الشعبي الغنائي في مناطق شمال سوريا، بالفلكلور الكردي والسرياني خلال الحفل الموسيقي الذي احتضنه مسرح الدراما بدار الأوبرا مساء اليوم.
الحفل الذي حمل عنوان ألحان من الشمال، تألف من 12 أغنية ومقطوعة، حيث عكس هذا المزيج الغنى الثقافي الذي لا ينضب في سوريا ومدى تآلفه.
ألحان عابرة للحدود

وضع فريق لمسات بصمة الجزيرة السورية في مستهل الحفل، بأدائه لإيقاعات جزراوية من توزيع صياح عبد العال، وتضمنت عزف مقطوعتين متتاليتين على الدف، لينتقل الحضور بعدها إلى التراث الأرمني والسرياني عبر أغنيتين أداها كورال مار أفرام السرياني، وقام بتوزيعها شادي سروة، وحملت السريانية اسم “تاوند طايات”، بينما حملت الأرمنية عنوان ” كسب”.
تراث شعبي من عفرين إلى إدلب
كما أخذ الحفل الحضور إلى قصص الأجداد والحب وأفراح الريف الشمالي لسوريا، من خلال عزف ألحان أغنية معذبتي الشعبية لسعيد يوسف وتوزيع بهجت سرور، تلتها أغنية ” كعش الحجل” لمحمد شيخو بالتوزيع العائد أيضاً إلى سرور، ثم حضرت إدلب بتراثها الموسيقي بصوت أليسار جواد بأغنية” هوني يا سمرة و بين الجناين” توزيع نزيه أسعد، ومن تراث منطقة عفرين تم عزف ألحان “جفتتلّي”.
التراث الكردي بصولو الطمبور
وأضاف التراث الكردي لمسة مميزة في الحفل بألحانه ك ” مم و آلان”، توزيع جمو سعيد وصولو طمبور لأكرم نازي، وهي مقطوعة تقليدية يعبر فيها عن جمال طبيعة الشمال، تلتها مواويل وألحان عاطفية توحد القلوب.

وكان لافتاً تفاعل الجمهور مع الأغنية الشهيرة “طولي ياليلة” لذياب المشهور، حيث غناها عبد الوهاب الفراتي وعكس الشوق الشعبي للتراث الأصيل، ثم عزفت رسالة لشكري سوباري وتوزيع هادي المصري والتي حملت مشاعر الشوق، تلتها “نارينه-كوجره”، وهي تراث كردي آخر بصولو كلارينيت لبهجت سرور نقل الحضور إلى الجبال الكردية.
ختام الحفل جاء بأغنية كردية – سورية بعنوان ” زلف – زينبه” لأياز يوسف ومحمد علي شاكر غناها آلان مراد، بتوزيع مضر أبو أحمد، جمعت بين العاطفة الهادئة والإيقاع السريع.
وجسدت الأمسية وفق العديد من الحضور دور الموسيقا كجسر للتلاقي في سوريا، فلم تكن مجرد عزف لمقطوعات وألحان، بل شكلت احتفاءً بالتنوع الثقافي، وسبيلاً لحفظ التراث من النسيان.











