دمشق-سانا
كشف فريق عمل العرض المسرحي الموسيقي الراقص وردة إشبيلية تاج العروس، تفاصيل هذا العمل الفني الذي سيقدم على مسرح دار أوبرا دمشق من الـ 3 ولغاية الـ 5 من تشرين الثاني القادم.
وأوضح القائمون على العمل خلال مؤتمر صحفي استضافته دار الأوبرا للتعريف بمسرحية وردة إشبيلية، أنه جرى إعداد رؤية جديدة للعرض تربط الحاضر بالماضي بعد انتصار الثورة السورية، ليظهر بحلة مختلفة عن التي قدم خلالها للمرة الأولى منذ سنتين.
مخرج العرض: وردة إشبيلية صورة عن تنوع سوريا

مخرج العرض أحمد زهير اعتبر أن إعادة تقديم العرض تأتي “إيماناً بأن الفن قادر على مواكبة المتغيرات والمساهمة في التطور والبناء”، وأشار إلى أن عودة العروض إلى دار الأوبرا “ترسخ رسالة واضحة بأن سوريا تتعافى فنياً وثقافياً وتستعيد نورها”.
ولفت زهير إلى أن العرض الذي يضم أكثر من 80 راقصاً وراقصة من خريجي المعاهد الفنية، يمثل “صورة مصغّرة لتنوع سوريا وتآلفها”، ووصفه بأنه أحد الأعمال الرائدة عالمياً في المسرح الموسيقي”، ما يفسح المجال له لعرضه ضمن جولات خارج سوريا، حيث تسعى الجهة المنتجة للعرض إلى تأسيس فرقة مستقرة في دمشق، بهدف استمرار تقديم عروض مستدامة في سوريا وخارجها.
كاتب العمل: العرض يذكرنا بذروة حضارتنا
وقال الكاتب محمد عمر: إن “العرض يحمل رسالة تذكير بالماضي الجميل، وينقل في الوقت نفسه صورة سوريا الجديدة، المحبة المتجاوزة للاختلافات، والتي تعود لتبني نفسها فنياً وثقافياً، وتمد جسور التواصل نحو الجميع إلى جانب البعد الجمالي في العرض”، مبيناً أن عنوان العرض يمثل ذروة الحضارة العربية والإسلامية في الأندلس.
نوار بلبل يعود للمسرح بعد غياب
بينما أشار الفنان نوار بلبل إلى أن عودته إلى خشبة المسرح السوري بعد سنوات الغياب دليل على بقاء الفن السوري رغم كل التحديات، وأن الشباب المشاركين يعطون الأمل بمستقبل فني مشرق، وأكد أن العرض يحمل رسائل للداخل والخارج بأهمية الفن والثقافة ودورهما في بناء سوريا الجديدة.
تمهيد لإطلاق عروض مماثلة
الفنان وليد الدبس لفت إلى أن النجاح في هذا العمل يمهد لإطلاق سلسلة عروض مسرحية موسيقية على خشبة الدار، معتبراً أن الاستثمار في الفنون هو مقياس لتطور الدول وصورتها الحضارية.
أما الفنانة ناهد الحلبي عبرت عن سعادتها بالمشاركة في العمل وخوض هذه التجربة التي تجمع الغناء والرقص والتمثيل في عمل واحد، مبينة أن الجمهور السوري أصبح اليوم أكثر جاهزية واشتياقاً لهذا النوع من الفنون التي تُقدم لأول مرة بهذا الحجم والاحترافية في بلادنا.
رسالة سوريّة حضارية

الكريوغراف رنيم ملط أوضحت أن طبيعة الأداء الحركي في هكذا أعمال تساعد التعبير عن مشاعر الناس وأحلامهم، ونوهت بدمج الحركة مع الموسيقا لنقل قيم الجمال والتسامح عبر الفن الذي يعتبر لغة عالمية توحد القلوب والشعوب.
بدورها، أوضحت رانيا قطف ممثلة ومؤسسة موزاييك التي رعت العرض أن دعم المنظمة لهذا المشروع ينبع من إيمانها بأن “الفن والموسيقا جزء أصيل من الحضارة السورية العريقة، مشددة على أهمية تعزيز حضور فن الميوزيكال محلياً عبر تعاون مؤسساتي مستدام.
التحديات والطموحات المستقبلية

وتطرق المشاركون في المؤتمر إلى التحديات الكبيرة التي واجهتهم ، والتي تمثلت في الجمع بين عناصر فنية متعددة معقدة تشمل الأداء الغنائي، الرقصات، التمثيل، الإضاءة والديكور، إضافة إلى عبء التكاليف المادية العالية، ورغم ذلك، أكد الفريق التزامه بإنتاج عرض يليق بالمستوى العالمي.
وخلال المؤتمر تابع الصحفيون مشهداً على خشبة الدار، أظهر تكامل عناصر العرض من أداء راقصين وممثلين وأزياء وإكسسورات وديكورات وإضاءة، ما عكس صورة واضحة عن جماليات العرض ومحتواه الفني الاحترافي.
ويجسد عرض “وردة إشبيلية تاج العروس”، بروحه وشغف فريق العمل رسالة ثقافية وإنسانية عميقة تعكس روح التعاون والتفاني، وتخاطب آفاق التعافي الوطني والنهوض الثقافي بعد الانتصار، بكل ألوان الفن وروحه الحية.



