دمشق-سانا
ركزت الندوة الثقافية التي نظمها اليوم المركز الثقافي العربي في المزة بعنوان (الثقافة وخطاب الكراهية)، على دور الإعلام والنخب الثقافية في مواجهة خطاب الكراهية والحد من انتشاره.
الندوة التي أقيمت برعاية مديرية الثقافة في دمشق، تندرج في إطار جلسات الصالون الفكري الأدبي الذي يحتفي به المركز شهرياً، حيث استهلها رئيس المركز الثقافي إبراهيم فهد منصور، منطلقاً من مبدأ أن المهمة الدائمة للثقافة هي طرح الأسئلة الجدلية الحقيقية، وتحريك المياه الراكدة، انطلاقاً من أن الثقافة جسر للتواصل الإنساني وليست هوية مغلقة.
جذور خطاب الكراهية وكيف يتجلى

وتناول طالب الدراسات العليا في قسم الفلسفة بجامعة دمشق إبراهيم الحمد الجذور التاريخية لخطاب الكراهية، منطلقاً من سؤال هل الكره سمة فطرية عند الإنسان أم مكتسبة، وعرض جملة آراء حول هذا الموضوع، من ابن خلدون للفلاسفة الطبيعيين، والفيلسوف الإنكليزي توماس هوبز، والألمانيين نيتشه وهيغل، وجميعهم عرضوا أسباباً مختلفة لظاهرة الكراهية.
أما الدكتور في النقد الحديث بقسم اللغة العربية بجامعة دمشق غدير إسماعيل فحذر من خطاب الكراهية الذي يُعتبر أحد أخطر مظاهر التوتر الاجتماعي، ويسعى إلى التمييز والإقصاء والعنف، وتتجلى مظاهره في اللغة المنطوقة والإيحاءات والإشارات والمضامين الإعلامية.
التصدي لخطاب الكراهية

أما الكاتب والناقد سامر منصور فتحدث عن أساليب التصدي لخطاب الكراهية، وضرورة تحالف السلطة مع النُخب والإعلام من أجل إيقاف أصحاب هذه الخطابات ومحاكمتهم، ودعم المثقفين ورجال الدين الحقيقيين، والتركيز على الروابط المشتركة والإيجابيات.
بينما ناشد الشاعر والناقد أمير سماوي كل كاتب ومثقف ليكون خطابه عقلانياً، والتركيز على الفضائل وزرع مفاهيم الحب والحق والخير والعدالة الاجتماعية بين جميع الناس، والوقوف مع الوطن للمساهمة في إعادة بنائه ونهضته، بينما شدد الكاتب والقاص عبد الله النفاخ في مداخلته على أهمية اجتثاث خطاب الكراهية.
واختتمت الندوة بقصائد شعرية للشعراء عائشة بريكات، وقاسم فرحات، والشابين عمر اورفه لي، ومحمد طارق الفرا، حيث ركزت موضوعاتها على ضرورة احتضان الاختلافات والابتعاد عن كل ما يفرق المجتمع.







