دمشق-سانا
حول ابن قرية الدالية بريف اللاذقية، أحمد منصور منزله إلى محمية طبيعية تتعايش فيها الحيوانات البرية من ذئاب وثعالب وغزلان وطيور مع بعضها، في زمن تتضاءل فيه مساحات التفاعل الحقيقي مع الطبيعة، ما جعل من مساحته الخاصة ملاذاً يعكس حبه واهتمامه بالكائنات الحية.
وفي تصريح لـ سانا، روى منصور رحلته في صيد وترويض الحيوانات البرية بهدف بناء مجتمع مصغر يعيش فيه المفترس مع الفريسة، مؤكداً أن التجربة تعكس قوة الصبر وعمق العلاقة التي يمكن أن تنشأ بين الإنسان والكائنات البرية.
البداية من الحجل
يستذكر منصور بداياته قبل عشرين عاماً حين عثر على فراخ حجل ضائعة، فقرر تربيتها رغم صعوبة العناية بها، لتصبح هذه التجربة فيما بعد شغفاً دفعه للبحث عن طيور أخرى بحاجة للرعاية، وتحوّل هذا الشغف بعد عامين إلى خبرة في تربية وعلاج الطيور في منطقته، ما حول هوايته إلى رسالة إنسانية، حيث بات يبحث عن كل طائر جريح أو ضائع ليمنحه فرصة جديدة للحياة.
الغزلان والثعالب والذئاب في بيت واحد
توسعت محمية منصور لتشمل أنواعاً متعددة من الحيوانات مثل الغزلان والثعالب والذئاب والسناجب والقنافذ والغرير، إضافة إلى طيور نادرة كالنسر السوري، والشاهين، والهدهد، والشحرور بعد أن جمع المعلومات عنها وتعلم كيفية التعامل معها.
وأوضح منصور أن سر التعايش يكمن في التربية المشتركة منذ الصغر، إذ تتعلم الحيوانات أن الفريسة ليست جزءاً من غذائها، ما يقلل الغريزة الطبيعية عند عدم وجود جوع مستمر.
التوثيق والتفاعل الجماهيري
بدأ منصور بتوثيق تجاربه عبر فيديوهات على صفحته الشخصية في “فيسبوك”، لاقت تفاعلاً واسعاً بعد نشرها للعامة، ما دفعه إلى جعل صفحته عامة، ليصبح مشروعه محط اهتمام ومحبة الناس، داعماً لفكرته الإنسانية.
رسالة الرحمة تجاه الحيوانات
يشدد منصور على أن الحيوانات لا تؤذي إلا دفاعاً عن نفسها، ويهدف إلى تغيير النظرة السائدة تجاهها، خصوصاً الطيور المرتبطة بالخرافات مثل البوم والغراب، مؤكداً أن مشروعه ليس فقط ترويضاً للحيوانات، بل ترويض للقلوب وتعزيز الرحمة، مستشهداً بالحديث النبوي الشريف “الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.
تحديات المكان والتكلفة
رغم النجاح، يواجه منصور تحديات أبرزها ضيق المساحة وتزايد عدد الحيوانات، معرباً عن أمله في دعم أكبر لمشروعه.