دمشق-سانا

احتفت الأسرة الثقافية في دمشق بانضمام مؤسسة “زاوية القصة التنموية” إليها، خلال حفل إعادة إطلاق المؤسسة اليوم، معلنةً توسّع أنشطتها الفكرية، بعد معاناة طويلة من قيود النظام البائد.
وحددت المؤسسة في هذه المرحلة أهدافاً رئيسية لعملها، تمثلت بترسيخ حب القراءة وتطوير مهارات التفكير عند الأطفال والناشئة من عمر 4 سنوات وما فوق، إضافةً لبدء تنظيمها ندوات ثقافية، وأنشطة تفاعلية، ودورات موسمية في اللغات والفنون، بتمويل ذاتي.
مكتبة بثلاث لغات وركن للأطفال
واطلّع الحضور على أقسام المؤسسة وهي مكتبة عامة بثلاث لغات (عربي – إنكليزي – فرنسي)، وركن قراءة القصة للأطفال، وركن التصوير، وركن تصميم فواصل الكتب، وركن الخط العربي.

وقالت مديرة المؤسسة ليلى معتوق في تصريح لمراسلة سانا: “إن الفكرة أطلقتها منى شحادة من مكتبتها عام 2002 كصدقة جارية وعمل خيري مجاني عن روح ابنتها الراحلة، بهدف نشر العلم والمعرفة ودعم القراءة، وذلك ابتداءً ب 300 كتاب أغلبها من مقتنياتها الشخصية، وكتب أجنبية باللغتين الإنكليزية والفرنسية، نظراً لأنها تحمل الجنسية الكندية، لكنها توقفت مع بداية الثورة في سوريا، وخاصةً مع تعرض عائلتها لتهديدات أمنية، ثم كُلفت بمواصلة رسالة المكتبة الثقافية والإنسانية عام 2014، ولكن من دون أن تحصل على الترخيص.
وعددت معتوق المعوقات والقيود العديدة التي فرضها النظام البائد على عمل المكتبة، من رفض الموافقة على نشر الكتب الدينية والفكرية والثقافية التي تتعارض معه، ومحاولته احتكار المكتبة له وللمنتفعين منه، والتضييق على العاملين فيها ومنع توظيف الشباب، ومنع أي ترميم بالبناء، اضافةً لحملات تفتيشية دائمة على المكتبة.
تحويل المكتبة لمؤسسة تنموية بعد التحرير

ونوهت معتوق بجهود عائلة شحادة خلال تلك الفترة للحفاظ على استمرارية عمل المكتبة كنبعٍ ثقافي للأطفال والناشئة، وهو ما تتوج بعد التحرير، بالحصول على ترخيص للتحول إلى مؤسسة تنموية، تعمل بتمويلٍ ذاتي، وباشتراكات رمزية، دون أي دعم خارجي.
وتطرقت معتوق إلى الأنشطة التي قامت بها المؤسسة منذ إسقاط النظام البائد، فتوسع العمل وعدد أركان المكتبة، وزاد عدد الكتب إلى 12 ألف كتاب متنوع بشتى المجالات، وخاصةً التي كانت ممنوعة من النشر، وتحفيز العمل الفكري، وتشجيع المطالعة، وتنظيم ندوات حوارية استضافت شخصيات فكرية وطنية.
الأهداف المستقبلية للمؤسسة

أما عن الطموحات فتحدثت عنها معاونة مدير المؤسسة يمنى الرجولة من حيث نشر الثقافة في أحياء مدينة دمشق، و افتتاح فروع، والتركيز على عرض أحدث إصدارات الكتب، والحرص على توفير بيئة تعليمية ومجتمعية متطورة ومحفزّة للإبداع.
كما أشار طالب الهندسة المعلوماتية بالجامعة الافتراضية يمان الخطيب إلى أنه بدأ بارتياد المكتبة للمطالعة منذ كان عمره 10 سنوات ولا يزال مواظباً عليها، وهو ما أسهم بشكل أو بآخر بتشكيل شخصيته، إضافةً للرحلات والأنشطة التي كانت تقوم بها، منوهاً بالدور الاجتماعي والثقافي الذي تطور مؤخراً بعد التحرير.
ومن الحضور تحدث منير فقير عن أهمية المؤسسات الثقافية في ردم الهوة المعرفية بين فئات المجتمع، فضلاً عن دورها في فتح الفضاء الثقافي لمناقشة كل ما يهم أطياف الشعب السوري، وتعزيز التعايش المجتمعي والمواطنة وبناء مجتمع صحي سليم يساهم في بناء سوريا الجديدة.


