دمشق-سانا
استضاف المركز الثقافي العربي في المزة بدمشق اليوم، الجلسة العشرين من الصالون الفكري الأدبي بعنوان الشعر والأيديولوجيا، التي أدارها الشاعر إبراهيم فهد منصور وسط حضور من الأدباء والمثقفين.
وأوضح منصور في كلمته أن النقاش حول علاقة الشعر بالأيديولوجيا ضرورة ثقافية وفكرية، لأن الشعر لم يكن يومًا مجرد أداة للتوثيق، بل هو وسيلة للنقد والاستنهاض.

بينما رأى الشاعر غدير إسماعيل أن ما يبقى من الشعر عبر العصور ليس الأيديولوجيا بل الجمالية الشعرية، مستشهداً بتجربة المتنبي الذي تجاوز زمانه وظل حاضراً بقوة لما يحمله شعره من قيمة فنية خالدة.
الناقد والكاتب سامر منصور قال في تصريح لمراسل سانا: إن النظم الشعري التقليدي يشكل جسراً للماضوية ويحمل أيديولوجيات رجعية، مشدداً على أن الشاعر الحقيقي متحرر من الأيديولوجيا، مستشهداً بتجارب نزار قباني وعمر أبو ريشة، داعياً وزارة الثقافة إلى إدخال أنماط نقدية واجتماعية وسياسية حديثة في الفعاليات الشعرية.

في المقابل، رأى الأديب حسام الدين خضور، عضو اتحاد الكتّاب العرب، أن عنوان المحاضرة بعيد عن هموم الناس، داعياً المراكز الثقافية إلى التركيز على قضايا أكثر التصاقاً بالواقع مثل العدالة الانتقالية وشكل الدولة المستقبلية، وأن تتحول هذه الفضاءات إلى منابر حوارية تعزز الوحدة الوطنية.
وتخللت الجلسة مداخلات عدة لأدباء وشعراء، أكدت أن الشعر الملتزم بقضايا الإنسان والوطن ينبغي أن يحافظ على شروطه الفنية دون أن يتحول إلى خطاب سياسي مباشر، مع طرح تمييز مهم بين الشعر الأيديولوجي والجمالية الشعرية من حيث الاستمرارية والخلود.