الشريط الإخباري

تحقيق بارتباط جمعيات خيرية بريطانية بتمويل الإرهاب في سورية والعراق

لندن-سانا

أطلقت لجنة الجمعيات الخيرية في بريطانيا سلسلة من التحقيقات الرسمية بشأن عمل المنظمات الخيرية البريطانية واحتمال ارتباط بعضها بتمويل تنظيمات إرهابية في سورية والعراق .

ولفت رئيس اللجنة ويليام شوكروس في مقابلة خاصة أجراها مع صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إلى مخاوف تتعلق بقيام المنظمات والجمعيات الخيرية التي تشرف على توزيع الأموال والإمدادات التي تبرع بها البريطانيون باستغلال الوضع وتحويل هذه الأموال إلى تنظيمات إرهابية في سورية والعراق .

وحذر شوكروس من خطر إرسال الأموال التي جمعت عن طريق الجمعيات الخيرية إلى تنظيم داعش الإرهابي الذي أعدم رهينتين بريطانيين ويحتجز رهينة ثالثة مؤكدا أن توجه شبان بريطانيين إلى سورية من أجل تلقي تدريبات إرهابية وعودتهم بعد ذلك إلى بريطانيا “أمر مروع للغاية” .

وبدأت لجنة الجمعيات الخيرية البريطانية بالتدقيق في عمل نحو 86 جمعية خيرية يحتمل اختراقها من قبل متطرفين متواطئين مع التنظيمات الإرهابية كما أطلقت اللجنة تحقيقات واسعة النطاق بشأن أربع جمعيات خيرية بما فيها تلك التي عمل الرهينة البريطاني آلان هينينغ لصالحها قبل أن يتم إعدامه مؤخرا من قبل تنظيم داعش الإرهابي.

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعلن الشهر الماضي عن خطط لتشديد القوانين في محاولة لوقف استخدام الجمعيات الخيرية كواجهة لجمع الأموال للتنظيمات الإرهابية وسط مخاوف حول ما إذا كانت بريطانيا تبذل جهودا ‏كافية لوقف التمويل من الوصول إلى إرهابيي تنظيم داعش في سورية والعراق.

وتزايدت الانتقادات مؤخرا بشأن التدفق المستمر للتمويلات التي يتم جمعها عبر جمعيات وشبكات أو أفراد منتشرين في أوروبا ودول الخليج وتوجيهها مع أسلحة ومعدات عسكرية إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق .

وفي هذا السياق حذر رئيس المجلس الدائم لمنظمة الأمن و التعاون في أوروبا توماس غريمينغر من أن “الاتجار غير المشروع بالأسلحة الصغيرة والخفيفة في الشرق الأوسط آخذ في التزايد مع انتشار التنظيمات الإرهابية وتقدم التكنولوجيا واختراق الحدود المتزايد” .

وأوضح غريمينغر في مقابلة خاصة أجراها مع وكالة نوفوستي الروسية “إن المنظمات الإرهابية أصبحت الآن قادرة على الحصول على الأسلحة بكميات وتنوع أكبر وبنوعية أفضل ما يعرض سكان المناطق التي ينتشرون فيها لتهديد كبير” .

من جهة ثانية نشرت صحيفة الأوبزرفر البريطانية تقريرا جديدا أعده ريتشارد باريت المدير السابق لمكافحة الإرهاب في جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني /ام آي 6/ توقع فيه قيام ما سماه ب”انتفاضة شعبية واسعة” تهز تنظيم داعش الإرهابي وتقضي عليه تماما في المناطق التي ينتشر فيها سواء في سورية أو العراق.

ووفقا للتقرير فإن تنظيم داعش الإرهابي يواجه صعوبات كبيرة في إدارة المناطق التي انتشر فيها والتحدي الأكبر بالنسبة له يتمثل في احتواء الغضب الشعبي لسكان تلك المناطق.

ولفت التقرير إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها تنظيم داعش الإرهابي لنشر دعايته والترويج له ستنقلب عليه بسبب الممارسات الوحشية التي يرتكبها على مرأى من الناس .

ويتبع التنظيم الإرهابي استراتيجية مزدوجة تعتمد على استقطاب المزيد من المجندين والعناصر إلى صفوفه عبر حملات الترويج البروباغندا التي يطلقها باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي ويغرر بالمراهقين والشبان من جنسيات مختلفة في حين أنه يتبع استراتيجية الترهيب وبث الرعب من خلال أشرطة الفيديو التي يبثها وتظهر فظاعة الجرائم التي يرتكبها بحق الابرياء .

وكان تقرير لمجلس الأمن الدولي كشف مؤخرا أن الإرهابيين الأجانب يتدفقون إلى سورية والعراق على نطاق غير مسبوق مع سفر نحو 15 ألف مقاتل أجنبي من أكثر من 80 دولة للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي وتنظيمات متطرفة أخرى.

ويشكل تقرير الأمم المتحدة الاعتراف الدولي الأحدث للظاهرة الخطيرة التي يمثلها إرهابيو داعش ليس فقط على سورية والعراق وإنما على العالم كله ولاسيما بعد أن بات تشرب الآلاف من المواطنين الغربيين لأفكاره الإرهابية وايديولوجيته المتطرفة أمرا لا يمكن إنكاره.