الشريط الإخباري

دلال المغربي لا تزال تلهم خيال الشعراء السوريين

دمشق-سانا

يستحضر الشعراء السوريون المعاصرون في قصائدهم شخصيات مقاومة ويستعيدون بطولاتها سالكين في ذلك درب من سبقوهم من شعراء سورية الذين كانوا أول من يتفاعل مع ملاحم الدفاع عن الأوطان وصد العدوان.

والمناضلة الفلسطينية دلال المغربي التي تمر هذه الأيام الذكرى الأربعون لاستشهادها خلال عملية كمال عدوان التي نفذتها مع مجموعة من المناضلين في قلب الأرض المحتلة في الـ 11 من آذار من عام 1978 لا تزال تلهم خيال ووجدان الشعراء السوريين منذ شيوع خبر تلك العملية وحتى الآن فالشاعر الراحل سليمان العيسى وصف مشاعره الوطنية والقومية اتجاه امرأة عربية تحدت كل الصعوبات وقادت مجموعة مناضلة لترفع راية النصر داخل فلسطين المحتلة فقال..

“في قلب الأرض المحتلة..رفعوا علم التحرير كانت سيفا كانت شعلة..كانت ميلاد مصير ودلال فتاة من وطني..من حيفا شردها غاصب قالت للغزو ستسمعني..أنا صوت الزلزال الغاضب”.

أما الشاعر الرحل نزار قباني فأراد أن يسجل في مذكراته الثقافية الأدبية عبرة للرجال كي يفهموا أن الأرض يجب أن تصان ويحافظوا على كرامتها كما فعلت دلال حيث قال.. “فليفهم الرجال العرب إنهم لا يحتكرون مجد الحياة ولا مجد الموت وإن المرأة يمكن أن تعشق أنبل بكثير مما يعشقون وتموت أروع بكثير مما يموتون وحين قررت دلال المغربي أن تمارس أمومتها الحقيقية ذهبت إلى فلسطين”.

وما زال صدى بطولة المغربي حاضرا في قصائد شاعرات سوريات معاصرات فالشاعرة أحلام بناوي رأت أن الشهيدة دلال رسمت بدمائها طريقا نضاليا مشرقا أمام من يرغب بتحرير أرضه ووطنه بأسلوب ذهب إلى شعر التفعيلة على رمز ودلالة متوافقين مع الموسيقا فقالت..

“مشكاة نور ثائر كانت دلال..تستنطق التاريخ قسراً..كي يقول ولا يقال.. نطقت بصمت شفاهها كل الإجابة في سؤال..شقت لنا بدمائها وعفافها درب النضال.. هل تعلمون الآن من كانت دلال”.

أما الشاعرة خلود قدورة فاعتبرت أن ما فعلته دلال المغربي بداية لثمرة نصر قادم ولتحطيم محال أكبر من أجل الوقوف بوجوه كل الطامعين وذلك عبر اسلوب الشطرين والنغم الخليلي.. “وأرفع رايتي ما هبت شيا..و ينطفئء المحال على يديا وحين هززت عرش الظلم يوما..تساقط نصرنا رطبا جنيا ازف بثوبي المنسوج عزا..ليبقى موطني حرا أبيا دلال المغربي كتبت باسمي..على الأعداء ما يبقى عصيا”.

على حين عبرت الشاعرة نبوغ أسعد عن موقف عظيم قامت به دلال المغربي فاقت به مواقف الرجال ورفعت علم فلسطين في قلب كيان الاحتلال لتعلن إذلاله وترفع كرامة العرب عاليا عبر أسلوب الشطرين الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة فقالت..

“شقي عباب الكون وامتشقي المحال.. هذا كلام الحق هذا ما يقال أنت التي رفعت كرامة أرضها..أنت المعاني والمغاني والجمال أعلنت دولتنا الأبية يا دلال.. قولي لنا ماذا تبقى للرجال”.

محمد خالد الخضر