الشريط الإخباري

مراسيا.. طبيعة ساحرة وتاريخ عريق وخدمات أقل من الطموح

حمص-سانا ‏

(‏مراسيا) قرية صغيرة إلى الغرب من حمص بنحو 53 كم يفصلها عن الحدود اللبنانية النهر ‏الكبير الجنوبي وتمتاز بطبيعتها الخلابة الساحرة ووديانها وسهولها، فيها من الآثار ما يعود تاريخه إلى أيام الرومان فهل يشفع لها تاريخها وجمالها في لفت انتباه الجهات الخدمية وتلبية مطالب سكانها بتأمين خدمات البنى التحتية.

أهالي القرية يشكون من اختلاط مياه النهر التي تفيض مع كل موسم شتوي مع ‏مياه خط الصرف الصحي العابر للنهر.

المواطن خضر علي الذي يبعد ‏بيته عن ضفة النهر نحو 10 امتار قال لـ سانا: “وصلت مياه المجرور الى البئر العربية واستغنيت ‏عنها بالكامل” مضيفا: “لم تقم أي جهة بتعزيل النهر او صيانة المجرور منذ عدة سنوات و‏وصلت كثافة اشجار التين البري والديس والحشائش إلى مستوى جعلت الضباع تسكن فيها كما ‏تعرضت لحرائق صيف العام الماضي إلا أن تعاون الاهالي ساهم في اطفاء الحريق قبل ان ‏يصل الى عمود توتر كهربائي خشبي على ضفة النهر”.

“سئمنا من الشكاوى والمطالب” يقول نزار الأحمد مختار القرية مضيفا: “عندما يفيض النهر تسيل المياه على ضفتيه جارفة معها بعض ‏المحاصيل الزراعية ومنذ أكثر من خمس سنوات لم يتم تعزيل النهر وهذه معاناة العديد من ‏المواطنين المجاورين للنهر”.

توجهنا إلى رئيس بلدية الناعسية التي تتبع لها مراسيا أحمد سليمان للاستفسار عن الموضوع فرد فورا: “أعاني ‏كما يعاني أهالي مراسيا، فأنا ابن الضيعة وهذا ما دفعني إلى إرسال العديد من الكتب والطلبات إالى كل الجهات الخدمية بحمص مفادها، انقذوا أراضينا واشجارنا ومحاصيلنا من كارثة يمكن أن ‏تحدث في أي وقت في فصل الشتاء” موضحا أن النهر الذي يعبر القرية لمسافة 5ر1 كم مارا في قرى ‏بعيون وحديدة والدردارية ليعبر مراسيا محملا بالاتربة والاوساخ تعترضه داخل مراسيا ‏النباتات الكثيفة لتجبره على تغيير مساره والفيضان باتجاه الاراضي الزراعية والبيوت المتاخمة ‏على ضفتها لكونه يمر في ارض سهلية.‏

ويضيف رئيس البلدية: “لو قامت مديرية الموارد المائية بأعمال تعزيل للنهر لما ‏تفاقمت المشكلة وادت الى تكسير وتخريب خط الصرف الصحي الذي يعبر النهر، فالموضوع ‏يحتاج إلى حل جذري وفوري لكون المصائب لا تأتي فرادى فمن ‏فيضان النهر ومشاكله الى روائح الصرف الصحي والخوف من الحرائق وتبعاتها إلى أن أاصبح مجرى النهر مرتعا ومخبأ للوحوش ودائما نسمع الوعود وحتى الآن لم نر ‏شئيا على أرض الواقع”.

ولدى سؤال المهندس ميخائيل موسى معاون مدير الموارد المائية بحمص ‏عن المشكلة فوجئ بالموضوع قائلا: “مهمتنا القيام بتعزيل مجاري الأنهار بشكل دوري سنويا ‏وقبل موسم الأمطار دون الحاجة الى طلبات من المواطنين لان هذا الامر لا تهاون فيه الا انه من ‏الممكن ان تكون هناك مواقع تتداخل مع عدة جهات خدمية وتحتاج إلى تنسيق ومع ذلك سنقوم ‏فورا بمتابعة الموضوع ومعالجته”.‏

بدوره مدير الخدمات الفنية بحمص المهندس أمين العيسى اعتبر أن صيانة وإاصلاح خط الصرف الصحي ليست مهمة الخدمات الفنية وإنما دورها ينحصر في دراسة ‏المشروع او استبداله ولكن هناك اولويات لمشاريع المديرية تقوم بها حسب الضرورة والحاجة ‏الملحة في كل منطقة .‏

“نحن مستعدون لمعالجة المشكلة” يقول حمدو الجوراني عضو المكتب التنفيذي لقطاع ‏المياه والصرف الصحي بمجلس محافظة حمص متابعا: “على رئيس البلدية إرسال كتاب خطي او ‏مراجعتنا وسنقوم بالتعاون مع الخدمات الفنية بدراسة امكانية نقل خط الصرف الصحي الى ‏خارج النهر”.‏

وعلى الفور أبلغنا مرة ثانية رئيس البلدية سليمان بما سمعناه من وعود من اصحاب الشأن فرد.. “بين ‏يدي العديد من الكتب وجميعها مرسلة إلى الجهات المعنية ولا مجيب ومع ذلك سأقوم بتجميعها ‏وإرسالها مرة أخرى عسى نصل إلى حل جذري وعلى هذا الأمل ستبقى القرية.. اتفاق الجهات المعنية على تحديد من هو المعني بالحل ومباشرة تنفيذه.‏

عبد الحميد جنيدي

انظر ايضاً

مراسيا.. قرية حدودية وادعة يميزها جمال طبيعتها الغناء

حمص-سانا تعود للعهد الروماني وما زالت بعض آثارها تروي تاريخها أنها قرية مراسيا الحدودية التي …