الشريط الإخباري

الأعمال الشعرية لأمير سماوي… كتاب يجمع حصيلة نتاجه عبر ثلاثة وعشرين عاما

دمشق-سانا

تضم الأعمال الشعرية لأمير سماوي الصادرة حديثا المجموعات التي أصدرها عبر مسيرته الأدبية ما بين عامي 1989 و2012.

وجاءت نصوص الكتاب بأسلوب حديث اهتم خلاله بالدلالة وعرض رؤيته الخاصة في الحياة عبر تفاعل ذاتي ذهب به إلى رؤية الشعر من منظار يختلف عن المألوف في بنيته التركيبية.

وفي الكتاب تبدو العاطفة متخفية لأن الشاعر أراد أن يذهب إلى ابتكار جديد فحاول أن تكون العاطفة في ستار عن القارئء معتمدا بصورة ملحوظة على الدلالة الأدبية التي استعارها من المحيط فقال في قصيدة “فرص للبحث”:

“خارج الأبواب صوتي..أي جدوى من سؤالي..عن مهب الصمت في هذه

البراري..كاد أن يهذي لساني هربا..من ظن عقلي وانهماكي بتدابير احتراسي

في مساري..قدم لي فرص البحث عن الرؤيا..وعن جدوى قراري”.

وعبر الموسيقا المتحولة بهدوء يبدو قلق الشاعر في نسيجه الشعري إزاء عالم فيه من ارتكب الخطايا والموبقات وفيه من كان ملتزما بالمسار الصحيح فجاءت منظومته الشعرية مفعمة بصور لها انعكاسات حقيقية في الحياة اليومية فقال في قصيدة “وشم قبلة”:

“أهيىء الماء ليفهم التراب..وأنفخ النار مجربا براءة

الهواء..لي وردة أودعتها كوشم قبلة..على أرض الصعاب”.

ويعكس الشاعر سماوي ما يدور في مهب الحياة عبر ما يراه دائرة من اللامعقول التي يعيشها المجتمع بأكمله جراء الانتكاسات الناجمة عن الجهل والمؤامرات والخلط بين الحقائق فيقول في قصيدة “خيارات”:

“من لزم الصمت على إيقاع موت صار توءم الحياة.. حيث لا درب

يحيد عن مطلقه..لا سعي في الحب..نظام خارج السيطرة انساق ليحشد

العشاق عمدا في خيارات النهاية”.

ولم تكن قصيدة الشطرين عند الشاعر بمنأى عن الحداثة أيضا فحرص أن تأتي مفرداته المكونة للنص من فلسفة الحياة ومن تألمه من الواقع الذي تجلى فيه الحزن وصار مسكونا بالأحلام اللامعقولة والبعيدة عن التنفيذ فقال في قصيدة “درة الحلم”:

“أضم ثرثرة اللاهين بالكمد..لهاجس يحتمي به شبه متقد

وانني نسغ إحساس له اكترثت..بيارق من حنين ذاب في الجلد”.

ولا يرى الشاعر فائدة للطقوس والعادات عندما يتردى المجتمع في سلوكه وعاداته وعلاقاته ولا سيما عندما يصل الانسان إلى مراحله الأخيرة في الحياة ويشد أمتعة الحزن متأهبا لآخر رحيل فقال في قصيدة “وصية”:

“حين أموت في يوم فقير المزايا..لا أحتاج إلى غسل أو تكفين..ولا أحتاج

إلى من يمشي مواسيا..ولا أحتاج امرأة تنوح خوفا من سوادها”.

الأعمال الشعرية للشاعر أمير سماوي تقع في 605 صفحات من القطع الكبير غلب عليها الانزياح الشعري والحداثة والحرص على انتقاء الألفاظ التي ساهمت في تشكيل بنية نفسية شعرية خاصة عبر كل النصوص التي ظهرت فيها النزعة الذاتية والوجدانية.

محمد خالد الخضر

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

أمير سماوي… يكتب كل أشكال الشعر في قصيدة واحدة

دمشق-سانا بعد فرسان الحداثة الشعرية في خمسينيات القرن العشرين ومن تبعهم في السبعينيات جاء شعراء …