الشريط الإخباري

ماذا يخفي البرلمان الاوروبي وراء قراره بحق وسائل الاعلام الروسية

دمشق-سانا

الرؤية بعين واحدة تناسب مخططاته والترويج فقط لرأيه مع حجب آراء الآخرين هذا ما يريده الغرب من وسائل إعلامه والوسائل الإعلامية الأخرى التي تفضح ممارساته وازدواجيته في تطبيق أي قانون عندما يتعلق الأمر بسياساته فلا يدخر جهدا في اتخاذ القرارات الرامية لإسكات صوت كل الوسائل الإعلامية التي تفضحه وكان آخرها ما اعتمده البرلمان الأوروبي أمس من قرار أسماه “مواجهة وسائل الإعلام الروسية”.

القرار كان متوقعا وفق ما يراه العديد من المتابعين إذ أن وسائل الإعلام الروسية استطاعت خلال السنوات الماضية أن تقف في وجه كل امبراطوريات الإعلام الغربي وتكشف زيف ادعاءاته ولاسيما فيما يتعلق بموضوع مواجهة الإرهاب التي لطالما ادعى الغرب عبر وسائل إعلامه أنه يعمل على مكافحته.

وجاء قرار الاتحاد الأوروبي ليس بغريب على السياسة الأوروبية حسب الدكتورة أشواق عباس المدرسة في كلية العلوم السياسية التي أكدت أن “الأوروبيين يلجؤون إلى أساليب الضغط عبر التلويح بالعقوبات أو فرضها بحق كل من يعتقدون أنه يشكل خطرا عليهم حتى لو كان ذلك خارج إطار الشرعية الدولية” مشيرة إلى أننا “نشهد اليوم نوعا من الضغط ليس بحق الدول أو الأحزاب وإنما بحق وسائل إعلامية من المفترض وفق القيم الأوروبية ذاتها أنها تمتلك الحرية في التغطية ونقل الأخبار”.

وأوضحت عباس أن قرار الاتحاد الأوروبي يظهر بأن الغرب يسمح لنفسه أن ينتهك حتى الحقوق التي ينادي بها إذا كان في خدمة مصلحته وقالت: “إننا ندين هذا القرار الذي يستهدف وسائل الإعلام الروسية كما أدنا العقوبات الأوروبية الأحادية التي فرضت سابقا بحق الإعلام السوري والمقاوم وهذا أمر سيستمر أيضا ويؤكد أن ما تقوم به وسائل الإعلام الروسية والسورية وقناتا المنار والميادين يشكل تهديدا حقيقيا يعري القيم والمبادئ الأوروبية الزائفة”.

بدوره بين الدكتور محمد خير العكام المدرس في كلية الحقوق بجامعة دمشق أن الغرب الذي “يتشدق بالمبادئ الديمقراطية ويريد أن يصدرها للغير باعتباره منبعا لهذه المبادئ” بدأ يشعر أن الدول المناهضة لسياساته تستخدم هذه الحريات للتعبير عن رأيها وإيصالها إلى الشعوب الاوروبية عبر القنوات الروسية وقناتي الميادين والمنار فوجد بذلك خطرا على شعوبه ما دفعه لاتخاذ هذا القرار الذي يمنع إيصال الصوت المخالف للرؤية الغربية إلى شعوب أوروبا.

من جانبها رأت الدكتورة نهلة عيسى المدرسة في كلية الإعلام أن القرار هو نوع من الضغط الأوروبي والحرب الإعلامية على روسيا مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي أراد من قراره هذا منع وصول الحقائق التي يحاول إخفاءها عن شعوبه ولاسيما بما يتعلق بالأحداث الجارية بالمنطقة.

ويعبر القرار الأوروبي بحق وسائل الإعلام الروسية والذي يناقض كل تشريعات حرية الرأي عن حجم التأثير الذي بات يمثله الإعلام الروسي في داخل أوروبا وفي العالم بشكل عام حيث بات من خلال اعتماده المصداقية والمهنية مصدرا لكثير من المعلومات والمواقف فيما يشير اتخاذ هذا القرار من جهة ثانية إلى أنه إجراء سياسي نابع من الحقد الغربي على روسيا تجاه مواقفها الصلبة المعتمدة على القانون الدولي والتي أفشلت الكثير من المخططات الغربية الرامية للتدخل في شؤون الدول والاعتداء على سيادتها.

وقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن القرار دليل على سقوط سياسي في فهم الديمقراطية بالمجتمعات الغربية قبل أن يهنئ الإعلاميين الروس على عملهم الناجح فيما اعتبرته الخارجية الروسية بأنه يمثل “تمييزا بحق الصحافة الروسية وانتهاكا للقانون الدولي” أما وكالة (سبوتنيك) وقناة (آر تي) الروسيتان المعنيتان بشكل أساسي بالقرار وصفتاه بأنه انتهاك مباشر لحرية وسائل الإعلام وحقوق الإنسان وأنهما يدرسان التوجه للمحكمة الأوروبية للطعن.

ونجحت وسائل الإعلام الروسية خلال السنوات الماضية على إيصال حقيقة الأحداث كما هي في كثير من بقاع العالم ولاسيما التي تشهد أحداثا وأزمات وعلى رأسها الأزمة في سورية حيث نقلت بشكل موضوعي ما يتعرض له الشعب السوري من حرب عدوانية إرهابية وعقوبات أحادية فرضها الغرب والولايات المتحدة بغية إسقاط سورية وتحييدها عن مبادئها فيما اتجهت وسائل الإعلام الغربي كعادتها إلى استخدام الدعايات المضللة الرامية لتمرير أجندات دولها الاستعمارية.

وكان البرلمان الأوروبي وفي إطار الحملة العدائية التضليلية التي أطلقتها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية ضد روسيا اعتمد أمس قرارا لا يعتبر ملزما ويحمل طابع توصية حول ما سماه “مواجهة وسائل الإعلام الروسية” وصوت لمصلحة القرار 304 نواب من أصل 691 نائبا شاركوا في الاجتماع بينما عارضه 179 نائبا وامتنع 208 عن التصويت.

فراس صافي

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency