الأركان التركية تعترف بعلمها المسبق بمحاولة الانقلاب.. النظام التركي يبطل تراخيص 24 مؤسسة إعلامية ويقيل عشرات الصحفيين و1577 من عمداء الكليات ورؤساء الجامعات

أنقرة-سانا

اعترفت رئاسة الأركان التركية بأنها تلقت إخطارا من جهاز المخابرات التركي قبيل المحاولة الانقلابية بساعات ما أسهم بصدور أوامر للتصدي له.

وقالت رئاسة الأركان التركية في بيان لها إن “رئيس الأركان الفريق أول خلوصي آكار اتصل بالقطع العسكرية وخاصة سلاح الجو وأصدر إليها أوامره للتصدي للانقلاب” ما أثار نقاشا جديدا في الأوساط السياسية والإعلامية حيث لم ينفذ أحد أوامر رئيس الأركان الذي تم اعتقاله واعتقال قادة القوات المسلحة من قبل مجموعة صغيرة من الانقلابيين وعلى الرغم من علم القادة المسبق بالانقلاب.

كما لم يتردد قائدا القوات الجوية والبحرية في السفر إلى اسطنبول للمشاركة في عرس أحد الضباط كما لم تتحرك القطع العسكرية لمنع الانقلاب.

كما أشار المراقبون إلى تصاعد الشكوك الخاصة بعلم رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان مسبقا بمحاولة الانقلاب بعد استغلاله هذه المحاولة لتنفيذ أجندته الخاصة للتخلص من جميع أنصار وأتباع حليفه السابق وخصمه اللدود الآن فتح الله غولن في جميع مؤسسات ومرافق الدولة بما في ذلك المنسقين العسكريين الخمسة المعلومات التي تحدثت عن علاقاتهم بمحاولة الانقلاب كما أثارت المعلومات عن هذه المحاولة الانقلابية مئات التساؤلات في الشارع السياسي والعسكري والإعلامي ووصف الكثير منهم المحاولة بأنها مسرحية.

يذكر أن أردوغان قام فور الإعلان عن فشل المحاولة الانقلابية بإجراءات عقابية طالت الالاف حيث تم عزل حوالي تسعة آلاف عنصر الأمن من ذوي الرتب المختلفة عن وظائفهم و طرد المئات من مسؤولي المخابرات الوطنية التي ستشهد سلسلة من التصفيات خلال الفترة القادمة وقد تشمل رئيس الجهاز هاكان فيدان أيضا.

ضابط تركي متقاعد: المحاولة الانقلابية حققت أهدافها بإبعاد القوات المسلحة التركية الرافضة لتغيير خريطة المنطقة وقد يكون لـ “سي آي إيه” يد فيها

 إلى ذلك اعتبر الأدميرال التركي المتقاعد توركر أرتورك أن المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا الجمعة الماضي حققت أهدافها بإبعاد القوات المسلحة التركية عن الساحة مذكرا بأن هذه القوات كانت ترفض مخططات تغيير المنطقة.

واتهم ارتورك الذي أبعده نظام حزب العدالة والتنمية بعد المحاولة الانقلابية السابقة والتي سميت بعملية “المطرقة الانقلابية” جهاز الاستخبارات الأمريكية “السي آي إيه” بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية أوما يسمى بالجماعات بالوقوف وراء هذه المحاولة.

وقال.. إن “ما حصل في الخامس عشر من تموز بالرغم من أنه لم يصل إلى الإطاحة بالحكومة إلا أنه أبعد القوات المسلحة التركية عن الساحة” مضيفا.. “إن الانقلاب الأول الموجه ضد القوات المسلحة حصل خلال عمليات “أرغنيكون والمطرقة الانقلابية ولكن في ذاك الوقت كانت حكومة حزب العدالة والتنمية شريكة الجماعات والآن ما يحصل هو انقلاب ثانٍ يضرب القوات المسلحة”.

وتابع ارتورك إن “القوات المسلحة التركية كانت تقف في وجه تغيير خريطة المنطقة فكان لا بد من ضرب اعتبارها وجعلها عديمة الفاعلية وقد نجحت الخطة وأصبحت هذه القوات عديمة الفاعلية والاعتبار”.

ولفت أرتورك إلى أن المحاولة الانقلابية الأخيرة التي جرت الجمعة الماضي أفضت إلى اعتقال ضباط ذوي رتب عالية من أميرال وجنرال متوقعا أن تتم تصفيتهم في مجلس الشورى العسكري الذي سيعقد في شهر آب المقبل.

واستبعد الأميرال التركي السابق أن يتمكن نظام حزب العدالة والتنمية من تصفية جميع الضباط والعسكريين الأتراك نظرا لتواري بعضهم عن الأنظار مشككاً بإمكانية فقدان الثقة بالقوات المسلحة لوقت طويل لأن هذا الأمر سيتغيير في المستقبل عندما تتضح أسباب فشل الانقلاب المتمثلة بعدم مشاركة ضباط القوات المسلحة وليس خروج الناس إلى الشوارع.

وقال.. “لا تستطيع حكومة حزب العدالة والتنمية تصفية جميع الضباط غير الموالين لها ونسبة نجاح هذا الأمر ضئيلة لأن في محيطها بيئة تعتمد على المصالح فيما لدى الجماعات بنية أيديولوجية دائمة”.

ونصح الأدميرال التركي المتقاعد في ختام حديثه تركيا بأن تؤسس لعلاقات متينة مع دول الجوار أمثال روسيا إيران العراق وسورية لصنع بيئة سلمية قوية وتتخطى مشاكلها بسرعة.

بدوره قال الكاتب الصحفي التركي أحمد تاكان إن حكومة حزب العدالة والتنمية تقوم بتصفية القوات المسلحة بدعوى المحاولة الانقلابية مشيرا إلى توقيف قائد عام الجيش الثاني اللواء آدم حودوتي الذي كان يخوض معركة هامة على الحدود العراقية والسورية منذ سنوات طويلة حيث أثارت العمليات العسكرية الهامة التي نفذتها وحداته في شرق وجنوب شرق تركيا استياء الولايات المتحدة الأمريكية.

كما أشار الكاتب إلى اعتقال أيضا قائد الفيلق الثالث في الجيش التركي إردال اوزتورك الذي عارض بشدة في السابق التدخل العسكري التركي في سورية عندما كان يشغل منصب قائد العمليات الحربية برئاسة الأركان العامة للجيش معربا عن استغرابه للشخصيات العسكرية التي تستهدفها الاعتقالات بعد المحاولة الانقلابية.

وأوضح الكاتب التركي أن حكومة حزب العدالة والتنمية تنفذ حملات اعتقال واسعة عقب محاولة انقلابية “تقف طغمة عسكرية صغيرة وراءها حيث تتم تصفية القوات المسلحة التركية بمهارة وإخلاء الوحدات العسرية المعنية بالأمن الداخلي والتطورات السورية وبحر ايجه وقبرص”.

ولفت إلى أن حملات التوقيف شملت اللواء الخامس المدرع في عنتاب واللواء المدرع 20 في أورفا واللواء الميكانيكي 70 في ماردين وهي معنية بالتطورات في سورية لصالح إقامة ممر إسرائيلي على الحدود مع سورية.

وأشار الكاتب الصحفي التركي إلى إخلاء قيادة إمداد الوقود العاشرة في قاعدة انجرليك الجوية في أضنة متسائلاً “من الذي كان يقود مقاتلات إف 16 التي قصفت البرلمان التركي والمروحيات العسكرية التي قصفت أجهزة الأمن هل هم ضباط أمريكيون”.

بدوره قال الخبير الأمني التركي الضابط السابق في القوات الخاصة مته يارار إن “حكومة حزب العدالة والتنمية زجت بالعسكريين أو وحدات حرس الحدود في الثكنات العسكرية بشرق وجنوب شرق تركيا على خلفية محاولة الانقلاب وذلك خوفا من الانقلاب العسكري” لافتا إلى أن هذا الوضع يخدم حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش الإرهابي.

وأكد يارار خلال مشاركته في برنامج على قناة خبر ترك أن الحديث عن العمليات الانقلابية السابقة التي تحمل ارغنيكون وباليوز التي اعتقل عدد كبير من قادة وضباط الجيش في إطارها وجهت ضربة كبيرة للقوات المسلحة التركية.

إبطال تراخيص 24 مؤسسة إعلامية وإقالة عشرات الصحفيين

وواصل النظام التركي إجراءاته العقابية العشوائية بذريعة المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا مؤخرا وأبطل المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون الموالين له اليوم تراخيص تلفزيونات وإذاعات عاملة في تركيا وأقال عشرات الصحفيين العاملين فيها.

وبرر المجلس في بيان له اليوم نقلته وكالة فرانس برس إبطال هذه التراخيص بدعوى علاقتها بحليفه السابق الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والذي يتهمه النظام التركي بوقوفه وراء المحاولة الانقلابية.

وأشارت وكالة الأناضول الرسمية الموالية للنظام التركي إلى أن هذا القرار يشمل 24 شركة إعلامية وسحب بطاقات عمل صحفي من 34 صحفياً.

وسبق أن وضع النظام التركي قبل المحاولة الانقلابية بأشهر يده على وسائل إعلامية عديدة بينها صحيفة زمان ووكالة أنباء جيهان وأوكل مهمة إدارتهما لموظفين حكوميين.

وبدأ النظام التركي بفرض قبضته الحديدية واتخاذ إجراءات عقاب جماعي بحق الإعلاميين والقضاة وليس فقط العسكريين فور إعلانه إفشال المحاولة الانقلابية ليل الجمعة الماضي حيث اعتقل في إطارها عشرات آلاف الأشخاص وعلق أعمال أو طرد 25 ألف موظف حكومي تركي بحسب إحصائية أعدتها الوكالة الفرنسية.

وكان العديد من المسؤولين الأوروبيين حذروا حليفهم رأس النظام التركي رجب طيب أردوغان من اتخاذ مثل هذه الإجراءات مؤكدين له أن المحاولة الانقلابية لا تجيز له اتخاذ إجراءات تنتهك الدستور والحقوق والقوانين.

اعتقال أغلبية المستشارين العسكريين لـ أردوغان

ذكرت وسائل إعلام تركية اليوم أنه تم اعتقال أغلبية المستشارين العسكريين لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في إطار التحقيق في محاولة الانقلاب التي جرت مساء يوم الجمعة الماضي.

وأفادت وكالة دي اتش اي التركية بأن قوات الأمن اعتقلت أركان كيفراك مستشار أردوغان لشؤون الطيران الحربي في أحد فنادق مدينة أنطاليا بينما أشار موقع خبر تورك الالكتروني إلى أن من بين المعتقلين اللواء شابان أوموت نائب وزير الدفاع التركي.

وكان اعتقل في وقت سابق كبير المستشارين العسكريين لأردوغان علي يازيجي بذريعة مشاركته فى محاولة الانقلاب.

بدورها نشرت صحيفة جمهورييت التركية أسماء الجنرالات والأميرالات المعتقلين في أعقاب الانقلاب مبينة أن القائمة تظهر أن حملة الاعتقالات طالت القوات الجوية والبحرية والبرية وقيادة الكليات العسكرية الأساسية وقيادة الدرك والاستخبارات.

وفي السياق ذاته ذكرت وكالة رويترز نقلا عن مصدر في مكتب رئيس الوزراء التركي أنه تم إيقاف 257 من العاملين في المكتب عن أداء مهامهم للاشتباه بتورطهم في محاولة الانقلاب.

كما أوضحت الوكالة أنه تم أيضا إبعاد 260 شخصا يعملون في مكتب أردوغان.

وكان رئيس وزراء النظام التركي بن علي يلديريم أعلن أمس عن اعتقال أكثر من 7500 شخص بحجة محاولة الانقلاب كما تم توقيف 103 جنرالات وإقالة 30 محافظا و50 مسؤولا كبيرا بينما أفادت وزارة مالية النظام التركي بتوقيف 1500 شخص عن العمل لصلاتهم بمحاولة الانقلاب.

إقالة 1577 من عمداء الكليات ورؤساء الجامعات التركية وفصل أكثر من 15 ألف موظف في وزارة التعليم

إلى ذلك طالب النظام التركي اليوم 1577 من عمداء الكليات في مختلف الجامعات بتقديم استقالاتهم وذلك في إطار حملة واسعة من الإقالات الجبرية يشنها نظام رجب طيب أردوغان على خلفية الانقلاب الذي شهدته تركيا ليلة الجمعة الماضية.

وذكرت قناة/تي آر تي/التركية أن “مجلس التعليم العالي في تركيا طالب1577 من عمداء الكليات في مختلف الجامعات الحكومية والخاصة بتقديم استقالاتهم في إطار حملة واسعة/لتطهير/عشرات المؤءسسات الرسمية بعد محاولة الانقلاب”.

وفي أعقاب انباء مطالبة النظام التركي عمداء الكليات بالاستقالة تراجعت الليرة التركية لتتجاوز ثلاث ليرات للدولار الأمريكي حيث سجلت 0060ر3 مقابل الدولار بانخفاض نحو واحد بالمئة وهو ما عزاه المتعاملون إلى المخاوف من تداعيات الحملة التي يشنها نظام اردوغان على قطاع التعليم.

وأوقفت وزارة تعليم النظام التركي اليوم أكثر من 15 ألف موظف عن العمل بحجة صلتهم بالانقلاب الذي شهدته تركيا ليلة الجمعة الماضية.

وذكرت قناة/ان تي في/التركية أن “وزارة التعليم التركية أوقفت 15200 موظف عن العمل فيما يتصل بمحاولة الانقلاب العسكري”.

وكانت وزارة مالية النظام التركي أوقفت أمس نحو 1500 موظف بمختلف أنحاء البلاد عن العمل بحجة صلتهم بالداعية التركي فتح الله غولن الذي واجه اتهامات من رئيس النظام التركي رجب طيب اردوغان بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية.

وزارة تعليم النظام التركي تلغي تراخيص 21 ألف معلم

وألغت وزارة تعليم النظام التركي اليوم تراخيص 21 ألف معلم يعملون في موءسسات خاصة بحجة صلتهم بالانقلاب الذي شهدته تركيا ليلة الجمعة الماضية.

ونقلت رويترز عن مسؤول في الوزارة قوله في تصريح مقتضب إن “الوزارة قررت الغاء تراخيص 21 الف معلم في إطار حملة حكومية موسعة عقب محاولة الانقلاب” زاعما أن هذه الخطوة اتت بعد تلقي معلومات تشير إلى أن المعلمين على صلة بما وصفه “أنشطة إرهابية”.

ويستغل أردوغان محاولة الانقلاب ضده ليطلق حملة شعواء ضد مناهضى سياساته ومعارضيه حيث عمد الى اعتقال نحو 9 الاف من قياد ات وضباط وعناصر الجيش والشرطة والقضاة والمدعين العامين وإقالة 30 محافظا و 50 من كبار المسؤولين ما اثار موجة من الانتقادات الدولية.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency