الشريط الإخباري

دار صفحات للنشر والتوزيع.. الكتاب السوري أثبت حضوره في المعارض الخارجية

دمشق-سانا

حققت دار صفحات حضورا وتواجدا فعالا في مجال النشر والتوزيع داخل سورية وخارجها بالرغم من الصعوبات التي أفرزتها الأزمة كما تمكنت من تحقيق سمعة طيبة وتكوين هوية خاصة من خلال تخصص مطبوعاتها من الكتب التي بلغت حتى الآن ثلاثمئة عنوان في الدراسات التاريخية حول الأديان والحضارات القديمة.2

ورغم تخصص صاحب الدار ومديرها يزن يعقوب في الالكترونيات إلا أن حبه للقراءة وعشقه للكتب نشأ معه منذ الطفولة بسبب امتلاك والده داود يعقوب المذيع في اذاعة دمشق لمكتبة كبيرة تضم عشرة آلاف عنوان كان يزن يقوم بترتيبها وقراءة كل جديد فيها .

وكانت انطلاقة يزن يعقوب العملية في مجال النشر مع دار الحكمة بدمشق وازدادت خبرته من خلال مشاركاته في أكبر المعارض داخل سورية وخارجها ليوظف هذه الخبرة في انجاح الدار الخاصة به وكان حريصا على التواجد في أي معرض حتى لوكانت نتيجته تنطوي على خسارة مادية بهدف إثبات التواجد والحضور وتعريف الناس بالدار .

وتحدث يعقوب لـ سانا عن بدايات دار صفحات التي تأسست عام 2006 بعد انفصالها عن دار الأوائل فكانت الانطلاقة منذ البداية مع ستين عنوانا وبدأت المشاركات في معظم المعارض العربية لتأخذ مسيرة الدار بالتصاعد إلا أن عدد مطبوعاتها تراجع مع بداية الأزمة الى عشرين عنوانا في العام بشكل وسطي.45

وأوضح أن منشورات الدار ركزت على الموضوعات المتعلقة بالأديان والدراسات التاريخية وأصدرت موءخرا سلسلة دراسات في الأديان والحضارات القديمة والميثولوجيا بهدف التعريف بها وعرض نصوصها الكاملة والدراسات المقارنة عنها ونشأة هذه الاديان وارتباطاتها بغيرها دون التركيز على الكتب الدينية البحتة لافتا الى أن هذا التوجه رافق الدار منذ بداية تأسيسها ما أعطاها “هوية محددة” جعلت الكتاب والباحثين الذين يكتبون في هذا المجال يتوجهون اليها كما صار لدى الدار مستشارون في هذا المجال كالدكتور منذر الحايك والإعلامي المخضرم طالب يعقوب إضافة إلى المستشار الراحل مصطفى الباش.

ونشرت دار صفحات عشرين عنوانا منذ بداية العام الحالي لخمسة عشر كاتبا وهناك كتب قيد الطبع لكتاب جدد يتم التعامل معهم لأول مرة معظمهم من الكتاب العراقيين من جامعة تكريت ومن هذه الكتب “تاريخ أوروبا الحديث” للدكتور حارث التكريتي و”خصائص التراكيب ودلالتها في القصص القرآنية” للدكتور عمر الرزنجي و”بوابات العواصم والقصور الاشورية” لعمار مصطفى عبد الله .. وضمن سلسلة كتب مقدسة التي تصدرها الدار هناك كتابان قيد الطبع “المورمون و يوسيفولوس” من تأليف الباحث الدكتور منذر الحايك.

وتتعامل الدار مع دور نشر عراقية فتطبع كتبا مشتركة ككتاب الأموريون الأوائل للكاتب العراقي المعروف خزعل الماجدي كما تسعى صفحات إلى التواجد باسم سورية في كل معارض الكتب التي تقام في الدول العربية بهدف تحقيق التواجد الثقافي والترويج لما يتم إنتاجه من كتب إلى جانب تحقيق الفائدة المادية في الوقت نفسه وهي تؤمن فرص عمل يعتاش منها عدد من الأسر.

وحول خطة الدار للمشاركة في المعارض العربية هذا العام قال يعقوب إن “التحضيرات جارية من الآن لمعرض الكتاب الذي سيقام في الأردن بشهر ايلول القادم تليه معارض أخرى في السودان والجزائر والشارقة والكويت وقطر والبحرين والدوحة والقاهرة” موضحا أن الدار شاركت في جميع المعارض العربية وكان لها وجود فيها رغم صعوبات عمليات النقل والشحن ورغم المواقف المسيسة التي تتخذها بعض الجهات المسؤولة عن تلك المعارض.

وأضاف يعقوب “إن لكل معرض خصوصية معينة ما يتطلب منا الدراسة حول نوعية الكتب التي من شأنها أن تلاقي رواجا فيه.. ونحن منذ بضع سنوات نأخذ معنا كتب الهيئة السورية للكتاب و دور نشر خاصة الى المعارض الخارجية ونروج لها بعد الحصول على توكيلات منها من باب التعاون بين دور النشر.. وهدفنا في النهاية هو أن يظل الكتاب السوري حاضرا في الخارج”.

وتحدث يعقوب عن الصعوبات والعقبات التي تواجه الناشرين السوريين خلال الأزمة وأبرزها الشحن والتأشيرات مشيرا إلى بعض المعارض التي تم إقصاء الناشر السوري عنها قسرا .. كما يصاب الناشرون بالإحباط في بعض الأحيان جراء عدم الحصول على تأشيرات دخول بعد تكبد عناء الشحن واتخاذ الإجراءات المطلوبة وبالمقابل هناك بعض الدول التي تقدم اعفاءات من رسوم الأجنحة للمشاركين السوريين تشجيعا لهم على التواجد لتبقى البصمة السورية موجودة “ورغم المعاناة نستطيع القول ان الكتاب السوري أثبت حضوره في السنوات الأخيرة وكذلك دور النشر رغم ظروف الأزمة الصعبة”.

وبعد انتخابه مؤخرا لعضوية المكتب التنفيذي في اتحاد الناشرين السوريين ورئيسا للجنة المعارض أكد يعقوب أن اللجنة هي العنصر الأساسي في الاتحاد لما يترتب عليها من أعباء ومسؤوليات تتمثل في متابعة المعارض واعلام الناشرين بتوقيتها وتسهيل اشتراكهم فيها إضافة إلى نقل هموم الناشرين ومشاكلهم وأهمها حاليا مشكلة الشحن وارتفاع أجوره والرسوم الإضافية على الكتب وارتفاع أسعار الورق الذي يؤثر سلبا على القدرة الشرائية .

وأضاف أن الكتاب في ظل الأزمة هو من أكثر المتضررين.. ومهمتنا في الاتحاد ايجاد حلول ومخارج لتخفيف الوضع في السوق الداخلي .. واليوم “اعتمادنا على السوق الخارجي الذي أصبح مصدر الرزق الأساسي للناشرين ويعينهم على الاستمرار بعملهم”.

وعن كيفية التوفيق بين كل هذه الأعباء بين أنه يعمل بشكل متواصل لمتابعة الأمور المتعلقة بالعمل في الدار بالتعاون مع كادر التدقيق والتصحيح والتنضيد والاخراج وتصميم الأغلفة والعلاقات العامة وعمليات التنفيذ مشيرا إلى أنه يسعى حاليا في لجنة المعارض إلى دعوة مجموعة من الناشرين بحيث يوزعون المهام ويتابعونها.

وعزا يعقوب تراجع القراءة واقتناء الكتب إلى الوضع الذي تعانيه المنطقة بشكل عام فمعظم الدول العربية تعاني من ركود وعزوف عن القراءة والقدرة الشرائية وليس في سورية وحدها وربما كان غلاء الكتاب وكثرة المغريات كوسائل التواصل أثر سلبا على المجتمع العربي بينما ما زال الكتاب الورقي يحظى بالاهتمام في المجتمعات الاوروبية.. وفي الظروف الصعبة يصبح الكتاب في آخر اهتمامات الاسرة التي تعطي الأولوية للأساسيات المادية.

ووصف ظاهرة النسخ المسروقة وغير الأصلية من الكتب بأنها تزوير واعتداء على الملكية الفكرية لافتا إلى أن منع دخول بعض الكتب إلى سورية وارتفاع أسعارها أدى إلى ازدياد وتفاقم هذه الظاهرة التي تعاني منها الدول العربية أيضا وخصوصا سور الأزبكية في مصر حيث تعرض فيه أهم الإصدارات الحديثة ما دفع أصحاب دور النشر إلى رفع دعوى ضدهم.

وعن ظاهرة الكتب الالكترونية أشار إلى أن بعض المواقع تشتري حقوق النشر الالكتروني من دور النشر وتوقع معها عقدا حول إمكانية عرض الكتب الكترونيا ولكن الظاهرة الأخطر هي عملية تنزيل الكتب بملفات “بي دي اف” متاحة للجميع حتى أن عددا من إصدارات دار صفحات أصبح متاحا بهذه الطريقة غير المشروعة وبالمقابل يبقى للكتاب الورقي عشقه لدى بعض الناس.

ويطمح يعقوب أن يتمكن من الاستمرار في مهنته ضمن الظروف الحالية الصعبة وأن يبقى قادرا على إنتاج كتب جديدة وأن تعود حركة الطباعة والتوزيع والبيع كالسابق وأن تحافظ دار صفحات على تواجدها على خارطة النشر العربي وأن يزيد انتشار الكتاب السوري في كل مكان وأن تعود سورية مزدهرة كالسابق.

سلوى صالح

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency