الشريط الإخباري

الإرهاب واحد أينما ضرب ونفذ!- الوطن العمانية

لن يكون مفاجئا ذلك التوزع الإرهابي على عالم تفاجأ به، فالذي صنع هذا الإرهاب، وضع له خريطة حراكه، كما وضع له خرائط مستقبلية تعززه أكثر فأكثر، فكلما ساد وماد في العالم، صارت له هيبته كما أريد له أن يكون.

من إندونيسيا التي استفاقت على عملية إرهابية كانت محصلتها قتلى وجرحى لا ذنب لهم، تبين لاحقا أن الأوامر لتنفيذها صدرت من الرقة السورية وكذلك مخططها .. لم تعد للمسافات أية مشكلة، بعدما حققت الاتصالات المعاصرة كل سبل العلاقات المرادة .. لكن الذي ظهر، أن اليد التي تضرب في سورية، هي ذاتها الممتدة حتى جاكرتا ثم إلى الصومال فكينيا وبوركينا فاسو، ومن ثم نيجيريا التي تعيش على صفيح ساخن.

ومثلما هو العالم بات صغيرا على الاتصالات الحديثة، صار أصغر في توزع الإرهاب بين جنبات الأرض للدلالة على أنه مصنع وممول ومدعوم، وله أب وأم، ويتنفس الأوكسحين الذي تتنفسه كل الشعوب. لكن السؤال الذي يراود: لماذا أكثر البلدان الإسلامية هي التي تتعرض للعمليات الإرهابية؟ .. وهل من انتقاء لدول معينة إسلامية بالدرجة الأولى كي لا يغيب عن البال عمن يقف وراء تلك اللعبة التي لم تعد عادية، بل من سلم أولويات محكومة سلفا بمحرك؟

أما السؤال الآخر الذي يتبادر إلى الذهن دائما: هل من وزع هذا الإرهاب يمكن له أن يجمعه وإعادة السيطرة عليه؟ أم أنه أفلت من يده وقدرته على التحكم به بعدما صار له جسمه المعافى، وصار بالتالي قادرا على تحقيق استراتيجيته الخاصة. إذا أقررنا بالقدرة على تشغيله، فنحن بالتالي أمام لعبة دولية منظمة أبطالها كبار الدول التي هي الوحيدة التي تملك الإمكانية في هكذا معادلة.

لكن ما الذي تبغي القوى المصنعة لهذا الإرهاب من وراء فعلها؟ لا شك أنه السؤال الذي يراودنا كما يراود كثيرين .. وللإجابة عليه، لا بد من تأمل المشهد العربي بلوحته الواضحة، من سورية إلى العراق إلى ليبيا إلى مصر ولبنان، إلى الإرهاب الأكبر الصهيوني صاحب اليد الطولى في تحريكه وتوزيعه .. مئات من الأسماء الوهمية باتت تطلق على التنظيمات الإرهابية في تلك الأماكن، أضخم أنواع الأسلحة في يدها، الأموال الطائلة تصرف عليها، الدعم المعنوي قائم ومحقق، والاحتضان واضح ومعروف .. هو الفوضى المطلوبة ومن غير الإرهاب يمكنه تحقيق هذا المنجز .. فوضى تضرب الأوطان، ثم تغير واقعها، وتبدل شكلها وخصوصا العربية منها وتحديدا السورية والعراقية والمصرية، بعدما صارت الليبية النموذج الأمثل للدولة المنتهية الصلاحية، والتي باتت تحوي أكثر من مئتين وأربعين تنظيما إرهابيّا، بقدرة تتجاوز المئتي ألف مسلح وأكثر.

ليس مفاجئا أن تصدر الأوامر للإرهابيين في جاكرتا من الرقة في سورية باعتبارها وحدة حال، وأن من يقاتل في سورية هو الإرهابي الإندونيسي والشيشاني والداغستاني والصيني والروسي ومن كل إفريقيا ومن أوروبا .. توزيع “عادل” لإرهاب يبسط نفوذه في كل أصقاع الأرض، ويمكنه أن يصل إلى ما يريد طالما أنه متشابك ومتلاحم، ولا يعوزه سوى إصدار الأوامر طالما أن الخطط موجودة، والمخطط ليس متواريا عن المشاهدة، بل بات معروفا ومقروءا، له تنفيذه المباشر، كما له أعوانه، ومن يسهل له في كل الاتجاهات والأماكن.

رأي الوطن

تا بعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

انظر ايضاً

الوطن العمانية: عودة سورية إلى الجامعة العربية تعيد الدور العربي لمكانته الصحيحة

مسقط-سانا أكدت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها اليوم أن العودة السورية إلى الجامعة العربية تمثل …