الشريط الإخباري

برلمانيون وسياسيون ومحللون روس: الموقف الروسي ثابت في دعم سورية ولا يحق لأحد أن يفرض على الشعب السوري ما لا يقبله

موسكو-سانا

أكد الياس أوماخانوف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي أن سورية أسقطت بصمود شعبها وجيشها وقيادتها نهج الموالين للغرب وللولايات المتحدة.

1

وشدد أوماخانوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو ان روسيا تقف بثبات إلى جانب سورية وانها كانت على الدوام إلى جانب الشعب السوري وقال “إن الدعم الروسي والسوفييتي الممتد عبر أجيال عديدة لأشقائنا السوريين اكتسب دفعا جديدا حيث توجد اليوم في سورية وحدات القوى الجوية الفضائية الروسية التي تقدم ودون تدخل في الشؤون الداخلية السورية الإسناد للقوات السورية في حربها ضد الإرهابيين”.

وحول طروحات قادة البلدان الغربية قال أوماخانوف “فليغردوا كما يشاؤون لأن الشعب السوري هو الوحيد المخول باختيار رئيسه وبتحديد مستقبل دولته والانتخابات الرئاسية الأخيرة في سورية أوضحت وبصورة قاطعة خلف من يسير الشعب السوري” مشيرا إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين أكد النهج الروسي الثابت في دعم سورية التي تواجه الإرهاب.

وأشار أوماخانوف إلى أن الغرب من خلال سياسته الخاطئة تجاه سورية جعل نفسه رهينة لمواقف غير واقعية وحشر نفسه بمواقف صعبة موضحا أن الرئيس بوتين والحكومة الروسية نبها مرارا من أن هذه السيناريوهات خطيرة جدا وهي التي أوصلت ليبيا إلى ما هي عليه اليوم ونرى ما جرى في بلدان أخرى عندما تم زعزعة الاستقرار فيها.

وفي حديثه عن الدور التركي أوضح أوماخانوف أن القيادة التركية شطبت بكل سهوله الآمال المبنية على التعاون الاقتصادي والعلاقات الجيدة مؤكدا أن تعاضد المجتمع الروسي وتكاتفه حول موقف الرئيس بوتين ونهجه الحازم يفضح سلوك القيادة التركية التي جعلت الوضع في المنطقة وفي العالم برمته رهينة تخبطاتها السياسية.

2

بدوره لفت فلاديمير جيرينوفسكي رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي ورئيس كتلة نوابه في مجلس الدوما إلى أن الموقف الروسي من تقديم الدعم لسورية حدده اليوم الرئيس بوتين بأن كل الأمور تتوقف على الحكومة السورية الشرعية بقيادة الرئيس “الأسد” وأن روسيا ستظل تقدم المساعدة لسورية طالما بقيت بحاجة إلى هذه المساعدة.

وقال جيرينوفسكي إنه “عندما تحل تلك اللحظة التي تقترح فيها سورية بشخص الرئيس الأسد على روسيا وقف العملية العسكرية فعندها فقط سنوقف هذه العملية أي إننا لن نعمل أي شيء سوى بموجب طلب الحكومة السورية الشرعية القائمة حاليا وأن روسيا ستتصرف على هذا النحو بالذات دائما”.

وأكد رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي أن روسيا لن تسمح أبدا لأي كان بإسقاط الدولة السورية.

3

من جانبه أوضح الدبلوماسي الروسي السابق أوليغ بيريسيبكين أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو جاءت بمبادرة من الولايات المتحدة للبحث في موضوع ما سمي “المعارضة المعتدلة”.

وأشار بيريسيبكين إلى أن الأمريكيين وعدوا أن يجلبوا في اجتماع نيويورك قوائم عن التنظيمات المستعدة للتعاون وإجراء المحادثات مع الحكومة السورية مؤكدا أن “موقف روسيا إزاء مسألة الرئاسة في سورية واضح وثابت لا يتغيير وأن الرئيس “الأسد” هو الرئيس الشرعي لسورية ومستقبل قيادة سورية هي مسألة تخص الشعب السوري بمفرده وهو فقط من يقرر مستقبل بلاده”.

واعتبر بيريسيبكين أن الموقف الروسي من الأحداث في سورية هو نجاح للدبلوماسية الروسية لأن الأمريكيين هم من قدموا إلى روسيا وطلبوا الحديث في الموضوع السوري مشيرا إلى أن الجانبين بحثا أيضا العلاقات الروسية التركية كون تركيا عضوا في حلف شمال الأطلسي ولأنها إذا قامت ببعض العمليات الاستفزازية فستقوم روسيا بتوجيه ضربات إليها ما قد يتسبب بصدام مسلح مع الغرب.

وقال بيريسيبكين “على الأتراك أن يدركوا أن سرقة النفط من سورية والعراق ونقله إلى الأراضي التركية لا يمكن أن تستمر لأن جني الأموال من النفط المنهوب لتمويل الإرهاب وسفك الدماء في سورية لن تقبل به روسيا”.

وأكد بيريسيبكين انه ليس هناك من يحارب الإرهاب على الأرض سوى الجيش العربي السوري مشددا على أن الشعب الروسي برمته بدءا من الرئيس ووصولا إلى المواطن البسيط يقف إلى جانب سورية ويدعمها في حربها ضد الإرهاب.

4

من جانبه قال إيغور ماروزوف عضو لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي إن الرئيس بوتين جدد التاكيد اليوم بكل دقة ووضوح على ثبات موقفنا الهادف إلى صيانة كيان الدولة السورية وتحدث عن ذلك مع وزير الخارجية الأمريكي حيث أكد بصورة لا لبس فيها على الموقف العام المرتبط “بتسلسل خطوات التسوية السياسية بعد الانتصار على الإرهاب والمتمثلة بتشكيل لجنة لوضع الدستور ووضع آلية لاجراء انتخابات عامة كي يحصل الشعب السوري على إمكانية انتخاب برلمانه ورئيسه بنفسه وبصورة مستقلة دون فرض أي شروط مسبقة ويبني حياته بموجب دستوره الذي يقره” وهذا بالذات ما أكده الرئيس بوتين مرة أخرى أثناء مؤتمره الصحفي السنوي اليوم.

وأضاف ماروزوف إن الرئيس بوتين أكد على أنه لا يحق لأي كان أن يمارس تاًثيرا من الخارج على إرادة الشعب السوري واتخاذه لقراراته حول رئيسه إذ إن الشعب السوري وحده الذي يملك الحق في ذلك وليس الأمريكيين وحلفاءهم.

6

بدوره قال إيغور كوروتشينكو رئيس تحرير مجلة “الدفاع الوطني” الروسية إن الرئيس فلاديمير بوتين أعار اليوم في مؤتمره الصحفي السنوي اهتماما كبيرا لمسألة التسوية السياسية في سورية وأكد على أن تحديد مستقبل سورية هو بيد الشعب السوري فقط.

وأضاف كوروتشينكو إن “الشعب السوري هو المخول الوحيد في انتخاب وتسمية رئيسه في المستقبل كما أن شعب الولايات المتحدة هو من يسمي زعيم بلاده من خلال الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة الأمريكية ولا فرق هنا من حيث المبدأ بين البلدين إذ ان الأسس الديمقراطية يجب أن تكون واحدة للجميع”.

ولفت كوروتشينكو إلى أن الرئيس بوتين في استعراضه الوضع في سورية وجه انتقادات صارمة لتركيا التي ارتكبت عملية غدر بطعنة في الظهر في إسقاطها القاذفة الروسية وقتلها للطيار الروسي وأكد أن القيادة التركية الحالية لا تعتبر صديقة لروسيا ولا علاقة للشعب التركي بما ترتكبه هذه القيادة.

وأشار كوروتشينكو إلى أن الأزمة في سورية ينبغي حلها انطلاقا من قواعد واضحة أولها القضاء الكامل على مجموعات الإرهاب الدولي المتمثلة بتنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية ومن ثم توفير الظروف المناسبة لإطلاق الحوار السياسي الشامل بين السوريين وبإشراك المعارضة التي تؤمن بوحدة الوطن السوري وبالقتال ضد “داعش” وبالتالي وفقا لهذه الظروف يمكن التحرك نحو تسوية الأزمة في سورية.

وأوضح كوروتشينكو أن الرئيس بوتين تطرق عمدا إلى أن هدف روسيا ليس في إقامة قواعد جديدة في سورية بل القضاء على الإرهاب وإن مستقبل التواجد العسكري الروسي في سورية سيتحدد لاحقا وفق تطور الأوضاع في المنطقة بشكل عام ووفق رؤية روسيا والحكومة السورية لمستقبل التعاون العسكري بين البلدين.

وكان الرئيس بوتين جدد خلال مؤتمره الصحفي السنوي الموسع في موسكو اليوم التأكيد أن الموقف الروسي تجاه الأزمة في سورية ثابت ومبدئي ولا يمكن أن يتغير لافتا إلى أنه لا يوجد بديل عن الحل السياسي للأزمة فيها وأنه لا أحد يمكنه أن يفرض على السوريين من سيرأسهم.