الشريط الإخباري

ندوة للنادي الرئاسي الروسي حول الوضع في سورية

موسكو-سانا

عقد النادي الرئاسي الروسي “دوفيريا” التابع للرئاسة الروسية ندوة حوارية حول الوضع في سورية وواقع الأحداث الجارية في الشرق الأوسط وآفاق تطورها بمشاركة جنرالات وخبراء وإعلاميين روس.

2

وأكد الجنرال فلاديمير لوبوف القائد السابق لهيئة أركان القوات المسلحة السوفييتية عضو مجلس التنسيق في النادي أن سورية أصبحت مثلا يقتدى به في الدفاع عن الوطن وفي محاربة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط وقال “نبحث اليوم الوضع في سورية البعيدة القريبة منا حيث أصدر الرئيس فلاديمير بوتين قرارا بمساعدة الصديقة سورية عسكريا باستخدام القوات الجوية الروسية ضد التنظيمات الإرهابية التي تقتل المدنيين وتدمر البنى التحتية والأوابد التاريخية في سورية”.

وأشار الجنرال لوبوف إلى فشل “التحالف الدولي” المزعوم بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي خلال أكثر من عام بتحقيق أي نجاحات في هذا المضمار سوى أنه هيأ الأرضية لتمدد التنظيم الإرهابي وتوسع نفوذه.

من جهته اعتبر ممثل وزارة الخارجية الروسية فلاديمير أندرييف نائب رئيس إدارة التحديات الجديدة في الوزارة أن “روسيا بدأت تحتل مكانتها في العالم عبر مواقفها في سورية وأوكرانيا وستتمكن من تعزيز مواقعها وتقوية مواقفها وبالتالي ستكون العدالة في العالم المعاصر أكثر ثباتا”.

3

بدوره أكد فلاديمير شنياكين رئيس فرع النادي الرئاسي في جمهورية موردوفيا الروسية أن ما تقوم به روسيا بالمشاركة مع الصديقة سورية من دور رئيسي وكبير في محاربة الإرهاب قد أثمر خلال أقل من شهر أضعاف ما قامت به الولايات المتحدة مع حلفائها خلال أكثر من سنة مشيرا إلى أن الغرب لم يرغب في أن تكون نتائج العملية الجوية الروسية في سورية إيجابية لأن وجود الإرهاب ضروري بالنسبة له كي يتمكن من نشر الفوضى في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ليمتد إلى منطقة القوقاز ويصل إلى روسيا.

وأشار شنياكين إلى الجهود والإرادة الروسية في القضاء على الإرهاب في المنطقة واصفا الوضع المترتب حاليا في منطقة الشرق الأوسط بـ “الصعب والمعقد نتيجة استشراء الإرهاب فيها وتفاقم مآسي اللجوء إلى الغرب” وقال إنه “بفضل وحكمة القيادة الروسية يمكن التأكيد على أننا قادرون على دحر خطر الإرهاب .. هذا الأخطبوط”.

4

من جانبه أوضح بوريس بوتشاروف عضو لجنة التنسيق في النادي عضو اتحاد الكتاب الروس أن قرار القيادة الروسية إرسال قوة عسكرية جوية إلى سورية أزال أي شكوك في دعم ومساندة سورية في الحرب ضد الإرهاب لانه ليس من الغريب أن تكون العلاقات الروسية السورية في هذا المستوى الرفيع.

وشدد بوتشاروف على بذل المزيد من الجهود للتخلص من الإرهاب الدولي الذي يعتبر أكثر أعداء الإنسانية عدوانية معتبرا أنه من الخطأ تصديق الغرب في أي أمر يتعلق بالمواقف السياسية وخاصة أن الأحداث في ليبيا برهنت زيف ادعاءاته.

5

بدوره اعتبر الجنرال الطيار بيوتر بيلونوشكو نائب قائد القوات الجوية السوفييتية سابقا عضو النادي الرئاسي أن الدعم العسكري والمساعدة التقنية الروسية لسورية كفيلان بالقضاء على الإرهاب مشيرا إلى أن الإرهاب في سورية هو “أسوأ من الفاشية التي كانت تتستر قليلا على جرائمها بينما يتصرف الإرهابيون في سورية بلا حياء بل وبافتخار بما يرتكبونه من جرائم بحق المواطنين الأبرياء”.

وأكد بيلونوشكو أن الموقف الأمريكي تجاه الأزمة في سورية “غير مشرف” لأنه مبني على تزوير الحقائق وقلب الوقائع وقال إن “الأمريكيين أينما حلوا يحل معهم الموت والدمار كالذي خلفوه في فيتنام والعراق لأنهم بحاجة دائمة للحرب التي توفر لهم مقومات الحياة الرغيدة”.

7

كما نوه الجنرال فيليكس دادايف الحائز مرتين لقب “بطل الاتحاد السوفييتي” وحامل لقب “فنان الشعب السوفييتي” بالعمليات الجوية العسكرية التي تنفذها القوات الروسية لمحاربة الإرهابيين في سورية وقال “لا يمكن للإرهابيين المتوحشين في سورية أن يكونوا من بني البشر لما يقومون به من جرائم ضد الإنسانية”.

6

وأعرب الجنرال ديميتري ستشكين عن فخره بالمواقف الوطنية والشجاعة للرئيس بشار الأسد في مواجهة الإرهاب والتهديدات الغربية وقال “إن مواقف الرئيس الأسد تدل على حكمة وروح وطنية وحبه لشعبه ووطنه وحرصه على استقلال وسيادة سورية” معبرا في الوقت ذاته عن تأييده لقرار الرئيس بوتين دعم الجيش العربي السوري وقواته المسلحة في محاربة التنظيمات الإرهابية.

8

من جانبه رأى الجنرال يوري بوبريشيف أن هدف العملية الجوية العسكرية الروسية لمحاربة الإرهاب في سورية لا ينحصر في الدفاع عن الشعب السوري وحماية أرضه فقط بل تهدف إلى حماية الشعب الروسي أيضا من أخطار الإرهاب الدولي ومنع تمدده إلى روسيا محذرا من أن هيكلية النظام العالمي مهددة بمحاولات الولايات المتحدة الهيمنة على مقدرات الشعوب وعلى الأمن العالمي.

9

بدورها انتقدت فيكتوريا لازيتش الإعلامية في النادي الرئاسي مواقف الولايات المتحدة إزاء الأزمة في سورية وخاصة في دعمها للإرهابيين وقالت “عندما يسفك الدم السوري يأتي الأمريكيون وبدلا من أن يضعوا حدا لتنظيم “داعش” الإرهابي يقومون بقصف مواقع وهمية ويساعدون على تمدد الإرهاب ومضاعفة العراقيل والمصاعب أمام الدول التي لها صداقات قوية مع روسيا وفي مقدمتها سورية”.

وأكدت لازيتش أن الثقافة الأمريكية لا تستند إلى أي معايير حضارية أو قومية أو حتى إنسانية في حين ان عمر الحضارة السورية يزيد على ستة آلاف سنة مضيفة إن “الحرب الإرهابية على سورية لا علاقة لها بأي دين بل تقوم على أيدي دعاة الإرهاب المجرد من كل جذور حضارية وقتل كل من لا يؤيد فكرهم”.

10

بدوره أكد الدكتور فهد كم نقش مدير المركز الإعلامي السوري في موسكو أن العمليات الجوية الروسية في سورية جاءت لضرب الإرهاب والقضاء عليه وليست لأجل “مصالح ضيقة” وقال “روسيا مهتمة بمساعدة سورية من أجل الحفاظ على أمنها في ضرب الإرهاب ومكافحة خطره عند التخوم البعيدة لحدودها الجنوبية ولو لم تفعل ذلك لكان الاحتمال كبيرا بأن تتسلل التنظيمات الإرهابية إلى الداخل الروسي”.

وأشار كم نقش إلى أن لقاء القمة الذي جمع الرئيس الأسد والرئيس بوتين في موسكو مؤخرا يدل على عمق العلاقة بين سورية وروسيا وعلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدبلوماسية السورية والروسية لحل الأزمة في سورية.

وأكد كم نقش أن الدبلوماسية المدعومة بالقوة العسكرية تعمل بشكل فعال أكبر وهذا ما أظهرته روسيا بعد بدء عمليات القوات الجوية العسكرية لمكافحة الإرهاب في سورية لافتا إلى الحرب الإعلامية المغرضة وبث الأكاذيب للنيل من الجهود المشتركة السورية الروسية للقضاء على الإرهاب.

وقال كم نقش إن “فشل التحالف الدولي المزعوم بقيادة الولايات المتحدة يدل على أن الأمريكيين بذاتهم هم من خلقوا “داعش وجبهة النصرة” والتنظيمات الإرهابية الأخرى ليس لمحاربة سورية فقط وانما ليحاربوا روسيا أيضا” متسائلا لماذا لم يظهر ما سمي “الربيع العربي” في مشيخات الخليج وممالكه.

وأوضح أن الحديث عن العالم متعدد الأقطاب بدأ بعد أن رفعت روسيا صوتها عاليا بالإفصاح عن نهجها الجيوسياسي الجديد في المحافل الدولية المختلفة مشيرا إلى أن روسيا برهنت أن مفهوم أحادية القطب نظرة خاطئة إذ إن العالم أصبح متعدد الأقطاب بظهور دول ومجموعات دول منها “بريكس” قادرة على الوقوف بوجه الهيمنة الأمريكية والدليل القاطع على ذلك استخدام روسيا والصين حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن ضد قرارات غربية غرضها العدوان على سورية.

وأكد مدير المركز الإعلامي السوري أن الشعب السوري مصمم على إحراز النصر على الإرهابيين مهما بلغت التضحيات وهو يؤيد قرار القيادة الروسية بدعم سورية عسكريا ويعرب عن شكره بأسمى عبارات التقدير للشعب الروسي وقيادته الشجاعة.