الشريط الإخباري

الموسيقي محمد زغلول: الموسيقا ضرورية جدا لبناء شخصية الطفل السوري

دمشق -سانا

رغم ما تتعرض له سورية منذ نحو خمس سنوات من حرب إرهابية عليها أثرت على مختلف المجالات وفي طليعتها الفنون فإن الموسيقا شهدت نهضة ونشاطا ملحوظا في العام الماضي كما يؤكد الموسيقي السوري محمد زغلول.

وقال زغلول في حديث لـ سانا.. “يشهد تعلم الموسيقا هذه الفترة إقبالا كبيرا من قبل الأطفال الصغار في المعاهد الموسيقية التابعة لوزارة الثقافة حيث تقدم هذا العام لمعهد صلحي الوادي للموسيقا نحو خمسمئة طفل وطفلة بعمر سبع سنوات للانتساب كما شهدت المعاهد الموسيقية في محافظات اللاذقية وحماة وحمص والسويداء وحلب إقبالا كبيرا أيضا يفوق قدرتها على الاستيعاب ما يعكس زيادة الوعي لدى الأهالي لأهمية الموسيقا والفكر الثقافي لمواجهة الفكر الظلامي والإرهابي”.

وأوضح مدير المعاهد الموسيقية ومدرسة الباليه في وزارة الثقافة أن هناك توجها في هذا الوقت لدى المديرية للعمل على بناء شخصية الطفل الذي يدرس الموسيقا لتنمية موهبته ورعايتها وتوجيهه بالشكل الصحيح ليكون في المستقبل إنسانا وفنانا ومبدعا محبا لوطنه وشعبه.

ولفت زغلول إلى أن الموسيقا ضرورية جدا لبناء شخصية الطفل وهذا العمل يتطلب تضافر جهود أولياء أمور الأطفال لمساعدة الجهات الرسمية بما تقدمه من مشاريع وبرامج ومعاهد تعنى بتنمية وبناء شخصية أطفال سورية ليكونوا مواطنين صالحين ومبدعين في المستقبل.

واعتبر عازف الفيولا أن الحركة الموسيقية كانت تسير بشكل مطرد ومتنام في سورية حتى جاءت الأزمة ما انعكس عليها بخسارة عدد ممن غادروا للخارج بسبب الأوضاع الصعبة التي نعيشها وما ترتب عليه من نقص في بعض المواقع سواء في الفرق الموسيقية أو في التدريس لبعض الآلات والاختصاصات.

وأضاف زغلول..”لم تتوقف الموسيقا في سورية عن الحياة والعمل والتطور رغم كل التحديات والصعوبات اليومية سواء في عمل المعاهد الموسيقية التي استمرت في تدريس طلابها” مبينا أن هناك جهدا كبيرا يبذله أساتذة هذه المعاهد من خلال تحمل نقص الكوادر وزيادة ساعات التدريس إلى جانب كونهم عازفين في عدة فرق موسيقية سورية لم تتوقف عن حفلاتها وبرامجها الفنية التي تقدمها للناس في سورية.

وأكد المدير الإداري للفرقة السيمفونية الوطنية أن كل طالب يدرس الموسيقا في المعاهد الموسيقية الرسمية يكلف الدولة ملايين الليرات في مقابل رسم مالي سنوي زهيد مقارنة بما يدفعه أي طالب في أي دولة من دول العالم موضحا أن المعاهد الموسيقية تساعد الأهالي في تقديم بعض الآلات الموسيقية غالية الثمن والتي من الصعب أن يقتنيها الطلاب على سبيل الإعارة لتسهيل عملية التدريس والتعليم والتدريب لتشجيع الطلاب على التخصص في بعض الآلات النادرة.

وعن مغادرة أعداد من الموسيقيين السوريين إلى الخارج رأى زغلول أن العازف السوري يتمتع بمستوى جيد عالميا في العموم رغم انتقاده لهذه الظاهرة داعيا إلى معالجة الأسباب الحقيقية لسفر الموسيقيين السوريين إلى الخارج ولا سيما أن أغلبها مادية.

ورأى زغلول أن الفرق الموسيقية السورية اليوم تعاني من نقص الكوادر وقلة الموارد المالية رغم زيادة وزارة الثقافة لأجور الحفلات لهذه الفرق مؤخرا وهذا يتطلب تضافر الجهود من قبل كل الجهات المعنية لإيجاد قوانين جديدة تلبي الحاجات والتطلعات لدعم الفرق الموسيقية والعازفين والمدرسين الذين يقومون بعمل جبار في ظل هذه الأزمة ليتمكنوا من متابعة عملهم وتأدية واجبهم داعيا لإعادة تفعيل موضوع وجود خبراء في المعاهد الموسيقية.

وحول ما يقدم من أعمال موسيقية قال زغلول إن “لدينا نشاطا كبيرا في الفرقة الوطنية للموسيقا العربية التي يقودها المايسترو عدنان فتح الله من خلال التواجد الدائم لها في النشاطات الموسيقية عبر الدعم الذي تتلقاه من وزارة الثقافة” مبينا أن الفرقة تعمل على إعداد مكتبة موسيقية سورية من خلال ما تقدمه من مقطوعات خاصة بالفرقة ما أوجد أسماء جديدة في التأليف الموسيقي مثل عدنان فتح الله ومحمد عثمان وكمال اسكيكر وغيرهم إلى جانب إعادة توزيع للتراث الموسيقي بدون تشويهه.

وتابع من الضروري اليوم العمل على إيجاد أرشيف وتوثيق لأعمال الموسيقيين السوريين الموجودين والذين رحلوا مؤكدا أن إيجاد مكتبة موسيقية سورية هو عمل جماعي يتطلب تضافر جهود كل الجهات والوزارات للبدء بالبحث والتوثيق والأرشفة لهذه الأعمال.

وعن العمل النقابي دعا رئيس فرع ريف دمشق لنقابة الفنانين إلى ضرورة إعادة هيكلة للنظام الداخلي للنقابة وإصدار القانون الجديد الذي تم إعداده ليواكب المستجدات والمتطلبات ليأخذ الفنانون حقهم من نقابتهم معتبرا أن النقابة تحتاج لاستراتيجية في العمل لتفعل دورها في حماية حقوق الفنانين وإعانتهم عندما يحتاجون لها بالإضافة لرعايتهم في سن التقاعد والضمان الصحي.

وحول مشروعه الفني الخاص قال..إن “مشروعي الفني اليوم هو العمل على بناء جيل يؤمن بالحب والوطن من خلال الموسيقا وتكامل الحالة الثقافية والفكرية من خلال عملي كمدير لمعهد صلحي الوادي للموسيقا كما اطمح لتفعيل خبرتي في مجال الإدارة والتنظيم لإقامة عمل موسيقي سوري مشترك مع عدد من الموسيقيين العالميين على مستوى العالم لإظهار تميزنا الموسيقي والفني للعالم” لافتا إلى أنه يحضر حاليا لتقديم اسطوانة عزف لآلة الفيولا لسد نقص في المكتبة الموسيقية في هذه الآلة.

وعبر زغلول عن تفاؤله بمستقبل الموسيقا في سورية وقال..”التفاؤل لم يغادرنا يوما رغم الكثير من الصعوبات التي تواجهنا باستمرار ولكن طبيعتنا كفنانين سوريين يملؤنا الحماس ومحبة الوطن والإيمان بما نقدم من فن وثقافة وفكر كلها تدفعنا دائما للتغلب على كل العقبات والصعوبات بالمحبة والتكاتف والبذل في سبيل إنجاح العمل الموسيقي والتدريسي الذي يصب في مصلحة المجتمع السوري”.

محمد سمير طحان