الشريط الإخباري

ندوة حوارية بمناسبة اليوم العالمي للمخدرات

دمشق- سانا

أكد المشاركون في الندوة الحوارية التي أقامتها وزارة الإعلام “مديرية الإعلام التنموي” بالتعاون مع وزارة الداخلية في دار البعث اليوم بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف في 26 حزيران ضرورة التوسع في الأنشطة التي تركز على مخاطر تعاطي المخدرات والتحديات المختلفة التي تطرحها في المجتمع وما تسببه من تهديد لحياة المتعاطين وشل قدراتهم ولاسيما فئة الشباب الذين يشكلون بقدراتهم وطاقاتهم الخلاقة الحاضر والمستقبل.

ودعا المشاركون إلى العمل مع مختلف الجهات لرفع مستوى الوعي لدى فئات المجتمع تجاه الآثار المدمرة لتعاطي المخدرات ولهذه الآفة على الفرد والمجتمع ما يتطلب التنسيق والتعاون مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات التربوية والمراكز الثقافية لإقامة الندوات والأنشطة والفعاليات التي تسهم في تصعيد الوعي الشعبي وتحصين المجتمع ضد هذه الآفة وخطرها مشددين على ضرورة أخذ الحيطة والحذر من نشاطات مافيا المخدرات واستراتيجياتها المتجددة لفتح أسواق جديدة للاستهلاك.

وشدد المشاركون على ضرورة مواجهة التحديات التي تعيق اكتشاف حالات التعاطي بالمخدرات الموجودة في المجتمع وإيجاد آليات تكون قريبة من الواقع والابتعاد عن النمط التقليدي والاستفادة من الدراما في هذا المجال وتسليط الضوء على هذا الموضوع والاهتمام بالشباب والعمل على ملء أوقات فراغهم بالأشياء التي تفيدهم وتخدم الوطن وتقديم الدعم النفسي لهم ولعائلاتهم في ظل ما تشهده سورية من إرهاب لافتين إلى أهمية دور الأم التي تربي أولادها بشكل سليم وواع وتعلمهم مكارم الأخلاق.

كما دعا المشاركون في الندوة الحوارية إلى ضرورة إنشاء موقع إلكتروني وطني للتعريف بالمخدرات ورصد هذه الظاهرة والتعاون بين الجميع من أجل الإبلاغ عن أي حالات يتم اكتشافها مباشرة ومراقبة المحال والمطاعم التي يرتادها الشباب والمراهقون وعدم الإكتفاء بالندوات والورشات.

وفي هذا الإطار أوضح العميد محمد الفاعوري رئيس فرع الإعلام بوزارة الداخلية أن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات في السادس والعشرين من حزيران من كل عام يأتي تأكيدا على التزام سورية بالإسهام الفعال في مواجهة هذه الآفة الخطيرة ولتبيان الصورة القاتمة المأساوية لما تخلفه هذه السموم من أضرار صحية واجتماعية واقتصادية كارثية تنخر كيان الأفراد اينما حلت ولا تورث إلا المصائب والآلام والخراب والمفاسد وتنهك الجسم بالأمراض المستعصية المضرة كاشفا أن 800 مليون نسمة مصابون بهذا الداء على مستوى العالم.

وأشار الفاعوري إلى وجود العديد من النشاطات الإعلامية ستقام بهذه المناسبة خلال هذه الفترة مثل إقامة ندوة مركزية حول ظاهرة المخدرات في مبنى وزارة الداخلية وبمشاركة مختلف الفعاليات وندوة تلفزيونية يشارك فيها اتحاد شبيبة الثورة ووزارة الأوقاف وجمعية تنظيم الأسرة واتحاد نقابات العمال وندوة أخرى يشارك فيها مدير إدارة التوجيه المعنوي رئيس اللجنة وممثل عن اتحاد شبيبة الثورة ووزارة العدل إضافة إلى معرض فني للصور واللوحات والأعمال الفنية بالتنسيق مع اتحاد شبيبة الثورة ونقابة الفنانين التشكيليين حول مخاطر المخدرات.

وأكد رئيس فرع الإعلام بوزارة الداخلية أنه يتم التنسيق مع المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة والتربية والأوقاف لإيلاء هذه المناسبة الاهتمام اللازم والطلب من خطباء المساجد ووعاظ الكنائس التحدث عن المخدرات وأضرارها ومخاطرها وتخصيص حلقات ضمن البرامج الإعلامية للتحدث عن هذه الظاهرة ودعوة قادة الشرطة في المحافظات إلى التنسيق مع الجهات المعنية لإقامة ندوات مماثلة وإصدار المطبوعات بهذا الشأن وبث رسائل توعوية بهذه المناسبة ونشر لوحات طرقية تتضمن مضار المخدرات.

وبين العميد الفاعوري أن ما شهدته المنطقة من أحداث خلال السنوات الأربع الماضية أضعف قدرة دولها على ضبط حدودها وخلق مناخ مناسب لعصابات تهريب المخدرات التي أصبحت تنشط على حدود هذه الدول ولاسيما أن تجارة وتهريب المخدرات تعد أحد مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية و قال.. “إنه بات واضحا للجميع أن عناصر التنظيمات الإرهابية تتعاطى المخدرات حيث تقوم القوى الداعمة لهم بتوزيع الحبوب المخدرة عليهم لتحريضهم على ارتكاب المجازر والجرائم بحق الشعب السوري والتمثيل بجثث الشهداء بدم بارد تحت تأثير الحبوب المخدرة”.

وأكد أن “الجهات المختصة ضبطت كميات كبيرة من الحبوب المخدرة بين مخلفات التنظيمات الإرهابية وفي أوكارهم التي تم تدميرها إضافة إلى أن هناك اعترافات واضحة للإرهابيين المقبوض عليهم بتعاطيهم المخدرات”.

إلى ذلك أكد العميد مأمون العموري رئيس الفرع الداخلي في إدارة مكافحة المخدرات أن سياسة سورية حيال موضوع المخدرات واستخدامات أنواعها وأشكالها المتعددة بشكل غير مشروع ترتكز على قواعد راسخة تم تطويرها منذ عام 1993 بصدور القانون رقم /2/ الذي يعد من أفضل وأحدث التشريعات على الصعيد العالمي لكونه نص على عقوبات زجرية رادعة شديدة تصل إلى حد الإعدام بحق كل من يهرب مواد مخدرة أو يزرعها أو يقوم بتصنيعها وبالمقابل نظر إلى المتعاطين والمدمنين نظرة إنسانية واعتبرهم أناسا مرضى وألزم الجهات المعنية بالدولة بتقديم المساعدة اللازمة لعلاجهم وشفائهم وتوفير المناخ الصحي لعودتهم إلى مجتمعهم أصحاء.

من جانبه دعا مدير الإعلام التنموي بوزارة الإعلام عمار غزالي إلى ضرورة إرسال الإحصاءات والبيانات المتعلقة بموضوع المخدرات إلى الإعلاميين مباشرة وبشكل دائم ودوري وعدم انتظار الورشات والندوات وذلك من أجل الاستفادة من هذه المعلومات وتقديمها للجمهور بطريقة جذابة وضرورة الاستفادة من الدراما في مجال التوعية والتنبيه من مخاطر المخدرات لأن الدراما هي الأقرب إلى قلوب الناس.

وأشار غزالي إلى أن دور وزارة الإعلام في هذا المجال كبير وهناك خطط دائمة ويتم تنظيم ورشات عمل للإعلاميين لاطلاعهم على المعلومات الإحصائية ليسهموا برفع نسبة الوعي من خلال مقالاتهم وتقاريرهم في الصحف والتلفزيون والإذاعة.

ويحتفل العالم من كل عام في السادس والعشرين من شهر حزيران باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي خصص عام 1987 نتيجة للتوصيات التي خرج بها المؤتمر الدولي لمكافحة المخدرات في العاصمة النمساوية فيينا وإساءة استعمال العقاقير والاتجار غير المشروع وذلك كوسيلة للتعبير عن الإصرار على تقوية الأعمال والأنشطة ووسائل التعاون على جميع الصعد من أجل إيجاد مجتمع دولي خال من المخدرات.