الشريط الإخباري

تصميم صناعي مبتكر لطلبة كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة تشرين

اللاذقية-سانا

تمكن مجموعة من طلبة السنة الخامسة في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة تشرين من تصميم نموذج لمستودع صغير يتم فيه وضع المنتجات الملونة المراد فرزها في أي من مجالات الصناعة وفق آلية ميكانيكية مبتكرة تتسم بالبساطة والدقة في آن معا حيث تم تصنيع النموذج وفق ما هو متاح من إمكانات وادوات تقنية في ظل الحصار الاقتصادي الجائر على سورية وهو الأمر الذي وصفته المجموعة الطلابية بالمحفز على الابتكار والبرهان على قدرة الإنسان السوري على تحدي الحصار والتكيف بذكاء وابداع مع أي من الظروف القاهرة.

وقد ذكر الطالب “محمد معين ابراهيم” من أفراد المجموعة في حديث لنشرة سانا الشبابية ان النموذج المصصم يقوم بأخذ المنتج الملون قطعة تلو الأخرى وعرض كل قطعة على حدة أمام كاميرا ويب بدقة 5ر1 ميغا بكسل والتي تلتقط بدورها صورة للمنتج وترسلها للحاسب الذي يميز لون المنتج عن طريق برنامج تمت كتابته باستخدام برنامج “ماتلاب” وبعد تمييز اللون يتم إرسال أمر برمجي إلى متحكم صغري تمت برمجته مسبقا بلغة “زائد زائد سي” ليقوم بتوجيه المنتج إلى العلبة الموافقة للونه.

وأوضح الطالب “محمد علي شعار” من مصممي النموذج أن العمل بدأ بجمع الأدوات اللازمة للتصميم والتي أمكن توفيرها من السوق المحلية باستثناء قطعة واحدة لم نتمكن من إيجادها في السوق وهي حساس الكتروني “جي اربي” ويلعب الدور الرئيسي في تمييز الألوان.

وقال..”علمنا على ايجاد بديل لهذه القطعة ايمانا منا بقدرات الإنسان السوري على تجاوز العوائق مهما بلغت صعوبتها وبالفعل تمكنا بمساعدة أساتذتنا والمشرفين علينا من إجراء بعض التعديلات التي حلت هذه المعضلة”.

وأشارت الطالبة “لانا دمياطي” إلى أن النموذج العام الذي قدمته المجموعة يختص بفرز المنتجات الملونة لكنه صمم بطريقة تساعد على تخصيصه للتعامل مع أي من المنتجات الصناعية الملونة لافتة إلى أنه و على سبيل المثال لا الحصر يمكن إضافة ذراع روبوت بسيطة إلى النموذج لاستخدامه لفرز المنتجات القماشية “البلوزات مثلا” حيث يقوم هذا الذراع بالتقاط “البلوزة” والتحرك بها لعرضها أمام الكاميرا وبعد تمييز لونها يقوم بالتحرك لوضع “البلوزة” على خط سير الإنتاج المناسب لهذا اللون.

كذلك الأمر بما يتصل بالمنتجات الزراعية حيث يمكن حسب قول “دمياطي” تضخيم مستودع التخزين واستخدام كاميرا ثلاثية الأبعاد لفرز كميات كبيرة من التفاح مثلا اعتمادا على أن التفاحة التالفة تحتوي على بقع بنية بتدرجات مختلفة وهكذا يمكن فرزها عما سواها.

واختتم مصممو المشروع بالتأكيد على فخرهم وزهوهم كأصحاب مشروع بما انجزوه من عمل يدل على قدرة الطالب السوري على الخلق والابداع وتحويل المعرفة الأكاديمية النظرية إلى انجازات عملية على الأرض تنفع في إعمار سورية وإعادة بنائها وتؤكد عمق الارادة الشبابية الصلبة في محاربة المشروع الإرهابي الظلامي الذي يستهدف الوطن.

في السياق نفسه أكد الدكتور المهندس “فادي متوج” المشرف على المشروع أن العمل الذي قام به الطلاب يمثل مشروع ميكاترونيك متكامل يجمع بين الالكترونيات والبرمجة والميكانيك وتكمن أهميته في أن له تطبيقات عملية كثيرة فهو يقدم طريقة رخيصة وسريعة لفرز المنتجات الصناعية حسب اللون وبطريقة آلية كلياً وخاصة أن إدخال بعض التعديلات البسيطة على التصميم سيمكن من فرز منتجات بأحجام وألوان مختلفة.

وأضاف أن المشروع قابل للتطوير في المستقبل عبر إدخال تحسينات على التصميم بحيث يمكن زيادة سرعة ودقة عملية الفرز وكذلك يمكن استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لبناء أجزاء الهيكل لتصبح أكثر انسيابية وتناسق منوها إلى أن مثل هذه المشاريع تؤكد على قدرة الطالب السوري على الإبداع والتميز وتذليل الصعوبات مهما كانت الظروف والتحديات ليساهم بذلك في بناء وطنه بالعلم والتفوق.

بشرى سليمان

انظر ايضاً

مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك خلال جلسة لمجلس الأمن: مجرمو الحرب في كيان الاحتلال الإسرائيلي قرروا المضي في اعتداءاتهم الدموية لإشعال المنطقة والزج بها في أتون حرب واسعة مستفيدين من الدعم الأمريكي غير المحدود