دمشق-سانا
أحيت فرقة الرسالة للإنشاد والتراث أمسية إنشادية صوفية بعنوان “جمال الوجود” على مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.
الأمسية التي تأتي احتفاءً بجماليات التراث الصوفي العريق تحدث عنها رئيس فرقة الرسالة، المنشد عمر ديراني لـ سانا الثقافية، مشيراً إلى أن عنوان الأمسية “جمال الوجود” يعكس جوهر هذا الفن العريق، حيث يجتمع الصوت مع الصورة لخلق تجربة روحانية عالية.
وأشار إلى أنهم عملوا على تفاصيل دقيقة لتحقيق التكامل بين المشهد البصري والسمعي، لينقل المتلقي إلى حالة وجدانية عميقة، موضحًا أنهم عملوا على تطوير الصيغة الإيقاعية لتبرز دور الإيقاع كركيزة أساسية في الإنشاد الصوفي، بمصاحبة ألحان الناي الرقيقة.
وعن رمزية السلام في رقصة المولوية، قال المولوي محمود الطير رقصة المولوية تعبر عن رحلة الروح نحو السكينة والسلام، فبلباسهم الأبيض ودورانهم، يُعيد الدراويش إحياء رسالة الصوفي الذي جعل من المحبة والتسامح أسلوباً للحياة، ونقدم اليوم هذا التراث من سورية للعالم كدعوة للسلام.
وانتقلت الأمسية بالحضور عبر محطات موسيقية متنوعة، بدءاً من مقام بيات حسيني مع “يا ساقي الندمان” و”مولاي صل”، وصولاً إلى مقام رست بأناشيد مثل “مولى المواهب” و”جودوا بالوصال”، حيث تمازجت الأصوات بروحانية عميقة.
كما قدمت الفرقة عرضاً إيقاعياً أعاد التأكيد على أن الإيقاع هو نبض الموسيقى الصوفية. وفي مقام الحجاز، أبدعوا في أداء “أقبل الساقي” و”قوموا تمدحوا لله”، مختتمين الأمسية بمقام كرد وأوبريت “سيرة الحبيب”، ثم بأناشيد من مقام سيكاه مثل “اللهم صل وسلم” و”يا حمام المدينة”.
يذكر أن، تاريخ الإنشاد الصوفي والديني في دمشق يعود إلى ما يقارب ثلاثمئة عام، حيث أسس الشيخ عبد الغني النابلسي، المولود في دمشق عام 1641، تقاليد الإنشاد الديني التي بدأت في الجامع الأموي، ومنها انتشرت إلى المساجد الأخرى في المدينة وإلى باقي المناطق السورية.
مريم حجير
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen