الشريط الإخباري

التنوع البيولوجي من أجل التنمية المستدامة.. عنوان اليوم العالمي للتنوع الحيوي لهذا العام

دمشق-سانا

اعتمدت الأمم المتحدة التنوع البيولوجي من أجل التنمية المستدامة عنوانا لليوم العالمي للتنوع الحيوي لهذا العام انطلاقاً من ضرورة معرفة أن انقراض أي نوع حيوي وإزالة موائله يعد تهديداً لمقومات التنمية المستدامة التي اعتمدتها قمة الأرض في جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا عنواناً لها لأهميتها.

وقال الدكتور دارم طباع، مدير مشروع حماية الحيوان في سورية في تصريح لسانا بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الحيوي الذي يصادف غدا “لاشك أن سكان الكرة الأرضية بأجمعهم يدفعون فاتورة التلوث الناجم عن الصناعة والنقل وتوليد الكهرباء، والمتمثل بارتفاع حرارة الأرض والغازات السامة ل “الدفيئة” وقد اتهم العديد من ممثلي الدول الفقيرة والنامية الدول الصناعية بتخريب البيئة وباستعمال أراضيها كمكب لنفاياتها الصناعية واستهلاك موارد الأرض الطبيعية ومياهها ما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض وتلوث الهواء وتخريب البيئة وفقدان التنوع البيولوجي إضافة إلى تآكل المساحات المخصصة للغابات والتصحر الناتج عن القطع العشوائي للأشجار إن بسبب الفقر أو بسبب الاستثمار الهمجي للشركات الكبرى أو بسبب الحروب والنزاعات التي تحد من متابعة تطبيق القوانين البيئية وبالتالي استمرار انتهاك مواردها الطبيعية”.

وأضاف طباع أن “المساحات الخضراء التي تم قطع أشجارها قدرت قدرت بنحو 7ر13 مليون هكتار وطالت غابة الأمازون أو رئة الأرض التي تم تخريب نصفها تقريبا ومن المشاكل الأخرى المرتبطة بالتنوع الحيوي والتنمية المستدامة انبعاث الغازات الضارة من المصانع وعوادم المركبات في قطاع النقل وحرق النفايات ومعامل الكهرباء، حيث يشكل ثاني أكسيد الكربون الغاز الأكثر انبعاثا وتأثيرا في تغيير المناخ وتقدر الزيادة فيه بنحو30 بالمئة يليه الميتان وثاني أكسيد الآزوت وثاني أكسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون والمركبات العضوية الكربونية المتطايرة وجميع هذه الغازات تساهم في ظاهرة الدفيئة العالمية وما يرافق ذلك من تخريب لطبقة الأوزون المحيطة بالأرض والتغييرات المناخية وزيادة معدلات تبخر المياه السطحية وارتفاع نسبة الأملاح فيها وارتفاع مستوى سطح البحر بالإضافة إلى تغيير في معدل سقوط الأمطار”.

وبين طباع أنه من المعلوم أن الولايات المتحدة تنتج حوالي 20 بالمئة من الغازات المضرة بالغلاف الجوي للأرض وقد سارع العديد من قادة العالم إلى وضع إستراتيجية خاصة للحماية من ارتفاع درجة حرارة الأرض وكانت النتيجة توقيع بروتوكول كيوتو في العام 1997 الذي هدف إلى خفض انبعاث الغازات بمعدل 5 بالمئة بين العامين 2007 و2012.

ولفت مدير مشروع حماية الحيوان إلى أن استخدام المبيدات والأدوية الزراعية والكيميائية خصوصا السامة منها والنفايات المشبعة التي يجري طمرها في الأرض كل ذلك يؤدي إلى تآكل الأراضي الزراعية ويهدد البشر والحيوان والنبات وخلل في التنوع البيولوجي وتقدِر منظمة السلام الأخضر أن حوالي ثلاثة ملايين طن من النفايات السامة تجتاز حدود الدول الصناعية سنويا إلى مناطق أخرى في المحيطات أو إلى داخل أراضي الدول الفقيرة.

وأوضح طباع أن التنوع البيولوجي هو ركن من أركان التنمية المستدامة وقال يستفيد حوالي 900 مليون نسمة يعيشون في المناطق الريفية منه لكسب أرزاقهم وهوءلاء يتأثرون بالخلل في التوازن البيئي والطبيعي وتلوث المياه والتصحر ويشكل الجوع العلامة الفارقة للفقر وهو ظاهرة غير مقبولة في القرن الحادي والعشرين حيث تشير إحصاءات البنك الدولي حول الفقر إلى أن 29ر1 مليار انسان يعيشون تحت خط الفقر الذي حدد بدولار واحد في اليوم.

وختم طباع قائلا من الضروري أن نتذكر أننا لسنا وحدنا على هذا الكوكب فملايين الكائنات الحية تشاركنا الحياة فيه إن لم يكن من الأصح أن نقول اننا نشاركها الحياة على هذه الأرض فهي الأقدم والأكثر تنظيماً والأقل تخريباً وبالتالي من واجبنا ونحن ندعي أننا نتميز عنها بفكرنا المتطور أن نقدر مخاطر مساهماتنا السلبية تجاه البيئة ومكونات التنوع الحيوي فيها وأن نعلم أن مستقبلنا ومستقبل أولادنا وأحفادنا على الأرض مرتبط بقدرتنا على تأمين استدامة مواردنا وتحقيق تنمية مستدامة لنا ولجميع الكائنات الحية من حولنا.

عماد الدغلي