جراء العدوان والنزوح… سوريون عائدون من لبنان يروون صوراً من معاناتهم

حمص-سانا

تتعاضد الجهود الحكومية والأهلية والمنظمات غير الحكومية في محافظة حمص لاستقبال الأعداد المتزايدة من الوافدين من لبنان منذ بدء العدوان الإسرائيلي عليه، والتي بلغت حتى هذه اللحظة 78 ألف مواطن سوري و68 ألف لبناني.

وفي تصريح لمراسلة سانا ، أكد أمين سر اللجنة الفرعية للإغاثة في محافظة حمص عدنان ناعسة أن العمل جار على قدم وساق لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة للوافدين السوريين واللبنانيين جراء العدوان، حيث يتم استقبال العائلات عبر معابر جوسيه والدبوسية وجسر قمار بالمحافظة، كما تم تجهيز وتأهيل ثلاثة مراكز لإيوائهم واستقبالهم إضافة إلى المراكز الأربعة الموجودة حالياً في ربلة والقصير وحي القصور بحمص، كما تم استقبال 8 آلاف عائلة لبنانية من خلال المجتمع المضيف بالمحافظة.

وتصف المواطنة السورية عبير الطحلة العائدة من لبنان مشهد الأسر اللبنانية والسورية التي نزحت من بيوتها جراء العدوان الإسرائيلي “بيوم القيامة”، حيث اضطر الكثيرون لترك أغراضهم ومتاعهم والنجاة بأنفسهم وأطفالهم، مبينة أنها كانت تعيش منذ بدء الحرب على سورية في منطقة الصرفند جنوب لبنان، ولكنها رغم المعاناة والألم من العدوان والنزوح إلا أنها شعرت بالارتياح عندما شاهدت عودة الحياة والإعمار في مدينتها حمص رغم ما طالها من إرهاب.

وتحدثت ابنتها الطفلة عائشة حميدي 11 عاماً عن ارتياحها مع عودتها للمدرسة ولقاء أقرانها، بعد أيام عصيبة ومؤلمة عاشتها مع أسرتها في لبنان، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل عليه.

المواطنة منال محمود أم لخمسة أطفال أصغرهم توءم بعمر أربع سنوات وأكبرهم عشر سنوات، انتقلت من حلب للعيش في لبنان منذ عشرة أشهر سعياً لتحسين معيشتها، ولكنها اضطرت لترك بيتها في قرية النبي شيت بالبقاع بعد انهمار قذائف وصواريخ العدو الإسرائيلي فوق رؤوس الأهالي، الذين عاشوا أياماً طويلة في أجواء الرعب الشديد، ونزحوا عائدين إلى وطنهم، حيث استقبلهم القائمون على المعبر بكل رحابة صدر ويسر، وقدم لهم الهلال الأحمر العربي السوري معونات غذائية وإغاثية، وأمن لهم الإيواء والسكن في مركز محمود عثمان بحي القصور، حيث شعروا فيه بالأمان والأمن، وتلقوا المساعدات من أهل الخير، كما شعروا بالتفاؤل مع عودة أطفالهم للمدرسة.

المواطن زياد الدياب الذي عبر من معبر جوسيه مع عائلته بعد غياب 12 عاماً عن بلدته تلبيسة، لينعموا بالأمان والاستقرار بعدما عانوا الكثير من عدوان كيان الاحتلال، وليجدوا أن الإنسان لا ملجأ له سوى وطنه الذي يحمل همه في كل الظروف.

من جهته، أشار مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بحمص إسماعيل خليل إلى تواصل جهود المجتمع الأهلي والخيري بالمحافظة، من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي ومختلف الخدمات الإغاثية منها الطبية والصحية والخدمية، من خلال القائمين على الجمعيات الأهلية والمتطوعين فيها.

ولفت خليل إلى أنه ورغم محدودية الموارد المتوافرة ناهيك عن الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد جراء الحرب والحصار إلا أن الاستجابة الطارئة لمساعدة أهلنا الوافدين من لبنان كانت سريعة ضمن الإمكانيات المتوافرة، والتي تبقى دون تلبية كامل الاحتياجات الكبيرة لهم جراء ما تعرض له قطاع الخدمات والقطاع الاقتصادي السوري من ضرر كبير جراء الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي الغربي الجائر.

تمام الحسن

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen