الشريط الإخباري

“ذخيرة سمع” جمل موسيقية ضائعة بأسلوب مبتكر

اللاذقية-سانا

يختص عمل فرقة “ذخيرة سمع” لتقديم الجمل الموسيقية التي ترد عادة ضمن الأغنيات الشعبية المنتشرة دون أن تأخذ حقها الفني الكامل في الاصغاء والتذوق الفني ولذلك تقوم هذه الخلية الأبداعية بجمع الجمل التي تحقق هذا الشرط لإعادة استثمارها بشكل أفضل من الناحيتين الموسيقية و التقنية بحيث تخرج إلى الجمهور بطريقة أجمل وأكثر وضوحا.

وتعول الفرقة في نجاح مشروعها على الذائقة الفنية الفطرية لدى الجمهور و التي تلتقط دائما ما هو أصيل ومتقن لتلقي بعيدا بأي جملة نشاز من الناحية السماعية حيث أكد يوسف سقا مؤسس الفرقة في حديثه لنشرة سانا الشبابية أن الجمل الموسيقية على اختلاف الطريقة التي تطرح فيها تستحق الاهتمام ولذلك قرر الشباب في الفرقة أن يكرسوا جهدهم لجمع الجمل الموسيقية الجميلة مما يأتي ضمن مقطوعة موسيقية رديئة لم تحقق الانتشار المطلوب لتضاف إلى الرصيد السمعي الخاص بالأغاني الشعبية.

وأضاف سقا إنه يمكن لهذا النوع من الموسيقا أن يعاد إخراجه بذوق موسيقي أكثر عمقا واتقانا دون أن يضاف إلى التراث الموسيقي المحلي وهو الأساس الذي قام عليه مشروع الفرقة قبل شهرين حيث يجري العمل على أغنيات تصنف ضمن مستوى القاع الموسيقي البعيد تماما عن الصفوة الفنية مثل أغنية “شوفير القمارة” التي تضم جملا موسيقية جميلة تمت إضافتها لوصلة كاملة من موسيقا الدلعونة الشعبية ودمجت معا لتقدم كعمل فني جديد نال رضا واستحسان الجمهور.2

وتسعى الفرقة حسب قول مديرها إلى عزل الجمال الموسيقي لهذه الجمل عن الإطار السيء الذي أتت ضمنه وبالتالي يمكن للجمهور الاستمتاع بها من جديد ضمن قالب موسيقي آخر يكفل لها الوصول إلى وجدان الجمهور وتحصيل موقع جيد في ذائقته الفنية مؤكدا أنه لا توجد في سورية فرق تركز على هذا النوع من العمل الموسيقي ولذلك كان الانطلاق فيه عبر رؤية بعيدة المدى تكرس بصمة خاصة للفرقة في عالم الموسيقا.

حسام جنيد وعلي الديك قدمتهما الفرقة بأسلوبها الشبابي المتميز دون نسيان فريد الأطرش ووديع الصافي وكل ما له علاقة بتراث الأغنية العربية في محاولة منها للتنويع و تغطية جميع الألوان الموسيقية بأسلوب محبب قريب من الجمهور الباحث عما هو تراثي وأصيل.

وتقوم الفرقة بتقديم مقاطع موسيقية وأغنيات من تأليفها الخاص ظهرت بواكيرها عبر أغنيتي سيريا وذخيرة سمع التي يرى فيهما سقا تعبيرا صادقا عن المجموعة وشكلها الحقيقي بعازفيها ومؤلفيها.

وأشار سقا إلى أن الفرقة استطاعت في أغنية ذخيرة سمع أن تلم جملا من تراثنا الشرقي وتدمجها مع تقاسيم تشبه الموسيقا الأندلسية وموسيقا غربية لتخلق في نهاية الأمر توليفة خاصة بها تجسد مشروعها بشكل حقيقي.

من جهته أكد عازف العود وضاح عيزوقي أهمية تنويع الآلات الموسيقية ضمن الفرقة التي تضم تسع آلات تشمل بالاضافة إلى العود والغيتار كلا من التشيلو والكونترباس وآلات الإيقاع موضحا أنه يتم حاليا البحث عن عازف ترومبيت لتقديم موسيقا أكثر ثقلا من الناحية التقنية تكون في الوقت نفسه قريبة من الناس ليتفاعلوا معها بالشكل الذي يخدم رؤية الفرقة.

ويتم في كل حفلة اختيار آلات معينة لتشارك في تقديم الأغنيات بما يليق بروح الكلمات والنغمات الخاصة بها حيث أشار عيزوقي إلى عدم وجود معيار لاختيار الأغنيات التي يعاد توزيعها من قبل الفرقة فألمهم بالنسبة لهم وجود جملة موسيقية يشعرون أنها تخدم الغاية التي يعملون لأجلها.

وقال أحيينا الكثير من الحفلات منذ انطلاقتنا الرسمية ضمن أماكن صغيرة بالإضافة إلى عدد من المسارح التي ضمت جمهورا واسعا لكن حال فرقتنا كحال العديد من الفرق الناشئة تحتاج دعما ماديا ورعاية من قبل المهتمين لنتفرغ بشكل كامل للعطاء الموسيقي فجميعنا يحلم بتقديم شيء جديد للشباب الذي يتقبل أنماطا مبتكرة تقوم على توزيع جديد لأغنيات مألوفة بحيث نعطي الحركة الموسيقية حقها دون حشو أو استعراض لا معنى له.

واختتم بالإشارة إلى تجاوب الجمهور الكبير مع ما تقدمه الفرقة من خلال قراءة لغة الجسد و التماهي مع اللحن والأداء المرتبط بالعزف أو الغناء الذي تؤديه المغنية الصاعدة انانا حسين التي تمتلك مساحة صوتية تناسب توجه الفرقة وسط إصرار كبير على متابعة ما بدأت به ولاسيما أنها قادرة على تقديم برنامج فني يفوق الساعتين دون أن تفقد تركيز الجمهور أو اهتمامه الأمر الذي يعتبره عيزوقي ميزة أخرى تضاف لمواهب الفرقة وإمكاناتها.

ياسمين كروم